Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة والإجازة الصيفية بقلم : عبدالرحمن العومي

السياحة والإجازة الصيفية

 

بقلم: عبدالرحمن العومي

 

نحن في آخر أيام الاختبارات نسأل الله -سبحانه وتعالى- التوفيق لفلذات أكبادنا، وأن يكلل تعبهم بالنجاح، وأن ينالوا ما طلبوا، وبعد هذه الاختبارات يستحق ابناؤنا إجازة واسترخاء بعد عام طويل من الجد والعمل والاجتهاد، وفي كل سنة يقف أب الأسرة حائراً وباحثاً عن أفضل مكان يقضي إجازة سعيدة مع أسرته، تتناسب وتتوافق مع ميزانيته وعاداتنا وتقاليدنا، ونشاهد في بداية كل صيف من كل سنة العروض والإعلانات تتسابق على استقطاب السائح السعودي من كل حدب وصوب، وقد عقد في الرياض ملتقى السفر والسياحة بمشاركة أكثر من ٢٠٠جهة من كافة قطاعات السفر والسياحة، تمثل أكثر من ٥٠ دولة من أنحاء العالم جاءت إلى الرياض تتنافس على السائح السعودي، الذي يتميز عن غيره من سياح العالم بأنه يحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث الإنفاق السياحي، حيث يقدر عدد السياح السعوديين الذين يغادرون المملكه لقضاء إجازاتهم بحوالي ٦ ملايين سائح أي ما يقارب ٢٠ إلى ٢٥٪ من سكان المملكة ينفقون حوالي ٤٠ مليار ريال خلال ما يقارب الشهرين في الإجازة الصيفية، وذلك بزيارة أكثر من سبعين دولة حول العالم.

 

ويتميّز السائح السعودي بأنه يزور ويستخدم كل المرافق السياحية في البلد المضيف، فهو يزور الأماكن السياحية والآثارية والترفيهية والأسواق والمطاعم الشعبية والعالمية ويزور المصانع والفعاليات المقامة في تلك البلدان، كما ان فترة سياحة السعوديين هي أطول نسبيا عن غيرهم، ففترات السياحة عالميا تقدر ما بين أسبوع إلى عشرة أيام، ولكن بالنسبة للسعوديين فهي تبدأ من أسبوع وتمتد إلى شهر، وقد تطول لتشمل كل فترة الإجازة الصيفية خصوصاً الذين يملكون عقارات في تلك الدول، كما أن العوائل السعودية في الإجازة الصيفية تتمتع أفراد الأسرة كلها بالإجازة، أي أن الام والأب والأولاد يتخلون عن دورهم الأسري الذي يمارسونه طوال العام، فالأم في فترة الاجازة تكون غير مسؤوله عن الطبخ والترتيب والنظافة يرافقها بذلك بناتها، وكذلك الأب في فترة الاجازة يتخلى عن مسؤولياته التي تتطلب منه توفير احتياجات الأسرة يرافقه في ذلك ابناؤه، وكل ذلك يقابله زيادة في المصروف المادي؛ لتعويض تعطل مصادر الإنتاج لدى أفراد العائلة، وقبل انتهاء الإجازة تقوم الأسرة السعودية بحملة ضخمة تشمل كماليات المنزل الذي بدأوا يشتاقون إليه بعد طول غيبة مرورا بالكماليات لأفراد الأسرة من ملابس وعطور وإكسسوارات وألعاب قبل أن تختتم حملة الشراء بالهدايا للأقرباء والأصدقاء، وما تم التوصية عليه من الأحبة، وبذلك تختتم حملة التسوق التي غالباً تبدأ من أول يوم تطأ أقدام السائح السعودي ذلك البلد.

 

كل ذلك جعل كثيرا من البلدان السياحية تضع الخطط؛ لاستقطاب السائح السعودي، ومع كل هذه المميزات للسائح السعودي إلا أن هيئة السياحة عندنا لم تستفد من الأموال الطائلة التي ينفقها السائح السعودي، بل ان المراقب يدرك أن العملية السياحية داخل المملكة تركت لتجار العقار، الذين قد لا يدركون ما هي مقومات السياحة، وإذا أدركو ممكن أنهم لا يمكنهم أن يتفقوا على سياسة سياحية موحدة.

 

إن أي خبير سياحي يعلم أن المملكة تتميز بجغرافيا متنوعة، ففي جنوب المملكة توجد طبيعة جغرافية مشابهة بالبلدان الأوروبية، لكن تفتقد إلى البنية السياحية فلا يوجد عدد كاف من الفنادق، ولا يوجد فيها مطاعم ومراكز تسويقية وترفيهية تجذب السائح، كما يوجد لدينا سواحل وشواطئ على طرف البحر الأحمر وبحر الخليج العربي، وقد تكون البنية التحتية في الدمام وجدة أفضل من أبها التي حباها الله بموقع ومناخ خيالي، إلا أن الترويج السياحي ما زال مفقودا، وكذلك الافتقار إلى المشاريع السياحية الضخمة، ومع هذا وذاك إلا أن بلادنا قد اصطفاها الله بأن شرفها باحتضان الحرمين الشريفين، ومن محاسن الصدف أن اجازة هذه السنة ستكون على مشارف دخول شهر رمضان الكريم، بلغنا الله وإياكم هذا الشهر الكريم، وجعلنا -إن شاء الله- من صوامه وقوامه، ومن المعلوم ان قضاء الاجازة في بيت الله الحرام تلبي رغبة السائح السعودي الدينية، التي لا يعلم أجرها إلا الله، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (عمرة في رمضان تقضي حجة معي) أي تعدل. كما توفر له الراحة النفسية والاسترخاء المطلوب في الاجازة السنوية، إلا أنه -وللأسف- أسعار قضاء اجازة وخصوصا في رمضان في مكة المكرمة وعند بيت الله الحرام تعتبر مكلفة جداً، مقارنة ببعض الأماكن السياحية الأخرى، مع الأخذ بالاعتبار بفضل وقداسة بيت الله الحرام، الذي لا يعادله شيء.

 

ولكن نتساءل.. كيف تقدم العروض للإقامة في أحد أفخم الفنادق المطلة على البيت الحرام شاملة تذاكر الطيران لمن هم خارج المملكة بأسعار أقل بكثير لمن هم داخل المملكة، فهناك عدة عروض تسوق في دول الخليج وبعض بلدان العالم العربي لقضاء ٣ أيام في هذه الفنادق المطلة شاملة أسعار التذاكر بسعر ما يقارب ٢٠٠٠.. بينما تقدر تكلفة الأيام الثلاثة لمن هم داخل المملكة لا تشمل أسعار التذاكر بـ٦٠٠٠ريال.

 

إن هذه الأسعار والعروض تضع علامة استفهام، وان قطاع الفنادق في المملكة يخضع لتجار عقار، ولا يتعلق الأمر بسياسة سياحية.

 

نقلا عن اليوم

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله