انتفاضة السكاكين تستنزف السياحة الإسرائيلية
حيفا … حذر خبراء من أن انتفاضة السكاكين الفلسطينية ستلحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد الإسرائيلي، مشيرين إلى عوارضها الأولية كانخفاض قيمة الشيكل مقابل الدولار، وتراجع أسهم بورصة تل أبيب، وأزمة السياحة في القدس المحتلة.
وفي هذا الصدد، يوضح الخبير الاقتصادي أمين فارس للجزيرة نت أن تأثيرات التدهور الأمني على اقتصاد إسرائيل ليست دراماتيكية، ولا يمكن تحديدها عينيا في هذه المرحلة، لكنها بدأت باستنزافه، مشيرا إلى أن هذه التأثيرات ستكون حقيقية وموجعة في حال استمرارها.
ويشير فارس إلى بداية ظهور هذه التأثيرات السلبية في بعض المرافق الاقتصادية خاصة في مدينة القدس، منوها بأن قيمة أسهم عدد من الشركات في بورصة تل أبيب شهدت انخفاضا بلغ 20% أحيانا، وهذا ليس بتأثير تطورات الأسواق العالمية فحسب، على حد تعبيره.
ويرجح فارس أن يتدهور اقتصاد إسرائيل -رغم قوته- في ظل استمرار التوتر الأمني، منبها إلى أن ذلك سيؤدي إلى تراجع حجم الاستهلاك والإنتاج، مما يعني مسًّا بالقطاع الخاص وبإيرادات الدولة.
انهيار السياحة
ويقول فارس "لا شك أن القدس بشقيها الغربي والشرقي تتلقى اليوم ضربات اقتصادية موجعة بسبب فقدان الأمن وحالة الخوف في شوارعها".
وتظهر معطيات رسمية أن السياحة في القدس تراجعت منذ بداية الشهر الحالي بنسبة 50%، في وقت يشكو فيه عدد كبير من المتاحف، والمطاعم، والفنادق، والأعمال الصغيرة التي تعتمد على السياحة الخارجية والداخلية من ضعف الأداء هذه الأيام.
من جهته يقول صاحب مطعم نوعم ريزي في مركز المدينة إن استمرار التدهور الأمني يعني حكما بالإعدام الاقتصادي عليه، مشيرا إلى توقف نحو 60% من زبائنه عن زيارته.
وفي حديث للإذاعة العامة اتهم ريزي اليوم وسائل الإعلام في إسرائيل ومنتديات التواصل الاجتماعي بطرح صورة أمنية خطيرة ومبالغ فيها تظهر إسرائيل كأنها سوريا، مما يزيد طين المرافق الاقتصادية بلة، وهي التي كانت قد تعرضت لضرر فادح عقب حرب الجرف الصامد.
ويتابع "في القدس الغربية وحدها ستتعرض مئات المرافق الاقتصادية للإغلاق خلال الشتاء، وعلى الحكومة أن تتدخل لإنقاذها من الإفلاس".
تأثر الاستثمارات
من جانبه، يوضح رئيس منتدى السياحة في القدس ميخائيل فايس أن هذا القطاع تعرض منذ مطلع الشهر لإلغاء صفقات الإقامة من قبل النزلاء والسياح بنسبة 50%، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن اليوم هم من رجال الشرطة.
وردا على سؤال للجزيرة نت يقول فايس إن المدينة تشهد تراجعا في النشاط السياحي منذ الحرب الأخيرة على غزة، و"قد تسببت المواجهات في القدس حول الأقصى خلال الأعياد اليهودية بالشهر الأخير في تراجع كبير في عمل كافة الفنادق والمطاعم والمقاهي ومكاتب السياحة والسفر والإرشاد".
ويتفق المحلل الاقتصادي للقناة العاشرة متنان خودروف مع فايس باتهام الإعلام بالتهويل وتصوير القدس كأنها مدينة تشهد حربا أهلية بالشوارع بهدف زيادة نسب المشاهدة والقراءة.
ويصرح خودروف للجزيرة نت بأن الاقتصاد الإسرائيلي مرشح لتباطؤ النمو في حال استمرت الانتفاضة الفلسطينية.
ويقول إن النمو انخفض أصلا العام الأخير بنسبة 2.6%، داعيا الحكومة لاعتماد "قبة حديدية اقتصادية".
ويضيف أن الانتفاضة تنعكس سلبا على الاستثمارات الأجنبية وعلى مرافق اقتصادية أخرى أهمها السياحة، التي تشكل 7% من الدخل القومي في إسرائيل.
ويشير إلى أن المرافق السياحية في كل البلاد في تراجع مستمر بسبب مشاهد الصدامات وفقدان الأمن بالشوارع.
ويؤكد أن الاقتصاد في إسرائيل غير مستعد لمزيد من التدهور الأمني أو لانتفاضة جديدة، مشيرا أيضا إلى النفقات الأمنية الضخمة التي تتحملها الخزينة.