"معا" لـ رولا معايعة …السياحة في فلسطين الى اين ؟
بيت لحم …. تعد فلسطين من الدول السياحية ذات اهمية عالمية لما تضمه من اماكن دينية وأثرية وتاريخية هامة لاسيما كنيسة المهد في بيت لحم والمسجد الاقصى وقبة الصخرة بالقدس، وتسعى فلسطين لتكون عضوا في منظمة السياحة العالمية لتجاوز ما يفرضه الاحتلال من عقبات امام تطور وانتشار السياحة الفلسطينية.
معا حاورت وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة حول الواقع السياحي في فلسطين واليكم الحوار:
* عام على ذكرى العدوان على غزة، وقد تأثرت السياحة كثيرا ؟ هل عادت السياحة الان كما كانت عليه قبل الحرب ؟
تأثر النشاط السياحي بنتائج العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وتسعى الوزارة ومن اللحظة التي انتهى فيه العدوان الاسرائيلي على اعادة هذا النشاط لسابق عهده من خلال خطط الترويج السياحي لمقومات القطاع السياحي الفلسطين، هذه الخطط والتي بدأت في اظهار نتائجها على ارض الواقع من خلال ازالة الكثير من الدول العالمية تحذير السفر الى فلسطين ومن خلال ازدياد واضح في اعداد السياح القادمين الى فلسطين في الفترة القادمة. ان الوزارة تؤكد على استمرار عملها بالشراكة مع جميع الاطراف لعودة النشاط السياحي لفلسطين الى سابق عهده، ولكن يجب الاخذ بعين الاعتبار الوضع السياسي العام في الشرق الاوسط وما يشهده من احداث تؤثر على القطاع السياحي بشكل مباشر في دول المنطقة.
كما وتشير الاحصائيات منذ بداية العام على عودة نشاط الوفود السياحية القادمة لفلسطين الى مستويات مشابهه لمستويات ما قبل العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، هذه العودة في نسب النشاط السياحي والاشغال الفندقي كان لا بد من ان يرافقها خطط تدعم هذه التعافي في القطاع السياحي، ولذلك فان الوزارة تعمل على زيادة النشاطات والفعاليات والمشاركات في المعارض الدولية السياحية، هذه المعارض و التي تساعد في التعريف بفلسطين كمقصد سياحي مستقل وامن وغني بالمواقع السياحة والتراثية والاثرية.
* اعتبرت مجلة " travel leisure" السياحية الشهيرة مدينة القدس كواحدة من بين أفضل وجهات سياحية في العالم يقصدها السياح للتنزه. كيف تنظرون لهذا الموضوع؟
منذ القدم تعتبر مدينة القدس احد اهم مقاصد السياح في العالم وخاصة السياحة الدينية، باعتبارها مهد الديانات السماوية، وها هي مجلة " travel leisure" تأتي اليوم للتأكد على القيمة السياحية والعالمية و التاريخية لمدن فلسطين، وتسعى وزارة السياحة والاثار لتطوير هذا النشاط السياحي لاستقطاب المزيد من الحجاج والسياح الى فلسطين وتعريف السائح بالاهمية التاريخية و السياحية للمدن الفلسطينية.
* الى أي حد ساعد اعتبار القدس عاصمة للسياحة الاسلامية في انفتاح القدس على العالم؟
لا يمكن الحديث عن مدينة القدس دون ذكر اهميتها الاسلامية، فمدينة القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومن هنا اتت اهميتها من الناحية الاسلامية، واعتبار القدس عاصمة للسياحة الاسلامية من شانه ان يشجع دول اسلامية كثيرة بالبدء بعمل جولات سياحية دينية اسلامية للمسجد الاقصى ولفلسطين، هذه الزيارات والتي عملت على تدعيم النشاط السياحي وتدعيم نسب الاشغال الفندقي لدى الفنادق الفلسطيني، علاوة على دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني ودعم مدينة القدس، هذه المدينة والتي تعاني اشرس مراحل التهويد والتدمير جراء سياسات الاحتلال.
* ماذا حصل بشأن الـ 100 الف سائح تركي الى فلسطين ؟ لماذا لم ينفذ الموضوع حتى الان ؟
لقد جاء الاعلان عن خطة قدوم الـ 100 الف سائح تركي لفلسطين من قبل جمعية وكلاء السفر التركية TURSAB، والاشقاء في تركيا وبعد اللقاءات التي عقدناها معهم في معرض اسطنبول السياحي الدولي مطلع هذا العام، بدأوا بتنفيذ ما وعدوا به وذلك ضمن خطة مدروسة لتعزيز وتطوير السياحة التركيه الى فلسطين، مؤكدين تحقيق ارتفاع كبير ومرضي في اعداد السياح الاتراك الى فلسطين وخاصة مدينة القدس، وعلاوة على ذلك فان العمل جاري لتنظيم جولة لمكاتب السياحة التركية الى فلسطين وذلك للاطلاع على مقوماتها السياحية و للتنسيق المباشر مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص، بالإضافة لجولة ترويجية للقطاع السياحي الفلسطيني في تركيا مطلع ايلول المقبل.
* الى أي حد ساعد مؤتمر السياحة في فلسطين في تطوير السياحة في فلسطين؟
استضافت فلسطين ومن خلال مؤتمر السياحة العالمي وفود اكثر من 40 دولة واكثر من 130 شخصية دولة من 70 جنسية، جميع هذه الوفود والشخصيات هم اناس عاملين في القطاع السياحي حول العالم، وما تم من خلال المؤتمر السياحي الدولي من تنظيم اعطى جميع هذه الوفود صورة كاملة وواضحة عن القطاع السياحي الفلسطيني وإمكانياته "قطاع سياحي غني بالمواقع السياحة والتراثية والاثرية " مظهراً اهمية المواقع السياحية والتاريخية والاثرية التي تمتلكها فلسطين، ورافعا مستوى المنافسة التي يتعامل معها القطاع السياحي الفلسطيني من مستوى محلي الى مستوى عالمي.
* كان هناك مطالبات خلال مؤتمر السياحة بان تصبح فلسطين عضوا في منظمة السياحة؟ تحدثي لنا عن تطورات عضوية فلسطين ؟
فلسطين للان هي دولة عضو مراقب في منظمة السياحة العالمية وتنظيم مؤتمر منظمة السياحة العالمية في فلسطين سيساعدنا كثيرا في رفع مستوى عضويتنا في هذه المنظمة الدولية ، نعم الكثير من الشخصيات والدول العالمية وبعد زيارتها لفلسطين ابدت دعمها وتأييدها لنا في رفع مستوى العضوية، وها نحن الان نعمل على اعداد التقارير والملفات اللازمة من اجل رفع مستوى عضوية فلسطين لتصبح دولة عضو فعال في هذه المنظمة العالمية المهمة.
* في الفترة الاخيرة انتشر في العالم انماط سياحية جديدة؟ اين فلسطين من هذه الانماط؟
فلسطين منذ القدم تعتمد في الاساس على السياحة الدينية، ولا يستطيع اي مقصد سياحي ديني في العالم ان ينافس فلسطين، ولكن مؤخر عملنا على الترويج لانماط سياحية جديدة وذلك لتوسيع الرقعة السياحية وتطويرها، كالسياحة البيئية وسياحة المغامرة وسياحة المسارات وسياحة الاستكشاف.
ومن هذه البرامج كمسار ابراهيم الخليل والذي يمتد حوالي330 كيلومترا من جنين في شمال الضفة الغربية إلى الخليل جنوب الضفة، حيث يقوم مثل هذا الانواع من السياحة على اكتشاف الطبيعة وحسن الضيافة والثقافة المحلية و تنوع الطبيعة الجغرافية، وتمكين المجتمع المحلي وحماية آلاف السنين من التراث والوجود الإنساني.