عمان تستضيف ملتقى دولي يعيد الاعتبار للحكاية
عمّان "المسلة" …. يشتمل ملتقى حكايا في دورته الثامنة التي تقام في الفترة من 5 وحتى 12 سبتمبر المقبل، على عروض حكي، وعروض مسرحية، وحلقات عمل، وإطلاق كتب، وندوات ولقاءات، بمشاركة فنانين وخبراء عرب وأجانب.
وتتوزع فعاليات الملتقى الذي ينظمه مسرح البلد والملتقى التربوي العربي بين عمّان والمحافظات، وتقام في أماكن مغلقة وفي فضاءات مفتوحة.
وتشتمل هذه التظاهرة على عروض من أبرزها "حكايات تراثية مغربية" يقدمها محمد باريز، والذي يعدّ من أشهر الحكواتيين المغاربة الذين عرَفتهم ساحة جامع الفنا بمراكش، والذي شارك في لقاءات روى فيها حكايات شبيهة بأجواء كتابات خورخي لويس بورخيس.
ويقدم الحكواتي البريطاني "بوب" حكايات من أنحاء العالم، حيث تمتاز المجموعة التي يديرها وتحمل اسم "حكواتية الأزمان" بأنها هندية-إفريقية-كاريبية.
وهناك أيضاً "حكايا من فلسطين" يقدمها طاهر باكير، و"حكايات من الجزائر" يرويها مسلم صديق ماحي الذي يعدّ من آخر الحكواتية -القوال- من قبيلة بني عامر بالجزائر.
وتقدم "هيلين إيست" القادمة من كولومبو، عرضاً للعائلة بعنوان "أمّ الحكايات". وتوصَف هذه الحكّاءة بأنها "حكواتية بالسليقة"، و"مكتبة على ساقين" و"نور مشعّ أحيا فنَّ الحكي في أوروبا".
ويتعاون معها في هذا العرض الموسيقي البريطاني ريك ويلسون على الإيقاع وآلة ( القانون)، وسالي شلبي (شلبية الحكواتية) من الأردن، حيث يقدم هذا الثلاثي عرضاً مضحكاً، مؤثراً، ومثيراً.
وفي مجال المسرح، تُعرَض في الملتقى مسرحية "صوت الآه!" من إخراج محمد الهسي (فلسطين)، و"الباشق" الذي يمتزج فيه الشعر بالموسيقى، عبر استحضار ةقصائد الشاعر طه محمد علي. وهو من أداء عامر حليحل، والموسيقي فرج سليمان بحسب العمانية.
أما "ألاقي فين زيّك يا علي"، فهو من كتابة وتمثيل رائدة طه، وإخراج لينا أبيض.
وهو يحكي عن "علي طه" خاطف طائرة "سابينا" التي كانت في رحلة من يفينّا إلى تل أبيب في عام 1972، ولكن بوصفه أباً وزوجاً وحبيباً وأخاً. إذ "رحل وترك نساءه يواصلن حياته عنه وحياتهن عبره. زوجة الشهيد، بنت الشهيد، أخت الشهيد".
وفي مجال عروض الأفلام، يشاهد جمهور الملتقى فيلم "حلم شهرزاد" باللغات العربية والإنجليزية والتركية (مترجم)، وهو من إخراج فرانسوا فيرستر (جنوب إفريقيا).
يروي الفيلم قصة قائد أوركسترا تركية يستخدم مقطوعة "شهرزاد" لكورساكوف كأداة للتثقيف السياسي، وممثلة لبنانية تتصالح مع الماضي من خلال تحولها إلى ناشطة على الإنترنت في مصر، وفنان تشكيلي متقدم في العمر يجد "حلم شهرزاد" الخاص به على شكل حكواتية شابة جميلة، وحكواتية اسكندرانية مع فرقة مسرحية من القاهرة، يلتقون جميعهم بأمهات شهداء الثورة ويحولون شهاداتهن إلى عروض حكي جديدة.
كما يتخلل الملتقى عرض راقص بعنوان "الديك"، الذي يستحضر شخصية اللوِّيح في الدبكة ويبحث في دلالاتها وأشكالها وارتباطها بالواقع الاجتماعي والسياسي. للشعب الفلسطيني.
ويتم إطلاق كتاب "في معمعان الرقص: حكاية فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية"، الذي كتبته سيرين حليلة، والذي يقدم وثيقة تعتمد منهجية التأريخ الشفوي لتقديم سيرة هذه الفرقة التي تأسست قبل 35 عاماً.
ويقام خلال هذه التظاهرة "ملتقى الحكّائين العرب الثاني" بتنظيم من الملتقى التربوي العربي، بالتعاون مع مسرح البلد وفرقة الورشة المسرحية، وبمشاركة اثني عشر حكواتياً وحكواتية متمرسين، من المغرب وتونس ومصر وفلسطين ولبنان والأردن، بالإضافة إلى خمسة حكواتيين متدربين من الأردن، بحيث تتيح لهم الدورة فرصة للتدريب والحوار والعمل المشترك على العروض، والبحث المشترك في قضايا تهمهم في مجال الحكي بشكل خاص.
يُذكر أن "حكايا" برنامجٌ عربي/ متوسطي، يربط ما بين منظمات وأفراد ومجموعات مختلفة تؤمن بمركزية "القصة" في النمو الصحي للأفراد والمجتمعات.
ويحتفي مشروع "حكايا" منذ أعوام عدة بـ"فن الحكي" في المسرح، والفنون، وتشجيع القراءة والكتابة، وتشكيل الهوية والحوار بين الثقافات.