تونس.. الرياضة وسيلة لإنعاش السياحة
تونس …. شهد القطاع السياحي بتونس خلال السنة الجارية أزمة غير مسبوقة وصعوبات اقتصادية حادة دفعت بالحكومة إلى التفكير في خطة لاستقطاب السياح وإنعاش القطاع من بوابة الرياضة، وذلك عبر تنظيم مسابقات ومظاهرات رياضية ذات أبعاد اقتصادية وسياحية بالأساس.
وفي بلد يعول على إيرادات السياحة كرافد أساسي للاقتصاد، شكل تدهور الأوضاع الأمنية ضربة موجعة للقطاع تفاقمت تأثيراتها بالخصوص بعد الهجوم الذي شهدته مدينة سوسة يوم 26 يونيو/ حزيران الماضي، وأسفر عن مقتل 39 وجرح 38 من السياح الأجانب.
ورغم المخاوف المتواصلة من تدهور الأوضاع الأمنية، تسعى تونس إلى تنظيم مسابقات تجمع بين الرياضة والسياحة بهدف استقطاب السياح والخروج بالقطاع من أزمته عبر بوابة الرياضة.
رسائل طمأنة
وأطلق عدد من الاتحادات والجمعيات في تونس مظاهرات رياضية هدفها طمأنة السياح والتعريف بالمخزون الحضاري والسياحي، وفق رئيس جمعية "قرطاج لنجري من أجل تونس" عز الدين بن يعقوب.
ويرى بن يعقوب أن الرياضة قادرة على أن تكون جسرا تتجاوز بفضله السياحة الصعوبات التي تعيشها بالأشهر الأخيرة بسبب التهديدات الأمنية التي أثرت على عدد الوافدين، وتسببت في تراجع مداخيل النزل ووكالات الأسفار ودفعت بعضها إلى الإغلاق.
وقال للجزيرة نت إن "إلغاء عدد من البطولات والتظاهرات الرياضية الدولية التي كانت مقررة بتونس تحت ذريعة توتر الوضع الأمني أضر بشكل مباشر بالاقتصاد والسياحة وأن تنظيم مسابقات في ألعاب القوى والتنس والغولف وكرة القدم وغيرها سيكون بمثابة رسائل طمأنة للسياح من أجل عودة الثقة إليهم لزيارة تونس.
وأشرف بن يعقوب من خلال جمعية "قرطاج لنجري من أجل تونس" على تنظيم مسابقات رياضية وسياحية بعدد من المدن الساحلية، كان آخرها سباق نصف الماراثون بمدينة الحمامات الساحلية في يونيو/حزيران الماضي.
وتابع أن نجاح تلك المسابقة كان رسالة إيجابية للسياح لإعادة تنشيط القطاع، خصوصا أن الماراثون سجل مشاركة أكثر من 1500 عداء من بلدان عربية وأوروبية وآسيوية مثل الجزائر والمغرب ومصر واليابان وهولندا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا فضلا عن حضور الآلاف من الجماهير.
ارتباط وثيق
من جانبها، اعتبرت مريم ميزوني -عضو اللجنة التونسية الأولمبية- أن خروج السياحة من الصعوبات التي تحاصرها منذ أشهر نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية يمر حتما عبر تكثيف المظاهرات الرياضية التي تعد مؤشرا هاما لاستتباب الأمن وتشجيع السياح على زيارة تونس.
وقالت ميزوني للجزيرة نت "من الواضح أن السياحة والرياضة قطاعان متلازمان ومرتبطان ارتباطا وثيقا، ومن هذا المنطلق دأبت اللجنة الأولمبية على تشجيع كل الأنشطة التي ترنو إلى دعم السياحة وتقديم صورة إيجابية عن تونس في الداخل والخارج".
وكانت اللجنة الأولمبية التونسية نظمت يوم 5 يوليو/تموز الجاري مظاهرة رياضية وسياحية بأحد النزل بمدينة سوسة، تخللها سباق للدراجات الهوائية بهدف دعم السياحة.
وشهدت تونس -خلال الأشهر الماضية- احتضان أكثر من مظاهرة رياضية ذات بعد سياحي من بينها السباق العالمي للطائرات الذي انتظم للمرة الأولى في أفريقيا يوم 7 يونيو/حزيران الماضي بمطار المنستير.
كما احتضنت مدينة جربة في أبريل/ نيسان 2015 "ماراثون ربيع الواحات" بهدف دعم السياحة في الجنوب التونسي، وشهد مشاركة نحو 1800 متسابق من مختلف البلدان.
وأبدى عدد من المنتمين للسياحة تفاؤلهم بانتعاش القطاع في ضوء نجاح المظاهرات الرياضية التي تشهدها بعض المدن الساحلية.
ويرى عثمان جنيح (صاحب عدد من الوحدات الفندقية بسوسة) أن الرياضة قادرة لا فقط على استقطاب السياح وإنما أيضا على دفع عجلة السياحة والاقتصاد وإخراج القطاع من أزمته.
واعتبر أن نجاح تنظيم المسابقات والبطولات من شأنه أن ينعش الحركة السياحية ويدفع وكالات الأسفار إلى اختيار تونس وجهة ذات أولوية.
وكان جنيح أشرف على تنظيم مباراة ودية جمعت الأسبوع الماضي النجم الساحلي بأولمبيك مرسيليا الفرنسي على هامش احتفالات الفريق التونسي بالذكرى التسعين لنشأته، وذلك بحضور ما يناهز ثلاثين ألف متفرج.
يُذكر أن عدد السياح الوافدين على تونس تراجع خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2015 بما يقارب سبعمئة ألف سائح.