أمانة مسجد الكوفة المعظم تطلق فعاليات احتفالية عام الإمام علي (عليه السلام) من رحاب مقر خلافته
الكوفة العلوية / عقيل غني جاحم
أطلقت أمانة مسجد الكوفة المعظم والمزارات الملحقة به اليوم السبت الثالث عشر من شهر رجب الاصب 1436 ه المصادف الثاني من أيار 2015 وبمناسبة مرور اربعة عشر قرنا على اختيار امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) الكوفة عاصمة لحكومته الرشيدة عاصمة الإسلام الأولى بعد المدينة المنورة عام 36 ه وتزامنا مع ولادته المباركة الميمونة، فعاليات احتفالية عام علي بن ابي طالب (عليه السلام) وبرعاية ديوان الوقف الشيعي وبحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من الدول العربية والأجنبية ومنها أوكرانيا وإيران ولبنان والبحرين، ورئيس ديوان الوقف الشيعي السيد علاء الموسوي والأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار هاشم حبل المتين، وممثلي العتبات المقدسة الحسينية و العباسية و المزارات الشيعية الشريفة وجمع من رجال الدين والشخصيات الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية والسياسية وأعضاء الحكومة المحلية في محافظة النجف.
وقال أمين مسجد الكوفة والمزارات الملحقة به السيد موسى تقي الخلخالي في كلمة له خلال الاحتفالية إن: حفلنا هذا يؤرخ لحدثين مهمين ينبغي لنا ان نقف عندهما وهما، الأول ذكرى دخوله عليه السلام الكوفة في 12 / رجب / 36 هج واتخاذه عاصمة لحكومته المباركة وان هذا الحدث السياسي يؤشر الى أهمية الكوفة من الناحية العسكرية والاقتصادية والعلمية والجغرافية وهذا يعطي صورة واضحة عن المجتمع الكوفي وميوله وعقائده، والثاني يؤشر هذا الاختيار عن أهمية هذا المسجد المعظم وقداسته وكونه محل عناية السماء والأنبياء من قبل.
وأضاف السيد الخلخالي: من مدينة الكوفة التي وصفها الإمام الصادق (عليه السلام) بأنها روضة من رياض الجنة ومن مسجدها المعظم مهد الأنبياء والأوصياء والصالحين الذي نجد بين جوانبه مقامات الأنبياء ادم ونوح وإبراهيم (عليهم السلام) وفي وسطه مقام النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه واله) وفي جانبه الأخر مقام الإمام علي (عليه السلام) واثأر منبره الذي خلد بتلك الخطب والمواعظ والعلوم التي ألقاها سلام الله عليه ومن جوار مسلم بن عقيل عليه السلام البطل الخالد في الإسلام وفي هذا اليوم البهيج بذكرى مولد الإمام علي عليه السلام نقف مهنئين ومرحبين بكم وانتم ضيوفا أعزاء على أمانة مسجد الكوفة فأهلا وسهلا بكم.
وبين السيد الخلخالي أن: أمانة المسجد ترى من الواجب علينا ان نحيي هذه المناسبة القرنية الرابعة عشر كما وتسمية عام 1436 هج عام الإمام علي (عليه السلام) وأطلقت جائزة الإمام علي عليه السلام الدولية الكبرى للإبداع الفكري والأدبي ليتسنى للباحثين الاستفادة من علمه الذي تجسد في قوله ( اسألوني قبل تفقدوني ان).
و شكر السيد الخلخالي: جميع السادة الحاضرين و منتسبي الامانة على جهودهم في اقامة هذا الاحتفال، داعيا: السادة الحاضرين الى ان يتذكروا تضحيات ابناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية وان يترحموا على الشهداء الإبرار والدعاء للجرحى بالشفاء العاجل.
من جانبه أوضح كلمة رئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الموسوي في كلمة له خلال الاحتفالية ان: هذه المناسبة ليست فقط مناسبة دخول الإمام علي (عليه السلام) الكوفة واتخاذها عاصمة لحكومته بل هي مناسبة لنشوء الدولة العادلة بخصائصها المميزة التي لامثيل لها، المعروف في الدول ان من يتولى مقاليدها ومن يحكمها اقوى الناس وأكثرهم قسوة وحرصا على الحكم اما دولة امير المؤمنين (عليه السلام) فتولاها من هو اعدل الناس واعلم الناس وأرأف الناس بالناس، دولة لها خصائص ومن خصائصها أنها أكدت على حقوق الناس المدنية والحفاظ عليها.
وتابع السيد الموسوي: قد يكون اختيار الكوفة عند بعض الجهات السياسية جرى لأمرين هما المال و الرجال و كون الكوفة، كوفة للجند و المال ومن اراد الرجال والمال فعليه الكوفة ومن يريد ان يؤسس حكومة قوية لابد من توفر هذين العنصرين لكننا نعتقد اختيار الامام لها كان الكوفة مكان مقدس وردت فيه روايات كثيرة وان هذه الارض ارض مقدسة وما من نبي الا وصلى في هذا المكان وسيكون لها تاريخ مجيد في المستقبل وهو دور عاصمة الامام المنتظر (عجل الله فرجه) والمناسبة تدعونا للتفكر والتدبر في دولة امير المؤمنين انها دولة العدل الألهي.
و شكر السيد الموسوي أمانة مسجد الكوفة وكل العاملين فيها على جهودهم المباركة في إقامة هذه الاحتفالية.
من جانب اخر بين الأستاذ نبيل الخور ممثل ديوان الوقف المسيحي والديانات الأخرى في كلمة لها في الاحتفالية: خاطب فيها الحضور وقد تناول فيها لمحات مشرقة من حياته (عليه السلام) في عدالته الاجتماعية وعلمه وكيف كان يعامل غير المسلمين في عصره والذي كان شعاره (الناس صنفان إما ا خ لك في الدين او نظير لك في الخلق).
هذا وقد شهد الاحتفال افتتاح معرض الاثاري للمسجد والذي ضم بين طياته عرض العديد من المخطوطات والمسكوكات النقدية التي يعود تاريخ البعض منها إلى حقبة ما قبل الإسلام إضافة إلى عرض جميع اصدرات المسجد التاريخية والفكرية التي تناولت بعضا من سيرة الإمام علي وأصحابه وتاريخ الكوفة ومسجدها المعظم.
وتكريما من أمانة المسجد لشبكة الإعلام العراقي الراعي العام لفعاليات عام الإمام علي قدم السيد الأمين هدية تقديرية إلى مدير الشبكة محمد عبد الجبار الشبوط.
وفيما شهد الاحتفال حضور عدد كبير من الوسائل الإعلامية المتمثلة بالقنوات الفضائية والتي تولت نقل الاحتفال نقلا مباشرا وتغطيته إعلاميا، وأيضا الوكالات الإخبارية والصحف الالكترونية والورقية والإذاعات وسائل الإعلام الاجتماعية.