اسرائل تطمس معالم "خربة سيلون" الاثرية .. حيث نزلت "المائدة" لسيدنا عيسى
نابلس ….. وراء ستار الهيكل المزعوم يسرق الاحتلال الإسرائيلي خربة بأكملها تمثل لوحة غنية بالكنوز الأثرية لحقب وحضارات عدة ليزور تاريخها ويضلل جذورها في عقول الوافدين إليها .
فخربة سيلون الواقعة جنوبي أراضي قريوت في محافظة نابلس وبالتحديد إلى الشمال من قرية ترمسعيا قضاء رام الله وإلى الغرب من مستوطنة شيلو، وضعت وزارة الآثار الإسرائيلية نهاية السبعينيات يدها على مخططها الأثري للبدء بعملية طمس معالم الآثار فيها، فيقول بشار القريوتي منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في قرية قريوت "سيلون تسرق بحجج واهية على أنها المكان الأول الذي وجد به الهيكل، وكل الخطط القائمة تهدف لتهويدها وفصل شمال الضفة عن جنوبها بالإضافة لجعلها حلقة وصل تربط المستوطنات في تلك المنطقة ببعضها".
ومن الجدير ذكره أن سيلون تمثل وسط الضفة الغربية حيث تبعد عن رام الله ذات المسافة التي تبعدها عن نابلس وهي 26 كيلو مترا.
ويضيف القريوتي لمراسلة دنيا الوطن "خطط الاحتلال لإغلاق الشارع الرئيسي لقريوت وإيجاد بديل له حيث أغلقه عدة مرات وقمنا بفتحه114 مرة على التوالي ومنذ عامين هو مغلق بالكامل، فهو يخطط لتحويل كل ما يحيط بالخربة إلى معالم يهودية لا صلة لها بالفلسطينيين".
وقد سكن أهالي قريوت في سيلون منذ ثلاثة قرون حتى الثمانينيات وكانوا يعملون بفلاحة الأرض، فيقول الثمانيني الحاج أبو حسن وهو أحد المهجرين من خربة سيلون "سكننا لفترة طويلة بسيلون وكنا نعيش داخل خيم ونزرع بالخربة كافة المزروعات إلى أن جاء الاحتلال وهجرنا إلى قريوت".
ويتذكر الحاج أبو حسن محاولات التنقيب عن الآثار في سيلون فيقول "لقد أتى بعض السياح للمنطقة وقامو بنصب الخيام فيها على أساس أنهم سيمكثون لبضعة أيام ويرحلون لكنهم قامو بالتنقيب عن الآثار الموجودة في الخربة ".
وتحتوي خربة سيلون التي يزيد عمرها عن 1500 عام على عدد كبير من الآثار والتي ترجع لحضارات مختلفة، ومن أشهرها مسجدي العمري والستين والحفارات التي هي عبارة عن كنيستين تملؤهما الفسيفساء بالإضافة للمغر وآبار المياه، وموقع محفور بالصخر يقال إن صندوق العهد حفظ فيه بالإضافة للميدة، فيقول القريوتي "سيلون تمثل كنزا للآثار والأحداث التاريخية، ففيها مساجد اسلامية قديمة وأيضا الميدة والتي يروى أنها سميت بذلك لنزول مائدة الطعام على سيدنا عيسى في ذلك الموقع".
وأما ما يدعيه اليهود في خربة سيلون فهو غير ملموس على أرض الخربة بل يرجعون بادعائاتهم لقضايا روحية وإيمانية في التوراة بأن سيلون أو ما تسمى شيلو حسب المسمى التوراتي كانت موقعا للمسكن والعهد، فيذكر القريوتي " إن الاحتلال يستند في سرقته للخربة على أبحاث لا يوجد لها قاعدة علمية وكيف سيثبتون أصل الوجود اليهودي في المنطقة والسكان القدامى كانو يسكنون بالخيم والذين بقوا هم فلسطينيون من قريوت".
وقد بدأت حفريات اليهود في المنطقة عام 2010 وفي عام 2013 جرى تدشين برج سينمائي يروي للسياح القصة اليهودية والتاريخ المزور عن سيلون، ويتابع القريوتي حول ذلك "الاحتلال يعمل على الترويج المخطط لسيلون، فتأتي رحل تعليمية يهودية للمكان باستمرار بالإضافة لجلب السياح وترسيخ الصورة اليهودية للخربة في أذهانهم عبر البرج السينمائي المزود بالصورة والصوت".
وقد حاول الاحتلال ردع الشكوك بوجود أراض فلسطينية بمحيط الخربة حيث ضم التلة المشرفة عليها لمستوطنة شيلو الواقعة جنوب شرق التلة، ومنع الفليسطينيون من الوصول لأراضيهم وفلاحتها ويرفض دخولهم إليها بدعوى عدم الحصول على مصادقة للدخول إلى المستوطنة.
ولم يسكت أهالي قريوت عن سرقة سيلون بل قاوموا الاحتلال وتوجهوا قانونيا لعدة مؤسسات منها هيئة الجدار والاستيطان وييش دونيم وعمق شفيه ، والتي بدورها ضغطت بتوقيف الحفريات بشكل مؤقت.
نقلا عن دنيا الوطن