مناطق مادبا السياحية قبلة لمنتجي الدراما البدوية والتاريخية
مادبا …. يلجأ الكثير من منتجي الأعمال الدرامية البدوية والتاريخية، إلى مناطق مدينة مادبا – البحر الميت والمشرفة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبارها أرضا خصبة لتصوير معظم الأعمال، إلا أن هذه المناطق وتحديداً "جمالة وعيون الذيب والبراك، والجديدة وعيون موسى ومكاور"، تفتقر إلى أدنى الخدمات، التي تسهم في استمرارية استغلالها لتكون مناطق إعلامية للإنتاج الفني، والسياحي.
ويرى رئيس جمعية تطوير السياحة والحفاظ على التراث سامر الطوال حتمية إيجاد استثمارات في المنتج السياحي والفني، لما تتمتع به تلك المناطق من خصوصية ذات صبغة تاريخية، وهذا لن يتأتى إلا بوجود حافز تشجيعي للمستثمرين من قبل الحكومة.
ويقول، "على مرمى العين ترى أراضي شاسعة غير مستغلة لإنشاء مشاريع سياحية أو فنية، كما يحدث في البلدان الأخرى، فالقيمة التاريخية لتلك المناطق هو أيضاً حافزاً لتشجيع الاستثمار فيها، وعلى الحكومة الابتعاد عن النظام التعجيزي "البيروقراطية" الذي أسهم بهروب أغلبية المستثمرين".
ويؤكد المخرج حسين دعيبس "ثمة جمالية خاصة في تلك المناطق"، مؤكدا أنه "لدى استخدامها لتصوير منتج درامي فني، تشعر وأنت وكأنك تقرأ التاريخ و تعيش عبقه وتجلياته، لأنك تشعر بتلك اللحظة التاريخية أنك تستطيع نقلها بأمانة إلى المشاهد".
ويضيف لـ الغد "لا تختصر تلك المناطق للتصوير الدرامي أو الفني بمجمله، بل المنتج السياحي ايضا، الذي لا يلاقي اهتماما واسعاً من قبل الحكومة لجذب استثمارات سياحية أو على الأقل توفير الخدمات والبنى التحتية لتلك المناطق، حتى تزهو، وتصبح أماكن أكثر حيوية".
ورأى أن "أي منتج درامي يصور في مناطق الأردن وبخاصة مناطق مادبا، يلقى مشاهدة كبيرة، مؤكدا ضرورة أن تستغل هذه المناطق بطريقة مطورة، كي تستمر الحالة الإنتاجية الفنية فيها".
ويقول إن "كثيرا من المنتجين والمخرجين العرب والأجانب يأتون إلى تلك المناطق لتصوير معظم منتجهم الفني، قائلا "باعتقادي هذا مكسب كبير لجزء مهم من الحالة الثقافية التي هي عنوان أساسي للإنسان الإردني".
ويؤكد المخرج التلفزيوني صلاح أبو الغنم الأهمية التاريخية لتلك المناطق، ما يعطي دلالة أكيدة لدى الحكومة على ضرورة استغلالها، من خلال إيجاد فرص استثمار تسهم بشكل كبير بتشغيل المتعطلين عن العمل، وتشجيع السياحة الداخلية في الظرف الذي تشهده السياحة الوافدة من تراجع بسبب عدم الاستقرار الأمني في دول الجوار.
وقال منتج البرامج خالد الرحاحلة "يجب على الحكومة توفير الخدمات في تلك المناطق حتى يتسنى لزائريها قضاء وقت ملائم دون الخروج مبكراً، وهذا يسهم بتسجيع السياحة الداخلية.
وبين أن معظم هذه المناطق تفتقر إلى أدنى الخدمات التي تريح المنتزه، إضافة إلى ذلك فإن تلك المناطق أرض خصبة لتصوير المنتج الفني، وهي بحاجة إلى إقامة مشاريع استثمارية كمطاعم وفنادق أو مخيمات لراحة العاملين والفنيين.
ويضيف، "يحتاج مدير الإنتاج وقتاً طويلاً لإحضار الطعام للكادر الفني، وهذا يسبب هدرا للوقت، إضافة إلى ذلك قد لا يكون الطعام صالحاً للاستهلاك البشري، وبالتالي يجب أن يكون هناك استراحات تدار من قبل القطاع الخاص، وعلى الحكومة حث مؤسسة الاستثمار في الضمان الاجتماعي على إنشاء مشاريع استثمارية في تلك المناطق، وإجبار المنتجين العرب الذين يصورون منتجاتهم الدرامية، بإشهار أسماء المناطق الأردنية التي تم التصوير فيها، وعدم إغفالها، لأنه حق مشروع ومكتسب للوطن، وهذا دور هيئة الملكية للأفلام ووزارتي الثقافة والسياحة والآثار ونقابة الفنانين.
ويستغل المواطن سالم خلف الرواحنة أيام العطل للتنزه وعائلته في تلك المناطق لقضاء وقت للراحة والاستجمام، لكنه يؤكد أنه يعاني من عدم وجود مرافق خدمية واستراحات، ما يستدعي ذلك بحسبه "التركيز على إقامة استثمارات في تلك المناطق لإنعاشها وزيادة الحركة النتزهية فيها".
ورأى رئيس بلدية مادبا الكبرى المحامي مصطفى المعايعة الأزايدة أهمية المناطق التي تشكل إرثا تاريخيا وحضاريا للأردن، مشيراً إلى أن أجهزة البلدية تقوم بعمل حملات للنظافة بتلك المناطق، إلا أنه وجه اللوم على المواطن الذي يجب عليه المحافظة على البيئة وعدم رمي للنفايات والمخالفات بعد قضاء وقت التنزه.
وأكد الأزايدة، أن البلدية معنية تماماً بجذب المستثمرين وتسهيل معاملاتهم، إذ أنها فتحت قسم خاص للاستثمار ويوكل له مهمة إنجاز المعاملات بحسب القانون والتعليمات وبعيداً عن الروتين والبيروقراطية.
فيما يشير مصدر من وزارة السياحة إلى أن المناطق مروجة سياحياً، لأنها تقع بمحاذاة مناطق الحجيج المسيحي، وهي موضوعة في منشورات الوزارة وهيئة تنشيط السياحة.
وقال، إن استراتيجية وزارة السياحة والآثار تولي اهتماماً للسياحة الداخيلة، وبالتالي توفر كل اللوازم الأساسية والضرورية لإنعاش السياحة الداخيلة.
وأكد مصدر من نقابة الفنانين أن النقابة تتابع كل ما ينتج من مسلسلات في كل مناطق المملكة وبخاصة محافظة مادبا، ويطلب من المنتج أو المخرج إشهار اسم المناطق التي تم تصوير المشاهد فيها.