خطيب جمعة بغداد الساعدى يطالب وزارة التربية بالرعاية والاهتمام للنهوض بقيمة الإنسان معلما ومتعلما
وجود الجهل مع المناهج المتطرفة المليئة بالتهجم على الآخرين سبب في انخراط بعض الشباب بيد داعش
العملية التربوية في العراق "تتضعضع" وإذا تركت دون رعاية ستنهار
تقرير: فراس الكرباسي
تصوير: سيف كريم
العراق / بغداد / طالب خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، المسؤولين والقائمين على قطاع التربية والتعليم في العراق الى رعايته وإيلائه الاهتمام الكافي بما ينهض به لرفع قيمة الإنسان معلما ومتعلما، عادا انتشار الأمية بين الشباب العربي وفهم الإيمان والدين فهما خاطئا ومتطرفا جعل من داعش ومبادئها في القتل وانتهاك الأعراض "دينا مقدسا"، رافضا جعل المعلم التربوي "سلعة" في ظل عدم الاهتمام به وانتقاله بين التدريس الخصوصي ومدارس التعليم الأهلي، معتبرا ان العملية التربوية في العراق أخذت تتضعضع وإذا ما تركت من غير رعاية قد تتسبب لا سمح الله بانهيارها.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في بغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي، ان "ليس من قبيل الصدفة ولا التوافق العشوائي أن يحتضن شهر رمضان وهو سيد الشهور جملة من المناسبات وصفت بأنها الفرقان في حياة المسلمين كليلة القدر يفرق فيها كل أمر حكيم وغزوة بدر الكبرى والتي وصفت بأنها الفرقان بين الحق والباطل ويمكن لنا أن نستلهم منها دروسا أولها الطاعة ووحدة الصف واتباع القائد ".
واضاف الساعدي "ومن الدروس المهمة التي نريد أن نقف عندها هو ما فعله رسول الله للنهوض بعملية التعليم والرفع من مستواها فخاطب الأسرى من يعلم عشرا من صبيان المسلمين لقاء حريته وبهذا الفعل حول الرسول الكريم الأسير من سلعة إلى معلم وهو أول احترام وتقدير يحظى به الأسير في تلك الأمم وحقق بذلك أهدافا جليلة وأطر عملية التعليم بحركة وعي وثقافة تحول فيها عيب الجاهلية (وهو القراءة) إلى هدف يسعى له المسلمون وبذلك يمكن أن نستشف أن المقوم الحضاري الأساسي للأمم هو الإيمان والعلم ".
وتابع الساعدي "نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الاهتمام بهاتين الناحيتين وهما الإيمان والعلم فالجهل الذي تفشى بين شبابنا كان السبب في انتشار الأمية والتي تبلغ نسبتها 42٪ في المنطقة العربية ومن المضحك المبكي تقريرا يرصد ثلاثمائة ألف من حملة شهادة البكالوريوس في مصر لا يجيدون القراءة والكتابة إن لم يكن لا يعرفونها بالتمام ".
واوضح الساعدي "مع هذه الأمية وفهم الإيمان والدين فهما خاطئا ومتطرفا جعل من داعش ومبادئها في القتل وانتهاك الأعراض دينا مقدسا إذ يقتلون اهل القبلة وهم سجود وعندهم هذا الفعل أقرب ما يقربهم إلى الله".
وبين الساعدي "لعلني لست مبالغا إذا ما قلت أن المعلم اليوم ارجعناه إلى سلعة في ظل عدم الاهتمام به حيث درج مدارج التدريس الخصوصي أو أخذ يتحول إلى مدارس التعليم الأهلي أو ما حصل في تسعينيات القرن الماضي إذ باع السكائر على الأرصفة وغيرها من السلع التي لا تليق بمكانته واستأسر بعضهم نفسه لطلبته من خلال أخذ الرشوة وكلها بسبب عدم الرعاية الكافية في البلد لهم ".
وكشف الساعدي ان "العملية التربوية الان أخذت تتضعضع وإذا ما تركت من غير رعاية قد تتسبب لا سمح الله بانهيارها ولعل عدم الاهتمام بإعداد المناهج بصورة صحيح بما تتناسب وتطور العالم وتراقي الوسائل التعليمة سببت عدم رغبة الطالب في الاستمرار في التعلم حتى كانت مع أسباب أخرى سببا في شيوع الجهل والأمية ".
واردف الساعدي ان "وجود الجهل مع وجود مناهج متطرفة مليئة بالتهجم على الآخرين ولا تحترم مقدساتهم وخصوصا أهل القبلة الواحدة سبب في انخراط بعض الشباب بيد داعش فالمدارس لم تعد حاضنة جيدة للطلبة وبقي الكثير منهم بأيدي غير أمينة واليوم في المنطقة العربية نعاني الأمرين بسبب فقدان هذين المقومين وهما الإيمان الصحيح والتعليم الناهض الذي يكون حصانة للشاب من مزالق الانحراف فالإيمان مالم يرافقه علم ووعي قد يكون وباء ينخر جسد المسلمين كما يحصل اليوم ".
وطالب الساعدي من المسؤولين والقائمين على التربية والتعليم في العراق الى رعايته وإيلائه الاهتمام الكافي بما ينهض به لرفع قيمة الإنسان معلما ومتعلما.