نمو شركات الطيران الخليجية بشكل سريع يسبب اختناقات و زحام فى المجال الجوى
دبي "المسلة"…. قال مسؤولون كبار في قطاع الطيران إن توسعات شركات الطيران الخليجية التي كانت بلا هوادة في وقت من الأوقات قد باتت موضع اختبار بسبب ازدحام المجال الجوي والمطارات في شبه الجزيرة العربية.
وسيكون على شركات طيران مثل الخطوط الجوية السعودية وطيران الإمارات النظر عن كثب في خطط التوسع لأن مطاراتهما الرئيسية في جدة ودبي تصارع من أجل استيعاب تدفق الطائرات الجديدة.
وقال رئيس طيران الإمارات تيم كلارك خلال معرض دبي للطيران لـ رويترز إن "منحنى عائق الطاقة الاستيعابية أضر بنا في وقت أقرب قليلا (مما كان متوقعا)" مضيفا أن الشركة كانت ستطلب 100 طائرة ايرباص ايه380 إضافية لو كانت هناك مساحة في مطار دبي الدولي.
وبعد تسجيل طلبيات قياسية في السنوات السابقة توقفت شركات الطيران الخليجية عن شراء الطائرات في المعرض الذي أقيم هذا الأسبوع على الرغم من قول ايرباص إن الشرق الأوسط سيستمر في التوسع بإضافة 2400 طائرة بقيمة 590 مليار دولار سيجري تسليمها على مدى العشرين سنة المقبلة.
ولدى دبي والدوحة وأبوظبي وجدة شركات طيران تنمو بسرعة مما يزيد الازدحام المتنامي في المجال الجوي الذي يعاني بالفعل من اختناقات وتأخيرات.
وتتفاقم الأزمة بسبب الاستخدام المكثف للمجال الجوي من قبل الجيوش العربية لتنفيذ ضربات جوية في العراق وسوريا واليمن تاركة ممرات ضيقة للطيران التجاري.
وتحولت شركات الطيران إلى التحليق في سماء إيران والسعودية بدلا من العراق حيث يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات من البلاد.
وقد تزيد تلك الإجراءات زمن الرحلات وتكلفة الوقود حيث تصطف الطائرات للدخول في ممرات الطيران وقد ترفع رسوم الطيران في سماء الدول التي يسمح مجالها الجوي باستيعاب هذا التدفق.
وقال كلارك "الأمر قابل للسيطرة في الوقت الراهن لكن أحدا لم يكن ليتوقع أبدا… هذا القدر من الاختناق."
وقال توماس بيليجرين مدير الذراع الإدارية لشركة برايس وتر هاووس كوبرز إنه في ظل حاجة الجيوش للمجال الجوي قد يحدث المزيد من الاختناقات إذا لم تجر معالجة المشكلة.
وقالت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي إن الإمارات ستبدأ قريبا في إعادة هيكلة مجالها الجوي وإنها تتوقع تضاعف حركة الطيران لمثليها خلال 20 عاما وهو معدل نمو تقول إنها لا تستطيع التعاطي معه في ظل الهيكل الحالي للمجال الجوي.
وتقول شركة ناتس البريطانية المتخصصة في خدمات إدارة حركة الطيران إن منطقة الشرق الأوسط الأوسع قد تجني مزايا اقتصادية بقيمة 16.3 مليار دولار في عشر سنوات من خلال تعزيز أنظمة التحكم في الحركة الجوية.
وقال كلارك إن المنطقة أدركت أنها كانت بحاجة لكيان على غرار المنظمة الأوروبية لسلامة الملاحة الجوية التي تنسق المجال الجوي في أوروبا نيابة عن 41 دولة لكن المحللين يقولون إن النظام أقل كفاءة مما يرنو إليه المسؤولون الأوروبيون.
وتتنوع المشاكل في منطقة الخليج من حيث الجغرافيا والمخاطر الأمنية. وقال كلارك إن تغيير مسار الرحلات الجوية بسبب الحرب الدائرة في اليمن أدى في بعض الحالات إلى زيادة زمن الرحلة الواحدة ساعة ونصف الساعة بينما أدى تحويل مسارات أخرى إلى سماء إيران لزيادة سبعة دقائق إلى ثمانية في زمن الرحلة.