عدم الاستقرار سبب انهيار مصر للطيران
بقلم: جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
إن أزهي العصور التي شهدتها مصر للطيران المرفق الوطني للنقل الجوي كان مصاحبا دائما للاستقرار في إدارته
علاقتي بالطيران ومصر للطيران والسياحة متواصلة وممتدة منذ ستينيات الألفية الثانية عندما اختارني رائد الصحافة الوطنية استاذي مصطفي أمين لأكون أول مخبر في الصحافة المصرية بمطار القاهرة ممثلا لجريدة «الأخبار». جري ذلك بعد تخرجي مباشرة من قسم الصحافة بأداب القاهرة. منذ هذا الوقت لم تنقطع صلتي بهذا القطاع رغم التطورات والمستجدات التي مرت بي في العمل الصحفي حتي أصبحت رئيسا لتحرير «الأخبار» . كنت دائما مطلعا ومتابعا لمسيرة مصر للطيران منذ كان يتولي رئاسة مجلس إدارتها المرحوم حسن محمود إلي أن تولي مسيرتها الناجحة بعد ذلك لسنوات طويلة المرحوم المهندس محمد فهيم ريان.
>>>
هنا أقول انه وبحكم هذه الصلة القوية فان أزهي عصور ازدهار مصر للطيران المرفق الوطني للنقل الجوي كان إبان فترات الاستقرار التي شهدتها في ادارتها. انعكست مظاهر تقدمها في ارتفاع مستوي الخدمات ودعم اسطولها الجوي بالطائرات الاقتصادية الحديثة. هذه السياسة شهدت مزيدا من الاهتمام والتخطيط الفعال بواسطة الفريق أحمد شفيق عندما تحمل مسئولية وزارة الطيران المدني حيث شملت عملية التطوير تحديثا كاملا للمطارات الي جانب اقامة مطارات جديدة وتحقيق انضباط العمل والمواعيد.
>>>
حافظت مصر للطيران علي تقدمها وتفوقها حتي عام 2010 حيث انتكست كل اعمالها وانشطتها بعد قيام ثورة 25 يناير مثلها مثل كل ما تعرضت له مظاهر النجاح والتقدم التي كانت تعيشه منشآتنا. أدت حالة الانفلات التي اصابت العمل العام في الوطن والذي صاحبته حالة من عدم الاستقرار في ان تصاب مصر للطيران بما يشبه الانهيار التي كانت أهم معالمه عدم الاستقرار في إدارتها. وزاد من الطين بلة قفزة جماعة الإرهاب الإخواني علي مقدرات الدولة المصرية بالخداع والتضليل والتزييف وضغوط القوي الاجنبية الممثلة في الولايات المتحدة.
>>>
ورغم أن الامور بدأت تتحسن بعد اسقاط الحكم الاخواني وبدء عودة الاستقرار الي ربوع مصر.. إلا انها وللأسف ظلت محلك سر نتيجة عدم توافر العوامل التي تساعد علي خروجها من أزمتها. أدت هذه الاجواء غير المواتية التي جارت علي مصر للطيران وعمقت آلامها الي ظهور بعض السلبيات التي كانت إحدي نتائجها عودة آفة عدم الاستقرار. ان هذا المرفق الوطني للنقل الجوي يحتاج الي رعاية ودعم حقيقيين من جانب الدولة حتي يستعيد عافيته ويعود الي تبوأ مكانته في عالم الطيران. ان الاهم من هذه الرعاية هو ان يكون هناك حرص علي استقرار ادارته والبعد تماما عن التدخل في شئونه وبكل ما يتعلق بسياساته.