" إعرف مصرك " برنامج للتوعية الأثرية والسياحية لوزارة الشباب بجنوب سيناء
كتب د. عبد الرحيم ريحان
القاهرة "المسلة" ….. فى إطار التعاون بين مديرة الشباب والرياضة بطور سيناء وإدارة البرلمان والتعليم المدنى ووزارة الآثار بدأت فعاليات البرنامج التثقيفى للتوعية الأثرية والسياحية بمحافظة جنوب سيناء تحت رعاية وبدعم من وزارة الشباب والرياضة واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء والجمعيات الأهلية بالمحافظة وتمثلها جمعية شباب سيناوى .
وأشار أشرف همام مدير عام إدارة البرلمان والتعليم المدنى بالمديرية بأن هذا البرنامج يتضمن توعية أثرية وسياحية لطلاب المدارس والجامعات والشباب المقيم بطور سيناء يهدف إلى تعريف الشباب أولاً بالآثار والمقومات السياحية بجنوب سيناء عن طريق عدة ندوات بجميع مناطق جنوب سيناء يحاضر بها كبار المتخصصين لتعزيز قيمة الانتماء القومى ولتنشيط السياحة وفرص الاستثمار السياحى بالمحافظة وخصوصاً ونحن على أبواب مؤتمر اقتصادى عالمى يعقد بمدينة السلام شرم الشيخ.
وأوضح طارق عبد الرحيم مدير منتدى الشباب بطور سيناء أن الندوة الأولى عقدت بمقر المنتدى مساء الخميس 5 مارس وحاضر بها عالم الآثار المصرى عاشق سيناء كما هو معروف فى الإعلام المصرى الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء تحت عنوان " آثار سيناء تعزز قيمة الانتماء " كما حاضر أحمد كمال مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء فى حضور إعلامى مكثف من إعلامى جنوب سيناء وإذاعة جنوب سيناء وحضور طلبة وشباب من مراحل عمرية مختلفة وحضور رؤساء وممثلين عن الجمعيات الأهلية بجنوب سيناء ومنها جمعية شباب سيناوى وجمعية سينا للعلوم الطبية والتطبيقية والسياحة العلاجية وجمعية شباب المستقبل .
وأوضح عماد الدين إبراهيم نائب رئيس جمعية شباب سيناوى بأن مشروع البرنامج كان مجرد فكرة تحولت إلى واقع عملى كانت بدايته مواكبة لانعقاد أكبر مؤتمر اقتصادى عالمى بمدينة شرم الشيخ لنلقى الضوء على جماليات محافظة جنوب سيناء ومقوماتها السياحية المختلفة والتى تجسّد سياحة الآثار والسياحة الدينية بها معانى راقية لقيمة التسامح التى انطلقت من هذه الأرض المباركة طور سيناء كما أن هذا البرنامج يؤكد على أهمية دور الجمعيات الأهلية والعمل الأهلى فى التوعية والمشاركة الفعالة فى الاستثمار وتنشيط السياحة بالمحافظة .
وألقت محاضرة الدكتور عبد الرحيم ريحان الضوء على كل آثار سيناء بشكل مختصر عارضاً 125 صورة معلوماتية تتضمن خرائط ومساقط أفقية وصور لهذه الآثار فى شرح مبسط يصل للجميع وخصوصا مستوى الطلبة من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية مخاطباً جمهور الشباب بأسلوب السهل الممتنع وقد نال إعجاب الحضور وعرض آثار سيناء منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى نهاية أسرة محمد على بادئاً بمساكن ومقابر الإنسان الأول بسيناء مما يعرف باسم " النواميس " وبعدها عصور مصر القديمة وقد جسّدها بسيناء معبد سرابيت الخادم الشاهد الأثرى على عظمة المصريين القدماء فى هندسة البناء فى المواقع الصحراوية متفاعلاً مع البيئة وشاهداً على دور المصريين القدماء فى تعدين الفيروز بسيناء أرض الفيروز وكذلك طريق حورس بشمال سيناء ودوره الحربى فى حماية حدود مصر الشرقية .
كما ألقت المحاضرة الضوء على الآثار المسيحية بسيناء وخصوصاً أشهر أديرتها وأشهر أديرة العالم والمسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عان 2002 وهو دير سانت كاترين الذى ينقل للعالم رسالة سلام عن تلاقى الأديان والحضارات على أرض طور سيناء ففى نفس البقعة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى بها ألواح الشريعة على جبل الطور جاء المسيحيون فى القرن الرابع الميلادى ليشيدوا كنيسة صغيرة فى حضن شجرة العليقة المقدسة وقد شيدتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وجاء الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى فشيد دير طور سيناء والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة للقديسة كاترين المصرية الأصل وجاء المسلمون ليشيدوا جامعاً داخل الدير فى عهد الخليفة الفاطى الأمر بأحكام الله 500هـ 1106م .
وتضمنت المحاضرة الآثار الإسلامية بسيناء ومنها القلاع كقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وقلعته برأس سدر " قلعة الجندى " وقلعة نخل بوسط سيناء ودورها فى حماية طريق الحج عبر وسط سيناء إلى الأراضى الحجازية والميناء المملوكى بتل الكيلانى بطور سيناء ودوره فى خدمة التجارة العالمية بين الشرق والغرب وخدمة الحجاج المسلمين فى طريقهم إلى جدة من ميناء الطور ومنها إلى مكة المكرمة وخدمة المقدسين المسيحيين فى طريقهم إلى دير سانت كاترين من طور سيناء ضمن برنامج الرحلة المقدسة للأوروبيين من الإسكندرية وعبر نهر النيل ثم برياً حتى القلزم " السويس " ومنها لميناء الطور ومنه إلى دير سانت كاترين ومنه إلى القدس .
وأشار أحمد كمال مدير عام ترميم آثار ومتاحف جنوب سيناء لمجهودات وزارة الآثار فى ترميم العديد من المواقع الأثرية بجنوب سيناء ومنها مشروع لترميم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وترميم دير سانت كاترين وترميم الكهف المسيحى المكتشف بجبل حمام فرعون ويعود للقرن الرابع الميلادى كما أعلن عن إنشاء مركز علمى للنرميم بطور سيناء تم اعتماد المبلغ الخاص بإنشائه وسيكون مركزاً علمياً على مستوى محلى وإقليمى ودولى كبير ويعتبر المركز الأول لتطبيق المدرسة المصرية فى الترميم بأيد مصرية وإخصائى ترميم مصريين على درجة عالية من الكفاءة .
وقد أكد محمد خالد عبد الرحيم سكرتير المجلس القومى للمرأة وأمين عام جمعية شباب سيناوى أن الجمعية ستركز جهودها فى العمل القادم على إشراك عدة وزارات فى الدعم المعنوى والمادى لاستمرار نجاح هذا البرنامج والسعى لتطبيق الفكرة التى طرحها الدكتور عبد الرحيم ريحان من ضرورة تعاون الوزارات المختلفة ودعمهم المادى لسلسة إصدارات لآثار سيناء توزع مجاناً على طلبة المدارس والشباب بالمنتديات الثقافية والنوادى الرياضية وقد أبدى استعداده لعمل هذه الكتب والكتيبات عن آثار سيناء للمساهمة فى تشجيع الشباب على زيارة المواقع الأثرية وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية وتعزيز قيمة الانتماء القومى وحب الوطن وهو الهدف الرئيسى من البرنامج التوعوى .
وأشارت السيدة هدى منسى رئيس جمعية شباب المستقبل بأن الندوة هى بداية لعمل مجتمعى كبير على أرض محافظة جنوب سيناء ينطلق من عاصمة المحافظة طور سيناء وأن لديها أفكار كثيرة ستسعى لتطبيقها ومنها إنشاء متحف للتراث السيناوى بطور سيناء يضم المنتجات من كل مدن سيناء لفتح أسواق جديدة محلية ودولية لتسويقها.
وأوضح فؤاد محمد فؤاد ممثل جمعية سينا للعلوم الطبية والسياحة العلاجية ومؤسس حركة أدبية شهيرة بطور سيناء بأن الحركة لديها مكتبة كبرى فى جميع التخصصات تضم حتى الآن 50 ألف كتاب وتقيم ندوات أدبية للشباب من وقت لآخر وأن هذه الندوة هى أول عمل تثقيفى يجمعنا جميعاً فى عمل جماعى مشترك يضم كل الجمعيات الأهلية والحركات الثقافية بدعم من الوزارات المعنية كوزارة الشباب والرياضة ووزارة الآثار والمحليات ولو حقق هذا البرنامج هدفاً واحداً فقط هو العمل الجماعى من أجل النهوض بمحافظة جنوب سيناء فى إطار عمل مجتمعى شامل للنهوض بمصر فهذا إنجاز عظيم ولكن هذا البرنامج قد حقق هذا وزاد عليه أضعاف .
وقد أبدى عبد الحليم الجمال عضو البرلمان العربى ورئيس الاتحاد الإقليمى للجمعيات بجنوب سيناء إعجابه بكل ما عرض بهذه الندوة وقد كان الشباب بطور سيناء متعطشين إلى هذه المعلومات وقد طلبوا تكرار الندوة فى نفس الشهر وربما يتعذر ذلك نتيجة انشغال المحافظة بالمؤتمر الاقتصادى وقد وعد المنظمون بأن تكون الندوة الثانية فى إطار احتفالات مصر كلها بعيد تحرير سيناء 25 أبريل القادم .
وأضاف عبد الخالق ثروت مسئول البوابة الإلكترونية لمحافظة جنوب سيناء بأن الإعلام السيناوى ويشمل المراسلين والمندوبين للصحف والمواقع المصرية عامة والصحف والمواقع الخاصة بطور سيناء وإذاعة جنوب سيناء كان له دور هام فى متابعة الندوة وتغطيتها وسيكون قوة كبرى مع فريق العمل المنظم لهذا البرنامج والمحاضرين بالندوات بشكل دائم .