«طيران الشرق الأوسط» تحتفل بمرور 70 عام على تأسيسها
بيروت "المسلة" …. احتفلت أول من أمس شركة «طيران الشرق الأوسط» (ميدل إيست)، لمناسبة مرور سبعون عاماً على تأسيسها، باستعادة محطاتها كافة خصوصاً نشاطاتها وإنجازاتها في العهود الماضية، التي حقَّقت فيها نجاحاً ملحوظاً نتيجة تطبيق أكبر مشروع لإعادة هيكلة شاملة بين 1998 و2002.
وتمكّنت إدارتها من تحويل الأهداف إلى إنجازات بتصحيح الوضع المالي، وإخراج الشركة من الخسائر المالية التي تكبّدتها عام 1997 إلى أرباح عالمية صافية عامي 2003 و2004. وتُحقّق الشركة اليوم، أرباحاً في شكل مستمر منذ 14 عاماً.
واستعادت «ميدل إيست» ذكريات من تاريخها مع تقديم رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت، وأعضاء مجلس الإدارة، درعاً تكريمية للمناسبة لرئيس الحكومة تمام سلام، الذي رعى الاحتفال. وقد صادف بلوغه سنّ السبعين، حيث كان والده الراحل الرئيس صائب سلام، أسّس الشركة في أيار (مايو) عام 1945.
الاحتفــال الحاشد بحضوره الحكومي والسياسي والعسكري والقضائي والاقتصادي والديبلوماسي والإعــلامي، شهد في هنغار الشركة في مقر إدارتها العامـــة في مطار رفيق الحريري الدولي، هبوط الرحلة «70» لطيران الشرق الأوسط من نوع «إيرباص 321»، مطليةً بألوان الميدل إيست القديمة، بعدما حلّقت فوق بيروت لمدة أربعين دقيقة، وكان على متنها الكابتن سعد الدين دبوس (90 سنة)، أول قائد طائرة لبناني يحمل بطاقة رقم واحد للطيران في لبنان، وولداه وحفيداه الطيارون في الشركة، طارق وهشام وسعد ووسيم دبوس بحسب الحياة.
واستذكر الحضور مراحل أزياء مضيفات ومضيفي الشركة القديمة، عبر عرض قدّمته 6 مجموعات منهم. وشكّلوا في زيّهم المراحل التي قطعتها الشركة منذ تأسيسها حتى اليوم. وقامت 18 مضيفة و10 مضيفين بعرض الزي الجديد للشركة.
وأكد الحوت خلال حفلة العشاء، أن «طيران الشرق الأوسط أكبر شركة لبنانية، لا تميِّز بين لبناني وآخر، حدودها كل مساحة الوطن المقيم والمغترب، لن تجدوا فيها حداً فاصلاً بين ابن الشمال وابن الجنوب، وبين ابن البقاع وابن الجبل، وبين أبناء الضاحية والعاصمة بيروت»، مشيراً إلى أن «الموظفين فيها واجهوا التحديات، فمع كل مشروع جديد وكل وظيفة وفرصة، نضع حجر أساس للتواصل والحوار ضد الخوف وقاطعي الطرق ورافضي الآخر».
وقال الحوت: «على رغم الحرائق التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، نقف على أقدامنا ونقول بأعلى صوتنا إننا شعب يستحق الحياة بجدارة، إننا شعب قدَّم الكثير من التضحيات والأثمان على رغم المحن والانهيارات»، مؤكداً «أننا خرجنا أكثر إيماناً ببلدنا وشعبنا وقدرتنا على تقديم نموذج بات يعطي للبننة ليس معناها السلبي الذي جعلها مصطلحاً عالمياً، بل معناها الإيجابي المتمثِّل بالقدرة على التكيّف والإنجاز والنجاح».
وحيا الحوت «المؤسس الأول بالفكرة والممارسة، الرئيس صائب سلام، ومن بعده كل من حمل راية الشركة، بدءاً من الشيخ نجيب علم الدين، أسعد نصر، وسليم سلام». كما حيا «من احتضن الشركة، وأبرزهم في التاريخ القريب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي أعطى للبنان الحديث حياته وعمره ورسالة للأجيال بأن بلدكم يستحق تضحياتكم وأكثر، وكل رؤساء الجمهورية والحكومات الذين واكبوا ودعموا الميدل إيست، وأخصّ بالذكر الياس الهراوي وميشال سليمان وعمر كرامي وفؤاد السنيورة وسعد الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام».
ولفت الحوت إلى «تغطية سياسية وفَّرها الرئيس نبيه بري في كل الاستحقاقات، وبشراكة الفعل التي جسّدها الأستاذ وليد جنبلاط». وأشار إلى أنه كانت «لهندسات رياض سلامة حاكم مصرف لبنان، المالية أكبر البصمات في ما ننعم به من استقرار، من أبرز نتائجه ليرة لبنانية راسخة وجيش وطني تؤازره بقية المؤسسات، جيش لا يتردد بقيادته الشجاعة وضباطه وجنوده المتوثّبين، في تلبية النداء حدوداً وتقدّم الصفوف صوناً للأمن الوطني والاجتماعي».
وقال الحوت إن «الشركة انتقلت من شركة مفلسة إلى شركة تحقق الأرباح منذ 14 عاماً، على رغم الانقسامات والتعقيدات السياسية والأمنية، خصوصاً في مرحلة الاضطراب الكبير التي تلت اغتيال الحريري، وبلغت الأرباح المجمعة بين 2002 و2014 أكثر من 800 مليون دولار مقابل خسائر متراكمة بلغت 730 مليون دولار قبل الإصلاح، ووزّعت أنصبة أرباح بقيمة 330 مليون دولار، وارتفعت حقوق المساهمين بمبلغ 670 مليون دولار».
وقال إن «توسعة الأسطول الجوّي والخطوط ستبقى هدفنا حتى تعود بيروت رائدة في عالم الطيران ونقل المسافرين والشحن».
أما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فأكد أن «الشركة تتمتَّع بميزات الاستمرارية والمناعة في أصعب الظروف». وأكد أن «مصرف لبنان سيبقى داعماً للشركة الوطنية»، متمنياً أن «تنخرط معنا في إطلاق اقتصاد المعرفة في لبنان».
وقال سلام: «في سبعين عاماً من العطاء والبذل والتضحية، حلَّقت الشركة وحلَّق معها لبنان فارتفع علمنا عالياً، ونجحنا ونجحت القضية التي عمل وجهد من أجلها مؤسس هذه الشركة، واليوم تتابعون المسيرة وتتحمّلونها بأمانة». وأضاف: «نفاخر بأن في الميدل إيست لا مكان للطائفية والمذهبية والفئوية والمناطقية، بل مكان واحد هو للوحدة الوطنية».
وأكد سلام: «أننا سنكمل المسيرة علماً أن المسؤوليات كبيرة، وخلال التأسيس كانت هناك مجازفة ومخاطرة، ولكن أيضاً في حمل الأمانة على مدى 70 عاماً لا شك أنه كان هناك الكثير من الأخطار، فشهدنا الهبوط والصعود، وساعات حالكة ودماراً أصاب طائرات الشرق الأوسط، ولكن شهدنا ارتفاعاً وتحليقاً وإرادة صلبة بالمضي في حمل هذه الأمانة بأيد أمينة وشابة، متمثلة بمحمد الحوت ومن يعاونه».
وتابع سلام أنه «عندما تنجح مؤسسة وطنية كبرى مثل طيران الشرق الأوسط، ينجح الوطن، ونجاح كل لبناني اليوم هو مرتبط الى حدّ بعيد بنجاح مؤسساته الوطنية. وقال: «الإرادة تتجسّد ليس فقط في تحليق طائرات وأعلام لبنان عالياً، ولكن أيضاً في تحليقنا جميعاً من خلال انتخاب رئيس للجمهورية».