سياحة غزة تشهد انتعاش فى القطاع داخليا رغم الحصار
غزة "المسلة" …. تعيش غزة في أجواء الصيف حالة من الانفتاح الداخلي على المنتجعات السياحية، طفرة اعتبرها المسؤولون زيادة نسبية طبيعية في حالة الحصار التي تعيشها غزة المغلقة من كافة الجهات بينما يرى محللون اقتصاديون ان حاجة الناس إلى الترويح عن أنفسهم هي العامل الأساس التي تدفع المستثمرين للمجازفة في الاستثمار في غزة.
بعض المنتجعات السياحية أخذت طابعا دوليا كتلك المنتشرة في الدول الأوروبية ويقتصر زوارها على طبقة مجتمعية عالية حيث وصل سعر الليلة في تلك الفنادق إلى ما يقارب 160 دولارا لمدة 22 ساعة غير شاملة للوجبات بينما لم يتردد أصحاب بعض الشاليهات "أصحاب الفلل" من تأجير تلك الشاليهات بأسعار مناسبة وفي متناول اليد ليوم كامل.
زيادة نسبية في عدد المنتجعات:
رزق الحلو مدير السياحة الداخلية في وزارة السياحة في غزة أكد أن هناك زيادة نسبية في عدد المنتجعات السياحية في غزة خلال العام، مبينا أن افتتاح ما يقارب ثلاثة أو أربعة منتجعات في غزة تعتبر زيادات نسبية ويعطي مؤشر أن هناك زيادة في عدد المشاريع في غزة.
وقال الحلو لـ معا أنهم في وزارة السياحة يتابعون حركة هذه الأماكن مبينا ان هذه الزيادة في عدد المشاريع تنم عن أن السياحة الداخلية ورغم الظروف الصعبة موجودة والمستثمرين لازالوا يؤمنون أن مشاريعهم يمكن أن تعود عليهم بعائد مادي في غزة.
وأشار الحلو أن أي منشأة سياحية أي يتم افتتاحها يجب ان تلتزم بنظام ينظم عملها وهناك شروط ومحددات يجب إتباعها من أهمها يكون في مخطط وموافقات من الجهات المسئولة ودراسة للمشروع وشروط فنية وشروط إجرائية متعددة .
وحول التراخيص الممنوحة لهذه المنتجعات أشار الحلو انه سيتم إلزام جميع المشاريع بالتراخيص في المستقبل القريب لان هناك بعض الأماكن غير مرخصة مبينا انه سيتم وقف هذه المنشات الغير مرخصة وإلزامها بالترخيص.
الخصوصية والتوفير:
نور البواب خاضت تجربة استئجار الشاليه لمدة يوم كامل برفقة عدد من صديقاتها مرتين او ثلاث مرات في الشهر فهي تحاول التوفير بالإضافة إلى الاستجمام والتفريغ النفسي كما أنها تبحث عن بعض الخصوصية والراحة الشخصية التي لا تجدها في البحر أو في المنتجعات الفخمة التي فتح عدد منها مؤخرا في قطاع غزة.
تقول نور أنها ترتاد هذه الأماكن هروبا من الواقع الذي تعيشه في قطاع غزة ونوعا من التفريغ النفسي في ظل عدم قدرتها على السفر في ظل إغلاق معابر قطاع غزة فهي تلجأ إلى استغلال الإجازة الصيفية محليا.
وتوضح نور أن هذه الشاليهات التي تأخذ طابع الفيلا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة فهي رخيصة نوعا ما وتوفر الخصوصية بينما لا تجد الخصوصية على شاطئ البحر الذي يعد ارخص أماكن الترفيه ولا يمكنك الخروج أكثر من مرة في حال التردد على المنتجعات ذات الأسعار الخيالية.
وجددت نور تأكيدها انها لو كانت تعيش في بلد أكثر انفتاحا على العالم الخارجي كانت ستكون وجهتها السياحية خارجية وليس داخلية.
البحث عن الدول المجاورة داخل القطاع:
توجه نشاط القطاع الخاص الاستثماري لأصحاب المشاريع ورجال الأعمال في صورة منتجعات أو شاليهات يعكس الحاجة الملحة لأبناء القطاع للترويح عن النفس وقضاء وقت ممتع للإجازات خاصة انهم يعيشون حالة حصار.
الخبير الاقتصادي د.معين رجب اكد ان فترة الصيف وما يصاحبها من ارتفاع في معدلات الحرارة وحاجة الناس إلى الترويح عن النفس في ظل استمرار اغلاق المعابر وعدم قدرتها على السفر شجعت رجال الاعمال إلى أن يتوسعوا في هذا المجال وإقامة مشاريع جديدة من منظور أنها تحقق عائد ربحي يعوض لهم النفقات التي يتكبدونها وهو مظهر يلبي رغبات وحاجات مختلف فئات المجتمع خاصة ان هذه المنتجعات تتفاوت في مستوى الخدمات وهناك مشاريع بذلت فيها الجهد الكبير لكي تلبي احتياجات الطبقة الغنية في المجتمع التي ترغب في السفر ولا تستطيع وتجد في هذه المنتجعات شيئا من رغباتها.
وفي سؤال حول مدى ثقة المستثمرين في اقامة مشاريع اسثمارية في قطاع غزة المحاصر أكد رجب أن الحياة لا تتوقف ورجل الاعمار من حقه استثمار ما لديه من أموال ويبحث عن المشاريع التي يتوقع أن فرص النجاح متوفرة لها.
واشار رجب أن المجال متاح لأي نشاط استثماري ورجال الأعمال في القطاع الخاص يعتقدون انه غزة مكان مناسب للاستثمار وفق ما لهم وما هو متوفر لديهم من امكانيات مادية وبشرية وقدرة على إدارة هذه المشاريع المتنوعة التي تخدم مختلف طبقات الشعب ولكن يجب أن يكون هناك اشراف ورقابة للتحقق من هذه الخدمات ومستوى الجودة المطلوبة وان أسعارها غير مبالغ فيها وانه قد توفرت المتطلبات الصحية وغير ذلك من المتطلبات حتى يكون هذا التوجه يلبي حاجة المستهلك من جهة والمستثمرين من جهة.