بنين تطلق "مطعم طائر" قريبا لجذب السياح
بنين "المسلة" …. طائرة نفّاثة تربض على شاطئ كادجيهوم، على بعد 300 متر من الماء، مباشرة خلف مطار كوتونو الدولي في بنين.. تتراءى لمن لا يعرف خصوصية المكان أنّه امتداد للمطار المجاور لكنّها، في الواقع، عبارة عن مطعم أنيق بطاقة استيعاب تقدّر بـ345 كرسيا، يحمل اسم «البركة» يستعدّ لفتح أبوابه خلال بضعة أشهر، ليمنح زوّاره متعة تذوّق خصوصية البلاد، والتحليق عاليا في سماء حضارته وتقاليده المختلفة.
الطائرة من المنتظر أن تتحوّل، عقب الفراغ من الأشغال النهائية، إلى مركب ترفيهي ومجمّع للاستجمام، يمنح سكان بنين والسياح الأجانب فرصة سبر أغوار المطبخ المحلّي واكتشاف الأجواء الافريقية عن كثب ،أطباق ووجبات محلّية مختلفة تعكس التقاليد المحلّية، أبرزها طبق «أميو» الذي يتم تحضيره من الذرة الحمراء والجبن الفولاني المتأتي من حليب الماشية، وطبق «غاري» المكوّن من السميد المستمدّ من دقيق الكسافا المفروم.
مايكل كيكي صاحب هذا المشروع الضخم، قال: «سأفتتح مطعما – طائرة، تماما كما هو الحال في غانا»، مضيفا أنّ جميع الخطوات التي قطعها في هذا الاتجاه تمّت بنجاح ودون صعوبات تذكر، ولم يتبقّ أمامه سوى افتتاح مشروعه الذي من المنتظر أن يوفّر مواطن شغل لعدد كبير من الشباب في بنين.
المشروع، وإن لا يزال في خطواته الأخيرة نحو التجسيد، إلاّ أنّ الكثير من روّاد شاطئ كوتونو، ممّن قابلتهم الأناضول، أكّدوا أنّ لهذا المشروع ميزة مزدوجة، بما أنّه سيكون وسيلة ترفيه بالنسبة للسكان الذين يفتقدون لمثل أطر الاستجمام والترويح عن النفس هذه، كما سيمنح – في الآن نفسه – لأولئك الذين لم يحظوا بفرصة ركوب الطائرة، الفوز برحلة «استثنائية»، وبأقلّ التكاليف، على متنها.
«لم يسبق لي أن شاهدت طائرة عن كثب»، يقول أحد الشباب الذين التقتهم الأناضول على شاطئ كادجيهون، ويدعى إيميل، «وبفضل هذا المشروع، أشعر بأنّني محظوظ لأنني كنت من بين من تمكّن من قضاء بعض الوقت في هذه الطائرة الرائعة».
مولود جديد سيعزّز البنية التحتية لقطاع السياحة في البلاد.. هذا ما قاله سوستان كابو شيشي، رئيس قسم التسويق والاتصالات والترويج السياحي في إدارة التنمية والنهوض السياحي التابعة لوزارة الثقافة والسياحة، مضيفا، في تعقيب عن دور المطعم الطائرة في الإقتصاد المحلّي، أنّه سيدعم السياحة الداخلية على وجه الخصوص.
وقامت شركة طيران كاميرونية في 2005، باستئجار هذه الطائرة، لنقل الحجاج إلى مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، غير أنّها لم تتمكن من الحصول على ترخيص للإقلاع، فكان أن حظرت عليها سلطات العربية السعودية الهبوط على أراضيها، لتبقى الطائرة عالقة في بنين، كما أنّ مزوّد الخدمات الكاميروني لم يتمكّن من سداد أموال الحجاج، واضطرّ هؤلاء إلى التوجّه إلى العدالة للحصول على أموالهم.
ومنذ ذلك الحين، بقيت الطائرة رابضة على مدرج مطار كوتونو الدولي، قبل أن يتمّ التفويت فيها لمستثمر بسعر «زهيد» وفقا للصحافة المحلية، والذي ينوي تحويل أجنحتها إلى روافد تطير بالسياحة في بنين، وتوفّر مواطن الشغل للكثير من الشباب العاطل.
