الساعي : البحرين تمتلك البنية السياحية ولكنها تفتقر للترويج
المنامة …. دعا المدير التنفيذي لشركة الدرجة الذهبية التي تنشط في مجال السفر والسياحة عبدالملك الساعي إلى صرف 90% من الميزانية المخصصة لتنشيط السياحة على الترويج السياحي، مشيرًا إلى أن البحرين لا تعاني من نقص في البنية السياحية أو الخدمات المساندة لكنها تفتقر للبرامج الترويجية.
وشدد الساعي الذي عمل في مجال الطيران والسفر مدة ربع قرن على أهمية أن تتظافر جهود جميع المؤسسات المعنية لتحقيق أهداف وخطط واضحة في استقطاب السائحين، مشيرًا إلى أن السياحة باتت مدخلاً لتحقيق الإيرادات وتنشيط الاقتصاد في جميع دول العالم.
وقال في حديث لـ«الأيام الاقتصادي»: «لا يوجد لدينا بديل سوى تنشيط السياحة التي تراهن عليها الكثير من بلدان العالم والمنطقة خصوصًا في ظل انخفاض أسعار النفط».
وطالب الفنادق والناقل الوطني طيران الخليج بالتعاون معًا للاستفادة من الأحداث التي تجرى في المنطقة واستقطاب جزء من السائحين، مؤكدًا ضرورة تقديم تنزيلات خصوصًا في الفترات التي يقل فيها النشاط سيساعد على الاستقطاب السياحي الذي ستعم فائدته على الجميع.
وفي الوقت نفسه رأى ضرورة أن تتحلى شركات ووكلاء السفر والسياحة بالحس الوطني وأن تدعم الناقل الوطني عبر بيان مزاياه للزبائن، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية أن تتكاتف دول الخليج لصياغة برامج سياحية مشتركة تساعدها على تعزيز موقعها في خريطة السياحة العالمية.
وبدأت شركة الدرجة الذهبية قبل نحو ثلاث سنوات، واستطاعت أن تسقطب زبائن كثر من خلال تقديم خدمات متنوعة واستحداث وجهات سفر جديدة.
السوق مزدحم بوكالات السفر
وعن واقع السوق الحالي قال الساعي: «السوق مزدحم بوكالات السفر ومكاتب السياحة، والعدد في ازدياد بشكل غير طبيعي، وذلك تسبب في صياغة واقع تنافسي بين الشركات العاملة، لكن هذا التنافس على السعر للأسف وليس في الجودة».
وتابع قائلاً: «إن نشاط وكالات السفر ليس بيع تذكرة فقط، وإنما هنالك عدة أنشطة ومسؤوليات من بينها تأكيد الحجز، والتأكد من تقديم الخدمات سواء في المطار أو الفندق وتقديم المساعدة له طوال فترة سفره».
وأكد المدير التنفيذي لشركة الدرجة الذهبية أن واقع السوق يحكي تنافسًا يصل إلى تكسير الأسعار، مشددًا على ضرورة أن تبحث الجهات المعنية حلولاً وضوابط ليس في مرحلة استصدار الرخصة بل خلال المراحل اللاحقة لاستمرارها.
وقال: «هذا الواقع جعل النمو في حركة السفر غير ظاهر بوضوح في نشاط وكالات السفر وأرباحها».
واقترح الساعي أن يتم التشاور مع المكاتب الصغيرة ودمجها لتكون مكاتب متوسطة تنشط بطريقة احترافية، وتراعي شروط الجودة ومعاييرها، منوها إلى بعض الدول الأوروبية قامت بخطوات من هذا القبيل، وكانت إيجابية على السوق.
تغيّر أنماط السفر
وعن حركة السفر ووجهاتها، قال الساعي: «السوق متقلب في صعود وهبوط باستمرار لكن ما نشهده هو تغير في نوعية المسافر ووجهاته، ففي السابق كان المسافر في البحرين يسافر مرة واحدة في السنة خلال الصيف، ويصطحب معه عائلته، غير أنه في الوقت الحاضر أو فلنقل خلال السنوات الخمس الأخيرة أصبح يسافر ثلاث مرات في السنة، ولربما سافر لوحده، حيث تقسّمت الإجازة إلى إجازة الصيف، وعطلة الربيع، وعطلات أخرى في الأعياد، والعيد الوطني، وغيرها».
ونبّه الساعي إلى أن ارتفاع عدد رحلات السفر لم يكن له الأثر القوي على عوائد شركات السفر أيضًا، وذلك أن المسافرين كانوا يتجهون فيما مضى إلى وجهات مثل لندن، ويصدرون عدة تذاكر لها، فيكون هامش الربحية جيد جدًا، لكن الآن المسافر بات يركز على وجهات قريبة مثل دبي التي تصل تذكرتها إلى 50 ديناراً فقط، ويكون هامش الربح فيها ضئيل للغاية.
في المقابل أوضح أن هنالك ارتفاعاً في تذاكر العمالة الذي ترافع مع عدد العمالة الأجنبية في البحرين خلال السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى العمالة في المنطقة الشرقية الذين يتخذون من مطار البحرين نقطة سفر لهم.
20 % نسبة النمو الشهري لمبيعات الشركة
وفي الوقت نفسه كشف عبدالملك الساعي أن شركة الدرجة الذهبية تحقق نمواً جيداً يصل إلى نحو 20% شهرياً، مدعومًا بأعمال من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إتاحتها وجهات جديدة، وحرصها على تقديم خدمات مميزة.
وقال: «إن ما يميز شركة الدرجة الذهبية أنها لم تعتمد على جهة معينة، وأنها ابتكرت باقات سفر ووجهات جديدة، مثل تنظيم رحلات إلى اسكتلندا، وكوبا، والصين، والأرجنتين، وأمريكا، واكتشاف مدن جديدة في أمريكا في الساحل الغربي لها».
وعن وجهات السفر لدى البحرينيين قال الساعي: «أعتقد أن خريطة السفر هذا الصيف قد تغيّرت وحيث تركزت حركة السفر على مقاصد معينة وظهرت وجهات جديدة، ومن بين أهم وجهات صفر البحرينيين في الوقت الحاضر: سويسرا، ولندن، وأمريكا بالإضافة إلى جنوب آسيا، مثل تايلاند، وماليزيا، والفليبين». وتابع قائلاً: «كما بدأ البحرينيون بزيارة مناطق جديدة، مثل: روسيا، والأرجنيتن، وسيرلانكا، وذلك يؤكد أن مذاق السفر لدى البحرينيين تغيّر». لكنه استدرك بالقول: «غير أن هناك دائمًا وجهات تقليدية مفضلة مثل: بانكوك، ودبي».