اليابان تحيي الذكرى الـ 70 لتعرض هيروشيما للقنبلة الذرية
طوكيو "المسلة "…. أحيت مدينة هيروشيما اليابانية اليوم الذكرى الـ/ 70 / لتعرضها للقنبلة الذرية الأميركية في أجواء خيمت عليها هذا العام سياسة اليابان الأمنية الجديدة التي يتبناها رئيس الوزراء شينزو آبي والتي تدعو إلى المشاركة في الدفاع المشترك مع الحلفاء في أول تغييرلتفسير الدستور السلمي الذي اتبعته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية.
وبحضور/ 55 / ألف شخص يتقدمهم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وعمدة هيروشيما كازومي ماتسوي وضحايا القنبلة الذرية وأزمة فوكوشيما بجانب ممثلي مئة دولة .. بدأت المراسم بالوقوف دقيقة صمت في الساعة الثامنة والربع صباحا موعد سقوط القنبلة .. حدادا على أرواح الضحايا .. وهي مراسم تكاد تكون مقدسة ليس في هذه المدينة فقط إنما في سائر مدن اليابان حيث يندد اليابانيون على جميع المستويات بالأسلحة النووية.
كما حضر مراسم هيروشيما هذا العام ممثلون عن الدول التي تمتلك وتنتج الأسلحة النووية مثل الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والباكستان حيث شاركت من الولايات المتحدة روز غوتمولر نائبة وزير الخارجية لشؤون الأمن الدولي والحد من التسلح.
وطالب كازومي ماتسوي عمدة مدينة هيروشيما في بيانه جميع الدول ولا سيما المسلحة نوويا أن تسعى بجدية إلى إزالة الأسلحة النووية .. وقال إنه " في مديتنا دمرت مظاهر الحياة ومات ما يصل إلى مئة ألف شخص حيث احترقوا أحياء في ثانية واحدة عندما سقطت القنبلة الذرية وبينهم كوريون وصينيون إضافة إلى آسيويين وأسرى أميركيين كما عانى الناجون من الآلام والتمييز ولازال المعاناة تستمر".
وأكد أن " الأسلحة النووية مازالت هي الشر المطلق الذي يجب إزالته حيث توجد / 15 / ألف قنبلة نووية في العالم والقادة يكررون التهديدات النووية ولكن التعايش الإنساني يوجب إزالة الأسلحة والآن وقت الفعل ".
وناشد ببناء عالم دون أسلحة نووية بحلول عام 2020 مؤكدا أن مهمة القادة هي ضمان السعادة لشعوبهم وأن الخطوة الأولى لتحقيق أمان عالمي هو إنشاء نظام أمني لايعتمد على القوة العسكرية.
وقال إن دور اليابان يكمن في قيادة حوار بين الدول النووية واللانووية لإزالة الأسلحة وتسريع المفاوضات لمعاهدة حظر الأسلحة النووية ..مضيفا أن هيروشيما تؤكد على ضرورة السير في طريق سلام حقيقي يحدده دستور اليابان السلمي مطالبا الرئيس الأميركي باراك أوباما وغيره من القادة السياسيين زيارة المدن التي تعرضت للقصف النووي والاستماع إلى شهادات الناجين عن أهوالها.
ودعا عمدة هيروشيما في ختام بيان السلام إلى أهمية السعي لإزالة الأسلحة النووية وتحقيق سلام دائم.
وتولى العمدة ماتسوي مركزه خلال شهر أبريل عام 2011 ليصبح بذلك أول عمدة في المدينة مولود من والدين ناجيين من القنبلة الذرية.
من جهته أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان في خطابه بهذه المناسبة .. أن بلاده – الدولة الوحيدة التي عانت من الدمار النووي في الحرب – ملتزمة بالوقوف ضد نشر الأسلحة النووية .
وقال آبي " أقدم احترامي الشديد لأرواح الضحايا مشيرا إلى استمرار المعاناة منذ / 70 / سنة على حادثة هيروشيما منوها بأن القنبلة قتلت / 100 / ألف شخص وهدمت المدينة وحتى الذين نجوا استمرت معاناتهم.
وأشار إلى أن بلاده تعد أول دولة تتعرض في العالم لهجوم نووي وعلينا تبني موقف عملي واقعي لإزالة الأسلحة النووية.. مؤكدا أنه رغم عدم إبرام اتفاقية حظر الأسلحة النووية إلا أن اليابان ستواصل التعاون مع الدول غير النووية والنووية لتحقيق عالم دون أسلحة نووية.. وللتعبير عن هذا التصميم فإن اليابان ستقدم للجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع قرار جديد يدعو لإزالة الأسلحة النووية.
وكان بين الحضور ممثلو سبع منظمات يابانية للناجين من القنبلة الذرية أعلنوا أنهم يرون في القوانين الأمنية التي تبنتها الحكومة في طوكيو تعارضا وتناقضا لكل شيء يدعون له وخاصة نزع التسلح ونبذ الحروب..وقالوا أنهم سيلتقون مع رئيس الوزراء شينزو آبي بعد المراسم للمطالبة بإلغاء التشريعات الأمنية.
وأعلنت بلدية هيروشيما أن عدد الذين قتلوا بسبب القنبلة الذرية في مدينة هيروشيما بلغ / 297.684 / ضحية بينهم / 5359 / في العام الماضي " نتيجة آثار القنبلة " فيما بلغ عدد الناجين – اسمهم باليابانية هيباكشا – / 183.519 / شخص استنادا إلى وزارة الصحة اليابانية.
يذكر أن القاء القنبلتين النوويتين اللتين القتهما قبل / 70 / عاما قاذفة أميركية فوق مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين..يعد أول هجوم نووي في التاريخ.