Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

متحف آثار أم قيس.. قطعة من تاريخ الأردن العتيق

متحف آثار أم قيس.. قطعة من تاريخ الأردن العتيق

 

تلاقحت في مدينة أم قيس الأردنية عدد من الحضارات العظيمة ومنها اليونانية والرومانية والعربية، انها تجسد قطعة مبهره من التاريخ الغابر، وشاهد على الازدهار الحضاري والثقافي والابداعي الذي عايشته بلادنا منذ آلاف السنين، أما جغرافياً فهي ذات موقع استراتيجي منحها أهمية مضاعفه حيث تشرف على الجولان وبحيرة طبريا وجبال فلسطين وجبل الشيخ، و قد نُظِّمت المدينة الأثرية على الطراز الروماني، وبالرغم من ازدحام منطقة الآثار بالمباني السكنية منذ مئات السنين إلا أن دائرة الآثار العامة استملكت البلدة بكاملها،كما إنها بدأت بعدد من المشاريع الخاصة بالتنقيب وكذلك مشاريع الترميم وخاصة في المدرج الروماني في وسط المنطقة الأثرية.


وتعدّ مدينة أم قيس أو «جدارا» (التحصينات باللغة اليونانية) الواقعه قرب مدينة اربد في شمال الأردن واحدة من أهم المدن العشرة المعروفة بـ «الديكابولس»، وهي مدن رومانية-يونانية معظمها في الأردن، كطبقة فحل وجرش وفيلادلفيا (عمان المعاصرة)، ام الجمال، ايدون، الحصن.


متحف أم قيس للآثار يقع المتحف داخل الموقع الأثري في بيت تراثي (بيت الروسان) فوق مرتفع الأكروبوليس لمدينة جدارا القديمة (أم قيس)، ويعود تاريخ بناء هذا البيت إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، أواخر الفترة العثمانية.استملكت دائرة الآثار العامة المبنى، وتم ترميمه بالتعاون ما بين دائرة الآثار العامة والمعهد البروتستانتي الألماني في العام 1990، حيث استُخدم كمتحف موقع لمدينة أم قيس الأثرية.واستُخدم الطابق الأرضي من المبنى الذي يتكون من غرف عدة وفناء داخلي كمتحف.


قامت دائرة الآثار العامة بأعمال صيانة الطابق العلوي وإعادة تأهيله، وسيتم استكمال أعمال الصيانة للطابق الأرضي والساحة.


 يضم المتحف قاعات عدة تحتوي على معروضات أثرية متنوعة منها: القطع الفخارية كالأسرجة والجرار الصغيرة والأقنعة، ويمتد تاريخها من الفترة الهلنستية حتى الفترة الإسلامية.إضافة لمعروضات تمثل ما اكتُشف داخل المقابر في منطقة أم قيس، والحجارة المزخرفة، وجرار فخارية متوسطة الحجم تعود للعصرين الروماني والبيزنطي، وبعض التماثيل المصرية من الحجر البازلتي والحجر الكلسي.


 كما يَعرض المتحف مجموع من التماثيل الرخامية التي تجسد عدداً من الآلهة الرومانية مثل:ساتور، أرتميس، زيوس، وعدداً من اللوحات الفسيفسائية والمسكوكات والزجاج.وتوجد داخل المتحف ساحة عامة تضم توابيت حجرية بازلتية وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة من الحجر الكلسي والبازلتي، إضافة إلى بوابتين من الحجر البازلتي ولوحات فسيفسائية. وفي المتحف نقش على شاهد قبر من الحجر البازلتي للشاعر «أريبيوس» يقول فيه:»أيها المارّ من هنا.. كما أنت الآن كنتُ أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتّع بالحياة لأنك فانٍ».


تمثال هيرمس ارباخ يقف تمثال هيرمس أرباخ على قاعدة، ونحت من الرخام الشفاف المتبلور الأبيض الناعم وما تبقى منه يمثل رجل عريض الكتفين قوي البنية، يرتدي الرداء منسدلا من فوق الكتف الأيمن إلى مستوى وسط الفخذين، الكتف الأيسر عار حتى وسط العضد ويلتف الرداء حول أسفل العضد الأيسر حتى المرفق، وتمسك اليد اليسرى المثنية في الكوع بالرداء على مستوى البطن، الرداء مفتوح من الجهة اليمنى وكأنه منفذ لليد اليمنى ليتناول مافي الداخل، الرداء منسدل على الظهر إلى أخر التمثال، كما انه مفتوح من الجهة اليسرى ويبرز منهما كتلتان مستديرتان وكأنهما رغيفا خبز أو رسائل يحملها لهرمس. إما القاعدة مهشمة وترتكز عليها القدم اليسرى كاملة على شكل حذاء إلى مستوى المنكبين ومثلها القدم اليمنى.


وان حجم التمثال اقل بكثير من حجم التمثال الطبيعي إلا ان الفنان قد راعى التناسب الكلاسيكي فيه إلى حد كبير. تمثال جذع ارتيمس خامة التمثال هذا من الرخام الأبيض المتبلور النقي الناعم الملمس، ارتيمس عند الإغريق هي إحدى بنات زيوس وهي آلهة الخصب الأنثوي، وتعادل عند الرومان الإلهة ديانا والمتبقي من التمثال وجذع من الرقبة حتى الركبتين ,تقريبا الرأس من أسفل الرقبة مفقودة واليدين من وسط الساعد والساقين ايصا مفقودة وكذلك تجويف في أعلى الصدر مكان ارتكاز الرقبة وكذلك تجويفين في وسط الساعدين يدلان على ان هذه الأجزاء متكسرة ولكنها كانت موصولة بهذه التجاويف فقدت لسبب ما وهذه الإلهة ترتدي ثوبا يغطي تقريبا كل الظهر فاليدين والجسم تقريبا، ويظهر من الصدر والبطن أكثر من عشرين بروزا وبينها فرزات واضحة بشكل هندسي سداسي تقريبا أشبه بشمع العسل، أما أسفل الثوب مكون من صفين عرضيين من التشكيلات في كل منها أربعة وهي أشبه ماتكون بتكوينات أطفال تنتظر نزول الحليب لترضعه. والساعدين متجهتان إلى الإمام، إذ ان مقدمة الساعدين واليدين مفقودتان ومن هيئة التمثال انه يدل ان الإلهة تحمل شيئا لتقدمه والرداء الذي يغطي ظهر التمثال بتلافيف قليلة التجاعيد ولكنه أنيقة الصناعة.


وان حجم التمثال اقل من الحجم الطبيعي ولكنه يناسب التقاليد الكلاسيكية وريما تكون تسميتها بارتيمس ايقيسيا لأنه ارتيمس احتل مدينة pergamon ephsos دلالة على كثرة ما نحت لها من تماثيل في تلك المدن.


تمثال الأفعى وهو من حجر الكلسي الأبيض المصفر، متوسط القساوة, كثير الفجوات الصغيرة الوصف : الأفعى ملتوية على بعضها البعض في أربعة أالتفافات حلزونية يبدأ من الذيل في الأسفل، وتنتهي بالرأس في الأعلى، وجزء من الذيل مكسور، والرأس مكسور مقدمته ,ويبدأ الرأس برقبة دقيقة نسبيا ثم يتسع ويقل سمكه، وجلدها مرقط ببقع معينة الشكل تماما كما في الأفعى الفلسطينية التي في مناطق جنوبي بلاد الشام لكثير من الحضارات، والأفعى تسمى أبناء الأرض أو حياة الأرض عند المصريين القدماء الحياة البدائية في بعض الأحيان عند حضارة وادي الرافدين، ونرمز عند الإغريق للإله زيوس، باعتباره حاميا للبيت، فان وجدت في البيت فن صاحبها يتبرك بها ويشعر بالاطمانينه لأنها تمثل الروح الاله الذي يبسط حمايته على بيته ووجد تماثيل مشابة لها في البتراء بالقرب من قبر الصهريج، وهي أفعى كبيرة الحجم ملتفة الجسم. قناع ديونسيوس قناع خامته من الرخام الأبيض النقي المتبلور وهو ناعم الملمس .

 

الوصف : الرأس مهشم مفصولا عن الجسد، ويبقى الشعر على الرس ممشطا إلى الخلف بخطوط متمايلة تلتقي في عقدة على شكل جديله صغيرة في مؤخرة الرأس، أما باقي التمثال فهو غير واضح، ويتشابه هذا التمثال رأس ديونيسوس الفلسطيني بالقدس وهو من أبناء زيوس كبير الإلهة الإغريقية وهذا الاله تجسد قوى الكرامة والخمر وأمه سميلية (ابنه قدموس مؤسس بلاد اليونان)، وكان الجدي أحد رموزه وكان يرافقه موكب الشياطين ذكورا وإناثا والسنتورات أو القطورات (والسنتور هو شخص خرافي نصفه الأعلى بشر والأسفل ماعز) وكان يحمل بيده رمحا وعلى رأسه كوز صنوبر مزين بإكليل من الزهر. وان ديونسيوس هو الصورة الإغريقية للإلهة الفيدي سومر ويعادل باخوس لدى الرومان وكان يحمل بيده الصولجان وفي اليد الأخرى كاس خمر. صيانة واعادة تأهيل مصدر مطلع في دائرة الآثار العامة أكد للدستور أن متحف أم قيس سيشهد قريبا انطلاقة جديدة، ومشروع متكامل لاعادة صيانة وتأهيل مبناه، كذلك تقديم مزيد من الخدمات للسواح، ورفده بمزيد من القطع الأثرية المكتشفة.


نقلا عن الدستور

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله