العراقيون يقبلون على مكاتب تتيح أداء العمرة بالتقسيط
بغداد " المسلة " … تنتشر هذه الأيام في العاصمة العراقية ظاهرة العمرة بالتقسيط التي تعرضها مكاتب الحج والعمرة الأهلية، بهدف تمكين ذوي الدخل المحدود من زيارة الديار المقدسة في السعودية.
وتنتشر في العديد من المناطق إعلانات لمكاتب سفر تدعو المواطنين إلى التقدم لأداء العمرة على أن يتم دفع تكاليفها بالتقسيط المريح.
وقد زارت «القدس العربي» إحدى شركات تنظيم زيارة العمرة بالتقسيط، والتي تقع في منطقة الأعظمية، حيث التقت مع السيد نوري الدليمي أحد موظفي الشركة الذي أوضح أن الكثير من العراقيين يقبلون هذه الأيام على أداء العمرة بالتقسيط للذهاب إلى السعودية وذلك لعدم وجود القدرة المالية لديهم لدفع تكاليف العمرة دفعة واحدة، لذا يفضلون دفع مقدمة على أن تقسط باقي التكاليف على شكل أقساط شهرية.
وأكد الدليمي أن اسلوب العمرة بالتقسيط هو ظاهرة جديدة برزت في السنوات الأخيرة نتيجة لضعف الحالة المالية للكثير من الناس في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في العراق. وقد أزداد عدد الشركات التي تعرض فرصة أداء العمرة بالتقسيط في بغداد ومدن أخرى نتيجة إقبال الناس ضعيفي الحال عليها. كما أنها مقبولة من الناحية الشرعية، حسب قوله.
واوضح أن على الزبون أن يدفع مقدما ربع مبلغ تكاليف الزيارة، وهو حوالى 300 دولار من أصل مبلغ 1100 دولار، وأن يتم تسديد باقي المبلغ بأقساط شهرية 100 دولار شهريا، مشيرا إلى أن الضمانات المطلوبة من الزبائن بسيطة وليست معقدة وتقتصر على احتفاظ الشركة بجواز سفر الشخص الذي يؤدي العمرة بعد عودته إلى العراق لحين تسديد المبلغ كله. وأوضح المكتب أن هناك عدة أنواع من العمرة بعضها لمدة 10 أيام وبعضها لمدة عشرين يوما، وتزيد التكاليف بزيادة مدة العمرة أو حسب توقيتها، كأن تكون في رمضان ولمدة شهر فيكون مبلغ العمرة حوالي 1500 دولار.
وتحدث السيد عادل العبيدي أحد الذين سجلوا في الشركة على أداء العمرة بالتقسيط، فأشار أنه متقاعد بلغ عمره الستين ولم يتمكن من أداء الحج أو العمرة حتى الآن لعدم توفر المبلغ الكافي لديه، وقد وجد في عرض الشركة بتقسيط تكاليف العمرة فرصة لكي يحقق هذا الهدف العزيز على قلبه، منوها إلى أن الأقساط ليست كبيرة كما أن الشروط معقولة.
وأكد العبيدي أن تكاليف أداء الحج عن طريق الحكومة كبيرة وتصل إلى 4 ملايين دينار، وهو مبلغ كبير بالنسبة للكثير من العراقيين هذه الأيام، كما أن هيئة الأوقاف ترتب المتقدمين للحج على شكل وجبات كل سنة، وقد ينتظر المتقدم سنوات قبل أن يأتي دوره، ولذا يفضل الناس ان يذهبوا للعمرة لأنها أسرع وإجراءاتها أسهل وتكاليفها أقل.
وتعتبر ظاهرة إقبال العراقيين على أداء العمرة بالتقسيط، أحد المؤشرات على تزايد وجود أعداد كبيرة من الشرائح الاجتماعية الفقيرة التي تواجه صعوبات للتمكن من تدبير متطلبات المعيشة الضرورية في حياتهم اليومية، اضافة إلى التمكن من أداء التزامات كالحج والعمرة، وقد وجدت في هذا العرض الفرصة التي قد لا تتكرر أمامهم.