الكويت ضمن الاتفاقية الدولية للتراث غير المادي
باريس "المسلة" … اعلن المندوب الدائم لدولة الكويت لدى منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) السفير الدكتور علي الطراح هنا اليوم انضمام دولة الكويت الى الاتفاقية الدولية للتراث غير المادي التابعة لليونسكو.
جاء ذلك في تصريح ادلى به الطراح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) في اختتام ورشة عمل تدريبية نظمها مركز التراث العالمي في مقر (يونسكو) للفريق المشرف على مشروع ترشيح ابراج الكويت للادراج على قائمة التراث العالمي بمشاركة كوادر كويتية يمثلون المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب وشركة المشروعات السياحية.
وقال المندوب الدائم ان البعثة الكويتية لدى اليونسكو تسلمت وثيقة الانضمام للاتفاقية الدولية للتراث غير المادي ممهورة بتوقيع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء بالانابة ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح بعد استكمال كل الاجراءات المطلوبة.
واعرب الطراح عن جزيل الامتنان لتخصيص 500 ألف دولار من تبرع صاحب السمو امير البلاد لمنظمة اليونسكو البالغ 5ر3 مليون دولار لمركز التراث العالمي من اجل تدريب كوادر كويتية واعداد الملفات الفنية للمواقع الثقافية في دولة الكويت.
كما عبر عن تقديره الكبير لوزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح الذي دفع بالتعجيل بانضمام دولة الكويت للاتفاقية الدولية مشيرا الى ان دخول دولة الكويت تحت مظلة الاتفاقية سيسمح لها بتسجيل تراثها غير المادي في لائحة المنظمة الدولية.
وقال ان "التراث بمجمله يشكل أهمية للحضارة الإنسانية وهو أحد أهم الركائز للتعريف بالهوية الوطنية" معتبرا أن تسجيل المواقع الثقافية والتراثية يشكل أهمية كبيرة لدول العالم خصوصا وأن العالم يشهد نزاعات سياسية تخص التراث في بعض الدول.
واضاف بهذا الصدد "أننا نعمل حاليا مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وبتوجيه من وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب على اعداد قائمة بالتصنيف الوطني للتراث المادي وغير المادي لدولة الكويت مشيرا الى ان هذه القائمة تسهل مهمة الوفد في تسجيل التراث الكويتي لما يشكله من أهمية ثقافية وحضارية وسياسية".
واكد الطراح ضرورة توحيد الجهود لتسريع خطوات تسجيل المواقع الثقافية الكويتية "خصوصا أننا اليوم قدمنا أبراج الكويت باعتبارها تمثل التراث الحضاري الحديث لما يشكله من أهمية حضارية للانسانية بشهادة رئيس مركز التراث العالمي والمسؤولين في اليونسكو".
واضاف ان الكويت قدمت ايضا بعض المواقع التراثية بجزيرة فيلكا وتعمل حاليا على تقديم ملف قصر الشيخ عبدالله الجابر الصباح رحمه الله كموقع تاريخي يجب الحفاظ عليه لما يمثله من أهمية للتراث الإنساني.
وعبر المندوب الدائم لدولة الكويت في ختام تصريحه عن تقديره الكبير للجهود الإنسانية التي يقودها سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ودعمهم المستمر لتسجيل دولة الكويت ضمن خارطة التراث العالمي.
من جهته قال المختص في برامج التراث العالمي في اليونسكو كريم هنديلي ان ورشة العمل الفنية حول مشروع ترشيح أبراج الكويت تهدف الى مراجعة العمل الذي قام به المجلس الوطني بالتعاون مع الجهات الحكومية المشاركة في المشروع لاسيما وزارة الكهرباء والماء وشركة المشروعات السياحية.
واضاف هنديلي في تصريح ل(كونا) ان الورشة ركزت على مدى ثلاثة ايام على عدد من النقاط الجوهرية لملف ترشيح الأبراج ومن بينها ضبط حدود الموقع والمنطقة الفاصلة اللازمة لحمايته وضمان توفير شروط السلامة والأصالة بالموقع ووضع خطة لإدارته وحمايته بصفة مستدامة.
واوضح انه تم اعتماد خطة لمتابعة العمل حتى يكون الملف جاهزا ليتم مراجعته من طرف الجهات العلمية الاستشارية لدى لجنة التراث العالمي التي تأخذ القرار النهائي بإدراج الموقع أو طلب مزيد من العمل على الملف أو رفضه.
من ناحيته اكد رئيس مركز التراث العالمي كشيور راو اهمية التواصل المستمر بين اليونسكو وممثلي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبر عقد ورش العمل وتبادل الزيارات للتعريف بأهمية التراث العالمي واسلوب عمل المركز ومتطلبات وشروط اضافة المواقع التراثية على القائمة العالمية.
وقال راو في تصريح ل(كونا) ان "ورشة العمل هذه ليست الاولى من نوعها فنحن نلتقي منذ اكثر من عام لمتابعة الملف وتقديم المساعدة حول الاجراءات والشروط اللازمة لترشح ابراج الكويت للادراج على قائمة التراث العالمي".
ووصف ورشة العمل بأنها "ناجحة بكل المقاييس" حيث شكلت فرصة لفريق المشروع الكويتي على مناقشة الخطوات اللازمة الواجب اتباعها لترشيح ابراج الكويت معربا عن امله بان يستمر التعاون والعمل بين اليونسكو وفريق المشروع خلال مؤتمر التراث المعماري الحديث الذي تستضيفه الكويت في ديسمبر المقبل.
واوضح ان الجانبين سيستعرضان خلال المؤتمر ما تم انجازه في الفترة الماضية بشأن ترشيح ابراج الكويت مشيرا الى ان اللجنة العالمية تحرص على التأكد من ان الموقع يجب ان يحمل المعايير العالمية من الناحية التراث المعماري ووضع خطة مستقبلية لادارته وقوانين الحماية ومتطلبات اخرى تخص الصيانة والجهة المسؤولة عنه.
من جانبه قال رئيس لجنة التراث الطبيعي والثقافي في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المهندس وليد العصفور في تصريح ل (كونا) ان "ورشة العمل كانت "مفيدة جدا وتعد الثالثة من نوعها ضمن سلسلة ورش عمل لمراجعة ملف ابراج الكويت مع المسؤولين في مركز التراث العالمي".
واضاف العصفور انه تم على مدى ثلاثة ايام استعراض التقدم المحرز في اعداد هذا الملف والاستماع الى ملاحظات وتوصيات المسؤولين في مركز التراث العالمي لوضعها بعين الاعتبار لتقديم ملف "ابراج الكويت" بصورة اقوى ويحوز اهتمام وموافقة اللجنة العالمية.
ويمثل أبراج الكويت شاهدا استثنائيا على إبداع فني وهندسي في الشرق الأوسط لنهاية السبعينات من القرن الماضي ولو نجح مشروع ترشيح الأبراج سيكون أول موقع لدولة الكويت مدرج على قائمة التراث العالمي.