خطيب جمعة بغداد يحذر من اربعة تحديات تواجه العراقيين ويعتبر معارك بيجي استنزاف للشباب المجاهد
تقرير: فراس الكرباسي
تصوير: سيف كريم
بغداد / حذر خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، من اربعة تحديات تواجه العراقيين كالتحدي العسكري والاقتصادي والقوانين السياسية والتظاهرات الجماهيرية، معتبرا معارك صلاح الدين وبيجي استنزافا لشبابنا المجاهد واصفا هذا بالأمر الغير مقبول اطلاقا، مطالبا الحكومة أن تركز على تطوير الاقتصاد وتنويع عائدياته لتقليل الاعتماد على النفط وحده،
واصفا القوانين السياسية ومنها قانون الأحزاب من القوانين المهمة ويعد خطوة متأخرة مع ذلك تعتبر خطوة جيدة فنبارك لهم اقراره لكن مازالت المغازلات السياسية والمجاملات موجودة، مؤكدا ان التظاهرات السلمية للمطالبة بالحقوق حق مشروع كفله الدستور إلا أن البعض يريد جرها إلى ما هو خطر جدا من اجل احداث فراغ سياسي في البلد، كاشفا بان البعض يرى أن من ائتمنهم فقد خانهم من السياسيين ولكننا بقصورنا وجهلنا نتصور الخائن أمينا فنأتمنه ولو ائتمنا الأمين لما ظهر خائن للأمانة.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي، اننا "مازال العراق يعيش ظروفا صعبة وتحديات جمة عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية، الأمر الذي يتطلب من قادة البلد حكومة وبرلمانا أن يكونوا أكثر جدية في التفكير لإيجاد حلول حقيقية تخرج العراق من أزماته ".
واضاف "أول هذه الأزمات هو التحدي العسكري والمتمثل بخطر داعش وخصوصا في صلاح الدين والمعارك التي يشهدها مصفى بيجي، فقد قدم شبابنا المقاتل ملاحم عظيمة ودروسا في البسالة والتضحية والشهادة من أجل تحرير البلد من دنس هذه الجماعات التكفيرية الضالة".
وتابع الساعدي "إلا أن الأمر المستغرب أننا ومنذ أشهر نتابع هذه المعارك مع الشرفاء والمخلصين وكل يوم تتجدد بشارة التحرير وبعدها تعود السيطرة من جديد بيد قوى التكفير، ولا ننكر أن المعارك كر وفر، لكن ان تكون مثل هذه المعارك استنزافا لشبابنا المجاهد هو أمر غير مقبول اطلاقا ".
وطالب الساعدي "لابد أن يكون الحفاظ عليهم من أولويات أهداف القادة العسكريين فقد بدت هذه المعارك وكأنها استنزاف لهؤلاء الشباب المجاهد، الأمر الذي يتطلب من القيادات العسكرية أن تكون أكثر حرصا وعليها أن تعيد خططها العسكرية والتفكير الجدي في معالجة الخلل الموجود، كما أنه عليها أن توجد دفاعات أكثر حصانة لحفظ شبابنا المجاهد وتقليل الخسائر لأكثر مما يمكن ".
وبين الساعدي ان "التحدي الثاني هو العامل الاقتصادي وتدهور أسعار النفط لهذا الحد ويتوقع بعض الخبراء أن أسعار النفط قد تنزل لما دون هذا السعر، ومازلنا أمام هذه الكارثة أن النفط هو مصدر ثروتنا دون إيجاد معالجات حقيقية لتوع اقتصاديات البلد وعائداته، فالإصلاحات الحقيقية بعد محاربة الفساد ، لابد أن يركز على تطوير الإقتصاد وتنويع عائدياته لتقليل الاعتماد على النفط وحده ".
واوضح الساعدي التحدي الثالث "وهو القوانين السياسية ولعل قانون الأحزاب من القوانين المهمة ويعد خطوة متأخرة مع ذلك تعتبر خطوة جيدة نبارك لهم اقراره لكن مازالت المغازلات السياسية والمجاملات موجودة رغم أن الجميع يطالب بضرورة الاصلاح فلم يكن القانون مستوفيا لكل متطلباته ولم يعالج الجنسية المزدوجة في مؤسسي الأحزاب ، والذي يتيح لبقية الدول أن تتدخل بحرية مادام مواطنوها من حملة جنسيتها هم ممن يشاركون في العملية السياسية كما أن كشف الذمم المالية لم يتطرق له القانون ولم نعلم بعد هل سيحدد القدرات المالية للأحزاب وهل ستكشف عن مصادر تمويلها لمنع التدخل الخارجي في البلد ".
وتحدث الساعدي عن التحدي الرابع والأخير "ان التظاهرات السلمية للمطالبة بالحقوق حق مشروع كفله الدستور إلا أن البعض يريد جرها إلى ما هو خطر جدا في ظل الخطر العسكري والتدهور الاقتصادي من اجل احداث فراغ سياسي في البلد، فبعضهم يريد جر المتظاهرين للصدام العسكري مع القوات الأمنية، وبعضهم يفكر في الانتقال إلى العصيان المدني وبعده للعصيان المسلح الأمر الذي يحدث خللا في الجبهة الداخلية، ومثل هؤلاء لا يفكرون بالخدمات والتي أساس المطالبات، بل والله العالم أن هناك غايات مبيته لا تريد بالعراق والعراقيين إلا شرا ".
وتابع الساعدي "لعل البعض يرى أن من ائتمنهم فقد خانهم ومادمنا في أيام ولادة الإمام الرضا عليه السلام أن نستفيد من وصاياه فهو يشخص هذه الحالة وكيفية المعالجة لمثل هذه الأزمة فيمن يمثلك، فقد قال عليه السلام: لم يخنك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن، فالأمين لا يخون ولكننا بقصورنا وجهلنا نتصور الخائن أمينا فنأتمنه، ولو أننا إئتمنا الأمين لما ظهر خائن لأمانة ".
وشدد الساعدي ان "كل هذه التحديات وغيرها تحتاج إلى حنكة في التدبير لتخطي آثارها السلبية وإلى تحمل وصبر للخروج من هذا المنعطف والمأزق الخطير، نأمل من القيادات وأصحاب القرار أن يكونوا أكثر إخلاصا وشعورا بالمسؤولية من أجل إيجاد حلول واقعية".
ودعا الساعدي الجميع إلى عدم الانفراد أو الاستحواذ وأن يبتعدوا عن المناكفات والتقاطعات السياسية اللا مبررة فإن العراق اليوم يحتاج لجميع أبنائه للخروج من الأزمات التي تحل به اليوم.