تقرير : معرض أبوظبي للكتاب..مسيرة 25 عاما ترسخ مكانة الإمارة على خارطة العالم الثقافية 2
ابوظبى " المسلة " … ويعتبر " ركن النشر الرقمي ومزودي خدمات صناعة الكتاب " في المعرض منصة لربط التكنولوجيا بصناعة النشر والمحتوى الرقمي وخدمات النشر ويوفر مساحة مثلى لتمكين مطوري المحتوى ومزودي خدمات النشر من عرض منتجاتهم وخدماتهم بين الأوساط المتخصصة بالنشر في المنطقة.
وقال محمد عبدالله الشحي مدير إدارة البحوث والنشر في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة .. إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يلتزم بتعزيز فرص الوصول إلى المطبوعات من خلال الأنشطة الرقمية ويعد ذلك دليلا ملموسا على التحول الديناميكي الذي يشهده قطاع صناعة الكتاب فقد تنامت أهمية النشر الرقمي على مدى الأعوام القليلة الماضية وأصبح الركن الرقمي في المعرض مركزا للفعاليات والمناسبات والمناقشات المرتبطة بالوسائط الرقمية ".
ويشهد معرض هذا العام توسعة للركن الرقمي ليشمل مساحات أكبر للعارضين ومزيدا من البرامج الحوارية المتنوعة وتشارك فيه مجموعة جديدة من الشركات والمتحدثين لمناقشة موضوع النشر الرقمي الذي يرسي مفاهيم جديدة على مستوى القطاع.
ويستضيف معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ/ 25 / – الذي يشكل منصة واسعة لمختلف أنواع التعبير ومنها التعبير الفني – ثلاث حفلات موسيقية لمجموعة من الفنانين المبدعين في المنطقة حيث تعد الموسيقى على وجه الخصوص لغة عالمية تجمع مختلف الثقافات والأنشطة الثقافية والفكرية التي تتمحور حول الكتاب في المعرض الذي يعد واحدا من أسرع معارض الكتب نموا في المنطقة.
وتبدأ أولى الحفلات بعرض نادر للموسيقى التقليدية تقدمه فرقة " مزاهر " للفلكلور الشعبي المصري يوم الجمعة الثامن من شهر مايو ويتداخل فيه إيقاعات الطبلة والعروض الشعبية.. فيما تقدم فرقة " بوسو غانغا " لموسيقى الكناوة بقيادة الفنان المغربي حسن بوسو يوم الإثنين / 11 / مايو عددا من الألحان الموسيقية التقليدية التي عزفها الأفارقة.
وتختتم العروض الموسيقية بحفل تحييه الفنانة المصرية شيرين تهامي حيث تعزف على آلة العود بعض من قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كما قدمت في الأغنية الإماراتية والعربية وذلك يوم / 12 / مايو الجاري.
ويضع القائمون على المعرض نصب أعينهم باستمرار تبني أفضل المعايير الدولية في مجال تنظيم المعارض والفعاليات المصاحبة لجذب أبرز الكتاب والناشرين والموهوبين على مستوى العالم .. ويشكل المعرض منبرا للثقافة والعلوم إضافة إلى كونه جسرا لتسهيل التعاون التجاري للمختصين في قطاع النشر على المستوى الإقليمي والعالمي.
وكانت الدورة الـ / 24 / من معرض أبوظبي الدولي للكتاب قد حظيت بمشاركة ألف و/ 125 / دار نشر من / 57 / دولة بزيادة / 100 /عارض عن عام 2013 وبنسبة زيادة / 10 / في المائة وبلغ عدد دور النشر التي شاركت لأول مرة / 120 / دارا منها / 16 / عارضا محليا.
وقدم العارضون / 500 / ألف عمل أدبي من مختلف أنحاء العالم بـ/ 33 / لغة في شتى فروع المعرفة وبلغت مبيعات الكتب / 35 / مليون درهم..فيما بلغ عدد زوار المعرض في دورته الماضية / 250 / ألف زائر.
وتم اختيار مملكة السويد لتكون ضيف شرف المعرض الذي وفر منصة للناشرين العرب والدوليين والجهات الأدبية والمكتبات والموزعين والمنظمات الثقافية لمناقشة المبادرات وحقوق النشر التجارية الجديدة .
وخصصت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الدورة الماضية أكثر من ربع مساحة المعرض للكتب الموجهة للأطفال والناشئة وقدمت مجموعة من الفعاليات التفاعلية الموجهة لهم حيث خصصت " ركن الإبداع " الذي تضمن ثمانية أنشطة مختلفة هي التوعية المرورية وصحة الطفل والاستشارات النفسية والبيئة والفنون والعلوم والمعرفة .
وشهدت دورة 2014 إعلان دار الكتب الوطنية التابعة للهيئة تخفيض أسعار جميع إصداراتها بنسبة تصل / 50 / في المائة وذلك تحفيزا للقراء الراغبين في اقتناء الكتب وليعيشوا أجواء وآفاق الثقافة العالمية .
وتضمنت فعاليات المعرض الصالونات والمنتديات الثقافية التي تديرها سيدات من مثقفات المجتمع كصالون " الملتقى الأدبي " الذي تديره أسماء المطوع وأخرى يديرها مثقفون من الدولة وخارجها من خلال ندوات وحلقات نقاش مهنية في مختلف المجالات تقام خلال المعرض.
وشهدت دورات المعرض المتعاقبة أحداث مختلفة .. ففي دورتيه الـ/ 23 / والـ/ 24 / تم إعفاء دور النشر السورية من رسوم الاشتراك فيه وذلك مراعاة للظروف الصعبة التي تمر بها سورية والتي أثرت سلبا على الجوانب كافة بما فيها الجانب الثقافي.
وفي دورته الـ/ 22 / عام 2012 جاءت عناوين الكتب في / 33 / لغة عالمية من / 54 / دولة وصار المعرض معروفا ببرنامجه الثري بالعلم والمعرفة ويحفل بالأنشطة والفعاليات التي تقام على هامشه وبالجوائز التي تشهدها أيامه كجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تأسست عام 2006 والجائزة العالمية للرواية العربية التي أطلقت خلال شهر أبريل عام 2007.
وفي دورة عام 2011 تم إطلاق " ركن الرسامين " الذي شهد حضورا جماهيريا كبيرا ودعما من مجتمع الرسامين وبلغت مساحته حوالي / 21.741 / متر مربع ووصل عدد الدول المشاركة / 58 / دولة.
وفي عام 2009 شهد المعرض مشاركة / 637 / دار نشر من / 52 / دولة من مختلف أنحاء العالم ما يمثل ارتفاعا بنسبة / 32 / في المائة في عدد الناشرين مقارنة بالدورة التي أقيمت في عام 2008.
وخلال شهر أبريل 2007 وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدعم مشتريات طلاب المدارس والجامعات من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بقيمة ثلاثة ملايين درهم..وذلك في إطار اهتمام بتشجيع الطلبة على القراءة والتزود بما يستجد من العلوم والمعارف ومنذ ذلك الوقت يتواصل الدعم كل عام إذ تم وضع آليات محددة لصرفها بما يحقق أفضل فائدة ممكنة منها.
وحملت الدورة الـ/ 15 / للمعرض التي أقيمت في 2005 اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وتضمن برنامج المعرض معرضا خاصا بالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حمل اسم " منجزات زايد في صور " بينما كانت الدورة الـ16 هي الأخيرة التي تقام في المجمع الثقافي وبعدها انتقل المعرض إلى " مركز أبوظبي الوطني للمعارض " ليبدأ مرحلة جديدة في ظل تولي " أبوظبي للسياحة والثقافة "وكانت وقتها تحمل اسم " هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "تنظيمه.
وفي عام 2004 اجتمع في المعرض نحو/ 300 / ألف عنوان عربي وأجنبي من نحو / 500 / دار نشر .. بينما شارك في الدورة العاشرة للمعرض عام 2000 .. / 451 / دار نشر و/ 80 / ألف عنوان باللغات العربية والأجنبية ..
وحقق المعرض منذ انطلاقه نموا لافتا حيث تزايد عدد المشاركين من / 70 / ناشرا عام 1986 ليصل إلى أكثر من / 875 / دار نشر في عام 2011 مع عرض أكثر من نصف مليون عنوان للكتب بمختلف اللغات وتزايدت قيمة مبيعات المعرض على مدى دوراته السابقة أكثر من / 100 / مليون درهم.
والمعرض أحد ثمار إسهامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – وأسسه بهدف الإرتقاء بالحياة الثقافية والأدبية والفكرية في الدولة .. وبفضل هذه الرؤية الاستشرافية في وقت مبكر من تأسيس الدولة أصبحت الإمارات واحة للتبادل الثقافي والتسامح ونموذجا للتنوع الثقافي والجمع بين الأصالة والمعاصرة حيث كانت رؤية المغفور له الشيخ زايد مستقبلية وملهمة في فهمه للثقافة وإيمانه بالعلم وبامكانيات المواطنين والمقيمين.
وانطلقت الدورة التأسيسية للمعرض عام 1981 تحت اسم " معرض الكتاب الإسلامي " في مبنى المجمع الثقافي على نفقة الشيخ زايد الخاصة تشجيعا للعلم وتأصيلا للثقافة وبمشاركة نحو / 50 / ناشرا من مصر ولبنان ..
إضافة إلى المكتبات ودور النشر المحلية ولم يقتصر اهتمام الشيخ زايد رحمه الله بالمعرض على افتتاحه والاطلاع على معروضات الأجنحة فقط فجاءت مكرمته لتسعد الجميع عندما أمر الشيخ زايد بشراء جميع ما تبقى من كتب المعرض وتوزيعها على الجهات المعنية والمؤسسات الثقافية والمكتبات العامة كما كانت بعض تلك الكتب نواة لتكوين دار الكتب الوطنية في الدولة.
وفي ختام جولته في المعرض أكد أن الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون وأن الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية والكتاب هو أساس هذه الأصالة.. واستمر المعرض يقام لمدة خمس سنوات بعنوان " معرض الكتاب الإسلامي ".
وخلال عام 1986 بدأ المعرض مرحلة جديدة من تاريخه إذ جاءت هذه الدورة بعنوان " معرض الكتاب الأول في أبوظبي" تلتها الدورة الثانية بعد سنتين أي في عام 1988 ..فيما أقيمت الدورة الثالثة سنة 1993 بعد توقف دام ثلاث سنوات بسبب ظروف المنطقة و في هذا العام تم إقرار انتظام الحدث بشكل سنوي ليأخذ شكل التظاهرة الثقافية التي تجذب مزيدا من الجمهور واستضاف كبريات دور النشر ورموز الحركة الثقافية والفكرية وبدأت العديد من المبادرات تزيده إنعاشا .. وفي هذه الدورة انتقل المعرض بعيدا عن المجمع الثقافي ليقام على أرض المعارض التي تحمل الآن اسم مركز أبوظبي الوطني للمعارض الذي استضاف أيضا الدورة الرابعة في 1994 ليعود المعرض من جديد إلى مبنى المجمع الثقافي في 1995 التي تم فيها اعتماد شروط ومعايير تنظيمية للمشاركة في المعرض.
وفي 1997 ترك المعرض جدران المجمع ليقام في ساحته الخارجية لإتاحة الفرصة ليتوسع أكثر ويحتل مساحة أكبر مع تزايد عدد دور النشر المشاركة.
وتم تأجيل الدورة الـ/ 13 / ..لمعرض الكتاب التي كان من المقرر أن تقام في 2003 إلى موعد لاحق..فيما لم يتوقف الحراك الثقافي حيث نظم المجمع الثقافي تلك الفترة عددا من المعارض المصغرة للكتاب الإماراتي إضافة إلى ندوات ومبادرات وخطط نشر مجموعة من العناوين الجديدة ليعود المعرض في العام التالي بزخم أكبر فبلغ عدد دور النشر المشاركة نحو / 800 / دار نشر عربية وأجنبية بجانب عدد كبير من الفعاليات الفنية والثقافية من محاضرات وأمسيات شعرية ودورات تدريبية وبرامج توقيع الكتب الجديدة وغيرها من الأنشطة التي تناسب جميع فئات المجتمع من الكبار والصغار وذوي الإعاقة.
وام