أخبار اليوم.. تضمد جراح «صناعة الأمل» في شرم الشيخ
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
لابد أن تكون هناك جدية وتحرك حقيقيان من جانب الدولة والشعب تجاه قضية شرم الشيخ وصناعة الأمل بما يؤكد أنهما علي مستوي المسئولية
توافقا مع مبادئها ودورها الوطني بإعتبارها الاصدارات الشعبية الأولي في مصر أقدمت «أخبار اليوم» علي مبادرتها بالدعوة لمؤتمر شرم الشيخ الذي عقد أمس سعيا إلي تضميد جراح المدينة الرائعة نتيجة حادث سقوط الطائرة الروسية.. استهدف هذا المؤتمر الذي تبناه ياسر رزق رئيس مجلس إدارة هذا الصرح الإعلامي الكبير الترويج لمساندة السياحة.. صناعة الأمل بما يحقق مصالح هذا المقصد السياحي الأشهر في العالم.
الاهتمام والحماس تملك كل المشاركين في هذا المؤتمر الذي إنعقد أمس وبحضور مجموعة كبيرة من الوزراء في ظل تشجيع ودعم من محافظ جنوب سيناء خالد فودة.. تركزت الأهداف بشكل أساسي علي توفير كل متطلبات الحفاظ علي هذه القيمة السياحية العظيمة لشرم الشيخ بمنشآتها وعمالتها المدربة وانعكاساتها الاجتماعية لضمان تواصل دورها في خدمة الاقتصاد القومي.
>>>
في نفس الوقت شهدت شرم الشيخ الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء وكانت السياحة علي رأس جدول الاعمال. ارتباطا بهذا الاجتماع فانه لابد من الاستجابة للمطالب ومقترحات العاملين في المجال السياحي والتي تم اثارتها في مؤتمر أخبار اليوم. من بين ماتم المطالبة به إعادة النظر في اجراءات التأمين في المطارات وبحث امكانية اسنادها الي مؤسسات أمنية دولية او بعقد اتفاقات تعاون امني مع الدول المصدرة للسياحة وان يتم ذلك وفقا لما هو معمول به في الكثير من مطارات العالم. كما يجب ايضا بحث تقديم المزيد من التسهيلات فيما يتعلق بتأشيرات الدخول لرعايا الدول التي يمكن ان يأتينا منها سياح. إن ما زاد من تفاقم الازمة ما تتحمله هذه المنشآت السياحية من اعباء استمرار تشغيلها سواء كانت أجور أو ضرائب أو تأمينات اجتماعية أو إستهلاك للكهرباء والطاقة والمياه بالاضافة إلي أقساط القروض البنكية وفوائدها.
>>>
كل التقارير والدراسات تشير الي ان ٧٠٪ من حجم الحركة السياحية الوافدة الي مصر مصدرها الدول الأوروبية الذين يأتون الي شرم والغردقة وكل مناطق البحر الاحمر السياحية لقضاء الاجازات.. كلنا نعلم إرتباط السياحة بالأمن القومي الاقتصادي وهو ما يحتم الايمان بأن ما تواجهه شرم الشيخ لا يحتمل «المهيصة» وإطلاق الوعود والتصريحات وليدة الانفعال والمشاعر العاطفية. لابد أن تكون هناك جدية وتحرك حقيقيان من جانب أجهزة الدولة والشعب حتي يمكن القول بأن هذه الاطراف علي مستوي المسئولية تجاه هذه المحنة بتأثيراتها الاقتصادية القوية علي الجميع.
ان مواجهة هذه الازمة يتطلب قرارات جادة وعملية وشجاعة ومدروسة وليس أي شيء آخر.