Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة والصيف.. الهروب إلى الخارج! بقلم : د. منصور بن عبدالرحمن الجنوبي

السياحة والصيف.. الهروب إلى الخارج!

 

 

بقلم : د. منصور بن عبدالرحمن الجنوبي

 

يقترب موسم الصيف وتبدأ الأسر السعودية من ذوي الدخل المتوسط فما فوق، التخطيط لفترة الصيف ودراسة الاختيارات المتاحة أمامها لوجهاتها السياحية.

 

وبنظرة سريعة على ما تم فعلياً خلال السنوات الأخيرة فإن الوجهات السياحية الخارجية تأخذ النصيب الأكبر الذي يتزايد سنة بعد سنة على حساب السياحة الداخلية، تشير تجارب عامة الناس وأحاديثهم عبر مجالسهم ووسائل التواصل المختلفة إلى ضعف البنية السياحية في الوجهات السياحية الداخلية وسقوطها أمام أبسط مقارنة بمثيلاتها خارجياً.

 

المقومات السياحية في بلادنا كثيرة جداً ومتنوعة، فهي البلد الأول في السياحة الدينية لوجود الحرمين شرفهما الله، وهي بلد تحيط بها شطآن تمتد إلى أكثر من 3400 كم وما يقارب 1300 جزيرة حسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، ومناطق كبيرة تعتدل فيها درجات الحرارة في أشد أوقات الصيف كالمرتفعات الجنوبية الغربية بدءاً من الطائف حتى مرتفعات منطقة جازان، والمنطقة الشمالية امتداداً من منطقة الحدود الشمالية مروراً بمنطقة الجوف وانتهاء بمنطقة تبوك. أما في الشتاء فإن الساحل الغربي بطول أكثر من 2400 كم يمثل وجهة سياحة شتوية مميزة بدفئها واعتدال مناخها شتاء، وغير ذلك مما لم نشر إليه هنا.

 

مقومات سياحية هائلة تتمتع بها بلادنا، إلا أنها لا تستطيع جذب كثير من أبنائها الذين يغادرونها إلى بلدان أخرى بعضها أقل بمراحل مما تتميز به بلادنا من حيث المقومات الطبيعية، فما السر؟

 

من ناحية اقتصادية يشير بعض الاقتصاديين إلى أن ما ينفق على السياحة بالخارج يبلغ 7 مليارات ريال تقريباً، وهو رقم ضخم يستحق أن تنال منه بلادنا نصيباً كبيراً.

 

يحتاج الأمر إلى دراسة للوجهات السياحية لدينا، ما الذي تمتلكه، وما الذي تفتقر إليه لتنافس الوجهات السياحية الخارجية.

 

من خلال آراء انطباعية لم تقم على دراسة علمية، فإن البنية التحتية السياحية لأغلب الوجهات السياحية في بلادنا، مثل الطرق داخل تلك الوجهات والمساكن والمتنزهات أو الغابات والمناطق الترفيهية، إضافة إلى ارتفاع الأسعار غير المبرر، تمثل أكبر مسببات الإعراض عنها، والتوجه إلى سواها خارج البلد، برودة الجو والأمطار اللطيفة في منطقة عسير في فترة الصيف تجعل منها خياراً سياحياً لا خلاف عليه، إلا أن الخدمات السياحية ولا سيما الطرق وصعوبة حجز رحلات الطيران وقلة المساكن المناسبة وارتفاع أسعارها، وضيق المتنزهات وقدمها وضعف الغطاء النباتي لها، والخدمات المصاحبة، يجعل الأسرة تعيد النظر قبل أن تقرر السفر إليها.

 

ما تقوم به الهيئة العامة للسياحة والآثار من جهود وخطط مشكورة لم تغير كثيراً من واقع الوجهات السياحية في بلادنا بالقدر الكافي؛ لتغيير التوجه السياحي للخارج.

 

وأعود إلى عسير مجدداً ومدينة أبها تحديداً لننظر إلى متنزهاتها التي لم تتطور كثيراً بل انخفضت كفاءتها عما كانت عليه قبل أكثر من ثلاثين عاماً، الغطاء النباتي فيها ينخفض، الخدمات العامة فيها تضعف، الطرق الموصلة إليها تزدحم أما طريق السودة الذي لم تطله يد التغيير والتطوير بما يكفي فيختنق بالسيارات وأحياناً يضطر قائدو السيارات إلى معاكسة الطريق وإغلاقه في وجه الصاعدين أو النازلين.

 

الخطة الإستراتيجية لتنمية منطقة عسير التي أعدتها الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي بدأت منذ عام 2006 وستنتهي عام 2023 حوت رؤى وأهدافاً طموحة، إلا أن السائح الذي ينصرف عنها ويتوجه إلى الخارج لا يبدو مقتنعاً بما تحقق حتى الآن! والزبون دائماً على حق!!

نقلا عن الرياض

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله