السياحة والفنادق في الإمارات.. نمو متواصل رغم تحديات الخارج
دبى …. أجمع خبراء في قطاع السياحة والضيافة على قدرة القطاع السياحي بالدولة على مواصلة زخم النمو خلال الأشهر السبعة المتبقية من العام الحالي رغم استمرار التحديات، التي تشهدها الأسواق الخارجية والتذبذبات الحادة في أسعار الصرف، لافتين إلى أن تنوع المقومات السياحية للدولة، فضلا عن التوسعات الكبيرة للناقلات الوطنية أسهمت في ترسيخ المكانة السياحة للدولة بين الوجهات العالمية الرئيسية.
وتوقع هؤلاء أن يتباين أداء القطاع خلال الفترة المتبقية من بين هدوء نسبي خلال الربع الثالث نتيجة تزامنه مع العطلة الصيفية وموسم السفر للخارج، وانتعاش متوقع في الربع الأخير مع بداية الموسم الشتوي وعودة مستويات التدفقات السياحية لمستوياتها المرتفعة.
أوضح خبراء ومختصون لـ الاتحاد أن القطاع السياحي والفندقي في الدولة نجح في تجاوز التحديات الخارجية التي فرضتها التحولات الاقتصادية في العديد من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة إلى الدولة، كالسوقين الروسي والأوروبي، في ظل التذبذبات الحادة في أسعار صرف الروبل واليورو، في وقت تمكن من المحافظة على معدلات النمو السابقة ومستويات الإشغال الفندقي المرتفعة، وذلك بفضل الجهود التسويقية والترويجية الابتكارية وتوسيع نطاق التسويق ليمتد إلى أسواق غير تقليدية.
وكشف هؤلاء مؤشرات إيجابية تدعم التفاؤل بتحقيق أداء إيجابي خلال الأشهر السبعة المتبقية من العام أبرزها عودة شهية السفر لدى السائحين الروس، وزيادة أعداد السائحين القادمين من السوق الأوروبي، وخاصة السوقين البريطاني والألماني، فضلا عن تزايد جاذبية الوجهات السياحية في الدولة للعديد من الأسواق في أوروبا الشرقية ودول الكومنولث، والسوقين الصيني والهندي اللذين يسجلان معدلات نمو ملحوظة.
وقال ناصر النويس رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا إن القطاع الفندقي في الإمارات بشكل عام شهد العديد من التحديات خلال الأشهر الماضية، ولكن جميع الجهات المتأثرة في الدولة أظهرت مستوى عاليا من الحرفية وأثبتت مدى نضجها وخبرتها عبر التعامل مع هذه التحديات بعد الإجراءات التي اتبعها الجميع لمواجهة كل تحدٍ على حدة.
وأوضح أن على الرغم من أن عام 2014 كان مليئا بالمفاجآت والصعوبات على قطاع السفر والسياحة، إلا أن السرعة والحرفية في مواجهتها وتعاون التنسيق القريب بين جميع الجهات بدأ من دوائر السياحة إلى خطوط الطيران والفنادق، عبر البحث عن أسواق جديدة، ساعدت بشكل كبير في تخفيف النقص وتعويضه، بل وتحقيق أرقام قياسية، متوقعاً أن يواصل القطاع زخمة خلال الفترة المتبقية من العام الجاري ليسجل معدلات نمو جيدة.
وأكد رئيس مجلس إدارة مجموعة روتانا أن المشاريع السياحية التي تنفذ في أبوظبي تعكس رؤية الإمارة للمستقبل وتواكب احتياجاتها من هذه المشاريع التي ستضع العاصمة على خريطة السياحة العالمية بامتياز، وتسهم في تحويلها إلى مقصد سياحي رائع على الخارطة السياحة العالمية والتي يتدفق عليه الزوار من أنحاء العالم.
وأوضح أن الحركة السياحيّة في أبوظبي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية تطورًا لافتًا ، سواء أكان ذلك على صعيد المنتج السياحي المتنوع الذي تقدمه، أو حركة السيّاح القادمين إلى الدولة من مختلف أنحاء العالم مدعومة بالطفرة العمرانية، وتحوّل الإمارات إلى مركز إقليميّ لقطاع الأعمال في المنطقة؛ لتثبت حضورها الكبير على خارطة السياحة العالمية، وتتصدر قائمة الوجهات السياحية الناشئة.
وأضاف أن مع إنشاء مطار أبوظبي الدولي الجديد واستمرار التوسع في خطوط الطيران وبالتحديد الاتحاد للطيران إلى مختلف قارات العالم فإن أبوظبي ستشهد المزيد من الإقبال السياحي وستصبح أهم مقصد سياحي في المنطقة ومركزاً رئيساً للمشاريع الاقتصادية، كما أن إنشاء المتاحف العالمية في جزيرة السعديات في أبوظبي سيساهم في مضاعفة أعداد الزوار والسائحين.
من جهته قال الرئيس التنفيذي لمجموعة جميرا، جيرالد لوليس، إن التوسعات الجديدة للناقلات الوطنية مثل الاتحاد وطيران الإمارات وفلاي دبي والعربية للطيران ومن خلال افتتاحهم لوجهات جديدة تسهم بشكل رئيسي في جذب زوار جدد إلى الدولة.
وأكد لوليس أن التعاون المشترك بين جميع القطاعات العامة والخاصة في الدولة يلعب دوراً رئيسياً في أداء القطاع السياحي ليس فقط على مستوى دبي بل على مستوى الدولة، وقال: «خير مثال على ذلك: نحن نعمل جنباً إلى جنب مع دائرة السياحة التسويق التجاري التي بدورها ومن خلال شبكة مكاتبها حول العالم تقدم الدعم لنا بالتوازي مع طيران الإمارات التي تلعب دوراً رئيسياً في أداء فنادقنا».
من جهته قال فيليب زوبير، الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة إعمار للضيافة إن قطاع الضيافة يشهد نموّاً ملحوظاً بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة لتشجيع السياحة، ومكانة دبي كمركز للأعمال والترفيه، لافتاً إلى أنّ قطاع الضيافة سيشهد هذه السنة نموّاً ملحوظاً وخصوصاً في مجال سياحة الأعمال، ويعود ذلك إلى التحضيرات الجارية لاستضافة إكسبو 2020 دبي.
وتوقع أن تستمر سياحة الترفيه بالنموّ بفضل معالم الجذب في المدينة، بينما تزيد قوّة سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض بما أنّ المدينة باتت الوجهة المفضلة للمعارض والفعاليات الدولية، لكنه في المقابل أشار إلى أن أحد أبرز التحدّيات التي تواجه القطاع تتمثل في الحاجة المستمرة إلى مواكبة الاتجاهات الدائمة التغيّر، منوهاً بما تقوم به المجموعة من أبحاث مفصّلة عن السوق كلّما قرّرت التوسّع في سوق دولي، وتطوّر المشاريع، بحيث تلبّي احتياجات النزلاء من كل سوق خاصة الشرق الأوسط وأوروبا وجنوب شرق آسيا والهند والصين وروسيا.
بدوره قال محمد الخوري مدير عام جولدن ساندز للشقق الفندقية إنه على الرغم من الضغط الذي تشكله كمية المعروض الجديد من الغرف في السوق على الأداء العام لهذه الصناعة، تبقى التوقعات لبقية هذا العام إيجابية، مشيرا إلى أن مصدر قوة الأداء يتمثل في توفير أماكن إقامة بأسعار معقولة للعائلات، وتقديم مجموعة متنوعة من الخدمات التي تقدمها جولدن ساندز للشقق الفندقية.إلى ذلك قال وائل سويد المدير الإقليمي بفنادق ومنتجعات وسبا أنانتارا – أبوظبي، أن أداء فنادق المجموعة منذ بداية العام وحتى الآن جيد للغاية، حيث حققنا مستويات إشغال ملفتة في الفنادق الخمسة ونتوقّع أن تستمرّ هذه النزعة طوال عام 2015، مضيفاً «لقد أخذنا في عين الاعتبار اتّجاهات السفر الناتجة عن عدم الاستقرار والتذبذب في أسعار الصرف في بعض أهمّ الأسواق بالنسبة إلى الإمارات، مثل روسيا، ولذلك أجرينا التعديلات على استراتيجيات المبيعات وتوقّعاتها انطلاقاً من ذلك.
إلى ذلك يرى لوران فوافنيل، المدير التنفيذي لـ «أتش أم أتش» لإدارة الضيافة، أنه على رغم التحديات التي واجهها قطاع السياحة في الأسواق العالمية خلال الأشهر القليلة الماضية والتي شكلت عوامل ضغط على أسعار الغرف والإشغال، إلا أن سوق الإمارات، نجح في المحافظة على زخم النمو مستفيداً من النمو الهائل في صناعة الطيران، وخاصة شركات الطيران المنخفضة التكاليف، وطاقة المطارات المتزايدة، وظهور أماكن الجذب والترفيه الجديدة، والبنية التحتية لتطوير الأعمال.
إلى ذلك قال المدير العام لفندق مريديان العقة في الفجيرة، باتريك أنطاكي، إن معدل الإشغال في الفندق وصل إلى 78% خلال الربع الأول من العام الجاري، متوقعاً تحقيق معدل نمو أكبر خلال الأشهر المتبقية بعد عمليات التوسعة الأخيرة وتوفير المزيد من الخدمات للنزلاء، لافتاً إلى أن الفجيرة لاتزال وجهة سياحية تحظى بشعبية كبيرة في السوق المحلي والخارجي.
وأكد أنطاكي أن مدن الإمارات بوجه عام تتمتع ببنية تحتية متميزة توفر كل ما يحتاجه السائح، منوهاً بما تتمتع به الدولة من مطارات تعد الأبرز عالميا في خدماتها إلى جانب شركتي طيران تعدان من الأكبر عالميا وتربطان عددا كبيرا من دول العالم بالإمارات.
وأفاد أنطاكي بأن معدل العوائد الفندقية في ازدياد مستمر، مع نمو الإشغال الفندقي وأسعار الغرف المتاحة، لافتاً إلى أن إمارة الفجيرة تحتاج إلى المزيد من الغرف الفندقية، باعتبارها وجهة يتنوع فيها المنتج السياحي، كما أن زيادة السعة الفندقية فيها ستزيد شعبيتها في ضوء جهود الترويج والتسويق السياحي.
وأوضح أن معظم نزلاء الفندق يأتون من السوق البريطاني والألماني، فضلاً عن روسيا، لكن في ضوء التطورات والتغيرات الأخيرة في تأثير تراجع العملات على معدلات التدفق السياحي، لجأ الفندق إلى إرسال مندوبين للاطلاع على الفرص المتوافرة في الأسواق الأخرى، خصوصاً السوق الخليجي.
وأشار المدير العام لفندق مريديان العقة في الفجيرة، إلى تخصيص 10 ملايين درهم لإنفاقها خلال العام الجاري في عمليات تجديد إضافية.