خطيب جمعة بغداد الحكومة مسؤولة شرعا وقانونا على توفير الخدمات ومحاسبة المفسدين
بغداد "المسلة" فراس الكرباسي …. قال خطيب وإمام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي إن الحكومة مسؤولة شرعا وقانونا على توفير الخدمات ومحاسبة المفسدين وطالبها برسم إستراتيجية سليمة للنهوض بقطاع الخدمات، ودعا إلى تفعيل الإدارة اللامركزية وان لاتكرر الحكومات المحلية عند انتقال السلطة إليها أخطاء الماضي محذرا من دعوات حل البرلمان لأنه سيحدث فراغا سياسيا في ظل ظروف صعبة يعيشها البلد.
قال خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي من على منبر مسجد الرحمن في بغداد والتابع إلى المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ان الفساد في الدولة العراقية يتحمله الليبرالي والقومي كما يتحمله الإسلامي لأن كل هؤلاء يشاركون في الحكم والسلطة وقال أيضا يجب أن يكون اختيار المناصب الحكومية على أساس النزاهة والكفاءة والخبرة.
وأضاف الشيخ الساعدي أن الشارع العراقي يعيش هذه الأيام حالة من الغليان بسبب سوء الخدمات وافتقاره لأدنى متطلباته ونحن نسجل خطورة هذه المرحلة التي يمر بها العراق في الوقت الذي نعيش تحديات داعش في وقت استطاعت قواتنا الأمنية والحشد الشعبي أن توقف خطره الزاحف إلى العاصمة والوسط.
وتابع الشيخ الساعدي أن المرجعية الدينية حذرت منذ زمن طويل في خطاباتها الحكومة من سوء أدائها وبطلان المنوال الذي تسير عليه كما حذرت الأحزاب السياسية التي لها الصدارة في تشكيل الحكومة من أنها ستفقد رصيدها الجماهيري بسبب انعدام ثقتهم بمرشحيها.
وأضاف الساعدي أن المرجعية الرشيدة بينت أن هناك ثلاث معوقات حقيقية وصعبة لايختلف بعضها عن البعض الآخر وهي الإحتلال والإرهاب والفساد المستشري في الدولة.
وأرسل الشيخ الساعدي رسالتين للدولة والشعب اما الدولة فنطالبها بالإسراع بالانتقال من الإدارة المركزية إلى الإدارة اللامركزية ونقل بعض الصلاحيات إلى الحكومات المحلية وإعطائها دورا أكبر في مواجهة الأزمات وان تكون الحكومة أكثر جدية في توفير الخدمات وعليها فرض سياسة صارمة في معاقبة المفسدين الذين كانوا السبب الأكبر فيما آل اليه العراق كذلك عليها ان تتبع استراتيجية سليمة في تدارك الانهيار الحاصل في القطاعات الخدمية كالماء والكهرباء ومنظومات الصرف الصحي والقطاع الصحي . أما الرسالة إلى الشعب فإننا نقول بأن الشعب هو الذي اوصل هؤلاء إلى سدة الحكم .
وإذا كان التقصير واضحا في أداءهم فنحن نشخص هنا سوء الاختيار لذا فالفاسدون نحن مسؤولون عنهم اذا ما وصلوا لسلطة الحكم. وقد نبهتنا المرجعية الرشيدة إلى ضرورة حسن الاختيار في الانتخابات والنظر إلى سيرة المرشحين وخصوصا النواب السابقين وان لا يعتمدوا على الوعود البراقة.
وحذر الشيخ الساعدي من دعوة البعض لحل البرلمان لان ذلك سوف يحدث فراغا سياسيا في ظل ظروف صعبة يعيشها البلد من جهة أخرى رفض الشيخ عادل الساعدي دعوة البعض بفصل الدين عن الدولة والمطالبة بالدولة المدنية وقال إن الأولى بهم أن يطالبوا بفصل الدولة عن المحاصصة الطائفية والسياسية فهما سبب كبير من أسباب الفساد.
وقال الساعدي أن لا فرق بين الدولة الدينية والدولة المدنية فأن القرآن يذكر المكان الذي فيه الإيمان والتدين بالمدينة اي المدنية قال تعالى ((وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال ياقوم اتبعوا المرسلين)) وهو حبيب النجار الرجل المؤمن في حين يطلق القران لفظ القرية على المكان الذي ليس فيه إيمان ((واضرب لهم مثلا اصحاب القرية إذ جاءه المرسلون)) ونحن لانريد إن نكون من أصحاب القرية ذاكرا في الوقت نفسه ان هناك تقصير واضحا من المحسوبين على المتدينين إلا أنهم لايمثل الدين وكل المتدينين.