خطيب جمعة بغداد يحذر من افساد العراقيين عبر "الأنترنيت"
بغداد "المسلة" فراس الكرباسي …. وصف خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، أعداء العراق بالاحتلال والإرهاب والفساد الحكومي، محذراً من افساد العراقيين بوجود التقنيات والوسائل كالأنترنيت، مبدياً أسفه من ذوبان الهوية الوطنية وان الولاءات أصبحت للأحزاب والطوائف والقوميات والمدن والعشائر، متهما البعض بتكريس هذا المعنى في تصريحاته، داعياً إلى "اصلاح النظام القضائي بما يضمن العدالة والنزاهة وقطع دابر القضاة المفسدين".
وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي أن " أعداء العراق هو الاحتلال والإرهاب والفساد الحكومي والاخير هو الأخطر فالاحتلال واجهة وأداة يراد منها الهيمنة على القرار السياسي والموارد الاقتصادية للبلد وتذويب الهوية الوطنية وضم العراق إلى ما يسمى بالنظام العالمي الجديد".
وحذر الياسري من محاولات افساد أبناء هذا البلد بوجود التقنيات والوسائل كالأنترنيت، منتقداً الحكومة بشدة لعدم تحركها لتحصين المجتمع العراقي ومذكراً أن كل دول العالم تعمل على تحصين مجتمعاتها مما يبث في مثل هذه الوسائل إلا في العراق فإن الباب مفتوح على مصراعيه" . كما حذر الياسري من " ممارسة سياسة التجهيل والتسطيح لعقل الانسان العراقي وتوجيهه إلى ما يريد البعض، مشيرا الى ان هذه السياسة اوجدها التخلف الثقافي والنقص المعرفي.
وأضاف الياسري أن " التحدي الآخر هو الفساد الحكومي الذي يديم الإرهاب ووجوده وان وجود سياسيين ينفذون اجندات خارجية اجنبية هي التي تبقي وتديم الفساد والإرهاب وأن ما نسمعه من صحوة للقادة الدينيين والسياسيين عندما بدأوا بالتحدث عن وجود فساد حكومي هو بسبب وجود خلافات وصراعات سياسية حول بعض الوزارات والمصالح أديا إلى أن تفضح كل جهة الاخرى".
وحذر الياسري من خطر التقسيم وأنه سوف يؤدي إلى إيجاد دويلات واقاليم متصارعة فيما بينها بل وحتى داخل الإقليم الواحد سيكون التمزق والتشرذم وستطالب كل محافظة أن تكون دولة بل وكل عشيرة ودولة وحزب سيطالبون بأن تكون هناك دولة مستقلة لهم.
وأبدى الياسري أسفه من "ذوبان الهوية الوطنية حيث أن الولاءات أصبحت للأحزاب والطوائف والقوميات والمدن والعشائر متهما البعض بتكريس هذا المعنى في تصريحاته على وسائل الإعلام ليشيع ثقافة عدم وجود عراق موحد وهذا ناتج من ضيق عقليات وانانياتهم ومصالحهم الخاصة وان تصريحاتهم هذه تنسجم مع المشروع (الصهيوأميركي) والذي تكرر على السنة المسؤولين الأمريكان وعملوا لتحقيقه وما صرح به رئيس أركان الجيش الاميركي قبل الامس إلا دليل واضح على ذلك حين قال إن العراق لا يستقر إلا أذا قسم ولا يمكن للعراقيين التعايش من دون ذلك.
وقال الياسري ان "الحكومة والجهات الرقابية أن كانت جادة وصادقة بعملية الاصلاح فعليها ان تقدم الى المحاكمة الذين تعاقدوا على شراء أجهزة كشف المتفجرات التي أثبتت فشلها وأقرت بذلك الجهة التي باعت تلك الاجهزة وباعتراف من المسؤولين العراقيين"، علما ان "تلك الاجهزة أدت الى المزيد من الشهداء وأعداد المصابين وآخرها تفجير سوق جميلة فضلا عن الخسائر الفادحة بالاموال والممتلكات".
واضاف الياسري " الى ما اهدر من اموال طائلة أنفقت على شراء تلك الاجهزة كما ان عليهم أن يسارعوا الى شراء أجهزة كشف متفجرات متطورة وتفعيل الجهد الأستخباري وتنشيط وتطوير كفاءات وموارد واساليب عمل تلك الأجهزة وهو مطلب تطرقنا له بعد تفجيرات خان بني سعد بالتفصيل في جمع سابقة وهذا المطلب مقدم على الخدمات لان حياة الناس متوقفة عليه".
كما طالب الياسري "الأجهزة الرقابية والنزاهة تقديم سراق المال العام إلى العدالة وان يكون القضاء بمستوى المسؤولية في محاكمة المفسدين وحذر من مجاملتهم ومجاملة جهاتهم التي ينتمون إليها".
ودعا الياسري إلى "اصلاح النظام القضائي بما يضمن العدالة والنزاهة وقطع دابر القضاة المفسدين".
وشدد الياسري على "تركيز الدولة على رفع مستوى الخدمات وتحسينها وعدم تضييع المطالب الاولى ونسيانها ضمن دوامة إصلاحات الحكومة وترشيق وزاراتها كما وطالب بتعديل قانون الانتخابات الذي يضمن دخول دماء جديدة بغية تغيير الواقع السياسي الراهن".
ودعا الياسري إلى "دعم الشركات الوطنية والقطاعات العام والخاص وعدم خصخصة هذه الشركات والاستفادة من الشركات التي كانت تابعة لهيئة التصنيع العسكري واستثمار خبراتها وطاقاتها من أجل سد احتياجات الجيش في معركته ضد الإرهاب".
وشدد الياسري "مطالبته إلى وضع خطط استراتيجية لزيادة العائدات الوطنية من خلال النهوض بقطاعات الدولة كافة وعدم اللجوء إلى أثقال كاهل المواطن بالضرائب والاعباء المالية أكثر مما يعانيه".
وقال الياسري أن "على الحكومة ضم أبناءنا من الحشد الشعبي الى القوات الأمنية في وزارة الدفاع بدلا عمن قالت عنهم وزارة الدفاع بانهم تم فصلهم بسبب الغياب والتسرب والبالغ عددهم 37 الف وبشكل عاجل لسد النقص في صفوف القوات الامنية".
وذكر الياسري أن "العراق بلد الاولياء والائمة عليهم السلام فرغم ما يتعرض له من أبنائه قبل الغرباء إلا انه سوف ينتصر وانه لايمكن قتله وان ما يحدث ضده من تحزب شياطين الإنس والجن مجرد سحابة عابرة ستزول أن شاء الله لأن العراق مركز النور وانطلاق إلى العالم ".