نقص المراسي أهم عائق أمام نمو السياحة البحرية
كشف محمد الشعالي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جلف كرافت في حوار ل "الخليج"، أن نقص المراسي يشكل "عائقاً" أمام نمو قطاع السياحة البحرية والترفيهية، فوجود مثل هذه المراسي يدعم بالتأكيد قطاع السياحة البحرية، مشيراً إلى أن هناك طلباً على اليخوت الكبيرة والتي تتطلب وجود مثل هذه المراسي .
لفت الشعالي، إلى أن الإمارات مؤهلة بقوة لتكون لاعباً عالمياً رئيسياً في مجال صناعة اليخوت والصناعات البحرية بشكل عام، مطالباً بضخ المزيد من الاستثمارات في هذا المجال للحفاظ على نمو قطاع الترفيه البحري والصناعات البحرية . وفي ما يلي نص الحوار:
أنتم من الشركات الأساسية المهمة التي تشارك في معرض دبي العالمي للقوارب . فما أهمية هذا المعرض بالنسبة لكم؟
معرض دبي العالمي للقوارب واحد من المعارض الرئيسية ل"جلف كرافت"، إذ يتيح لنا هذا المعرض عرض أحدث تشكيلاتنا وأكثرها إثارة للإعجاب من اليخوت والقوارب في دبي، والتي تتراوح بين القوارب الرياضية البالغ طولها 27 قدماً وحتى اليخوت الفاخرة التي تصل إلى 135 قدماً . وهذا المعرض يقدّم لنا منصة كبيرة للالتقاء بعملائنا من جميع أنحاء العالم .
على أي نوع من القوارب تركز المجموعة بالنسبة لخطوط إنتاجها؟
نبني في "جلف كرافت" يخوتاً وقوارب من مختلف الأحجام، ولدينا أربع علامات تجارية: "ماجستي" لليخوت، وهي علامة تجارية لليخوت الفاخرة ذات المحركات وهي مصنعة تقريباً حسب الطلب، وتتراوح أطوالها بين 48 و155 قدماً، و"أوريكس"، وهي علامة لليخوت والقوارب الرياضية عالية الأداء والتي تتراوح بين 27 و42 قدماً، و"سيلفر كرافت"، وهي علامة لقوارب صيد وقوارب للنزهات العائلية تقع وحدة التحكم بها في مركز القارب، وتتراوح بين 31 و40 قدماً، أما العلامة التجارية الرابعة فسيتم الكشف عنها في معرض دبي العالمي للقوارب، وهذه العلامة سوف تمثل مجموعة كاملة من اليخوت الفاخرة ذات القدرات الفريدة من نوعها والتي تمكّن مالكها من الاستمتاع بأوقات طويلة في البحر .
ما جديدكم لهذا العام، وما أهم ما سيتم الإعلان عنه في المعرض؟
نعتزم تدشين اليخت الفاخر "ماجستي 122" من مجموعة يخوت "ماجستي"، وإطلاقه إلى العالم، فهذه ستكون المرة الأولى التي نعرض فيها هذا اليخت أمام جمهور عالمي . وما يجعل "ماجستي 122" شديد الخصوصية أن لديه كراجاً واسعاً في جزئه الخلفي، ومساحة فسيحة للاستجمام في الداخل والخارج، وهو يناسب الاستخدام الخاص أو استخدام شركات تأجير اليخوت . وهناك من ناحية أخرى تدشين ثانٍ نعتزم القيام به، وهذا سيكون لعلامة تجارية جديدة من اليخوت المبتكرة التي تثبت قدرتنا على ابتكار تجربة حقيقية قائمة على المعايير الخاصة بالعملاء وخلق تجربة ملموسة يستطيعون من خلالها تحقيق طموحاتهم المتعلقة بالإبحار .
ما حصة المبيعات للقوارب مقابل اليخوت بالنسبة للشركة؟
تشكل القوارب نحو 20% من مجموع مبيعاتنا للمراكب في حين تأخذ اليخوت الحيز الأكبر منها بنسبة 80%
ما أهم المقومات التي تتمتع بها الإمارات في هذه الصناعة؟
تعتبر دولة الإمارات مؤهلة بقوة لتكون لاعباً عالمياً رئيسياً في مجال صناعة اليخوت والصناعات البحرية بشكل عام، ويعود ذلك لأسباب متعددة منها الموقع الجغرافي المتميز، وبيئة العمل المفتوحة إلى جانب قطاع الخدمات المتطور الموجود في الدولة والذي يشكل عاملاً رئيسياً في نجاح ونمو أي قطاع اقتصادي، فضلاً عن السياسات الحكومية الداعمة والمشجعة للاستثمار والعلاقات الدولية المتميزة التي تتمتع بها الدولة مع معظم دول العالم سواء كانت علاقات سياسية أو اقتصادية، كما أن قطاع النقل المتطور في الإمارات بمختلف مجالاته الجوية والبحرية والبرية يعتبر أيضاً عاملاً مساهماً في تعزيز ريادة الدولة وجعلها مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً يعزز نمو قطاع الصناعات البحرية بشكل عام . كما أننا نرى الكثير من المشاريع التي تنفذ في دولة الإمارات لتطوير مزيد من المرافق البحرية والمتمحورة حول نمط الحياة الملاحية؛ فهناك قناة دبي، التي نأمل أن تكون واحدة من مناطق الجذب الرئيسية لهواة الملاحة والبحر، وهذه القناة سوف تجتذب الكثير من الاهتمام لنمط الحياة في الواجهات البحرية في الدولة .
هل ما زالت البنوك تتحفظ في إقراض قطاع اليخوت والقوارب الفاخرة؟
تتميز اليخوت والقوارب بخاصية مختلفة عن بقية الاستثمارات الأخرى كشراء سيارة أو عقار، إذ إنها ملكية متنقلة، وليست متنقلة على الأرض بل عبر مياه البحار . ويشكل هذا الأمر، باعتقادي، أحد أسباب تحفظ البنوك على هذا النوع من القروض، إذ إن البنوك لا بد أن تحصل على كافة الضمانات التي تؤكد لها إمكانية السداد في الوقت المحدد . مع العلم أن هذا الموضوع يطرح فقط عند شراء اليخوت الكبيرة الفخمة والتي تقدر أسعارها بملايين الدولارات، وليس عند شراء اليخوت والقوارب الأصغر حجماً ذات التكلفة المتوسطة وما دون .
وإذا أردنا أن نفصل أكثر في هذا الموضوع، نجد أن معظم رجال الأعمال من أصحاب الدخول المرتفعة والسجلات البنكية الخالية من أي قضايا لا يواجهون مثل هذه الصعوبات، وهم في الواقع يشكلون غالبية المشترين لهذه المنتجات . وكما تعلم يقطن الإمارات عدد كبير ومتنوع من الجنسيات، وعلى اعتبار أن إقامة هؤلاء بشكل أو بآخر تعتبر مؤقتة فلا بد للبنوك أن تأخذ ذلك في الاعتبار عند تقديم التسهيلات البنكية . ولكن بشكل عام لا أرى أن هذا الموضوع يشكل تحدياً أو عائقاً رئيسياً لقطاع الصناعات البحرية الترفيهية . إلا أننا وفي الوقت نفسه نأمل أن تحظى هذه المسألة بمزيد من التسهيلات والدعم لأنها لا تدعم الصناعات البحرية فحسب، بل تدعم القطاع السياحي المتنامي بشكل عام خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية المتطورة حالياً .
هل هناك تأثيرات للأوضاع الاقتصادية في السوق العالمي على قطاع اليخوت والقوارب الفاخرة؟
من المعروف أن قطاع المنتجات الترفيهية والفاخرة يكون عادة من أول المتأثرين بالأوضاع الاقتصادية السيئة، ولا شك أن انخفاض أسعار النفط سيكون له تبعات اقتصادية إن استمر لفترة طويلة تتجاوز العام . وأستطيع أن أؤكد اليوم أننا إلى الآن لم نلاحظ أي آثار سلبية لانخفاض أسعار النفط على مستوى مبيعاتنا، خصوصاً وأننا في جلف كرافت لا نبيع لسوق معينة وحسب، إنما تتوزع مبيعاتنا على مختلف دول العالم، الأمر الذي يجعل التأثير محدوداً، خصوصاً عندما تتحدث عن سوق عالمي يتفاوت تأثره بأسعار النفط حتى أن بعض الاقتصادات كما تعلم مستفيدة من هذا الوضع .
وأود أن أستغل هذه المناسبة لأشير لأهمية عدم اعتماد الدولة على النفط كداعم رئيسي للاقتصاد والعمل على تنويع الاستثمار والتركيز على الصناعة كمحور رئيسي لاقتصادنا . إذ إن الاعتماد على النفط وحده على المدى الطويل لا بد أن يؤدي لأضرار معينة .
وهذا أمر تنبهت إليه قيادتنا الرشيدة في دولة الإمارات، مستشهداً بحديث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آلِ نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال القمة الحكومية التي أقيمت مؤخراً عندما تحدث عن الوقت الذي سيأتي ونحمل فيه آخر سفينة بآخر برميل نفط، لن يكون مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، لأن الدولة بدأت السير نحو تنويع الاقتصاد وبناء صناعة متطورة تعتمد أحدث التقنيات إلى جانب الارتقاء بالموارد البشرية .
ولا شك أن دور الحكومة دور جوهري في تشجيع الصناعة وتبني التقنية للوصول إلى الاستقرار الاقتصادي طويل المدى . ونرى منذ الآن تصاعداً ملحوظاً في القطاع الصناعي والعقاري والخدمي بإمارتي أبوظبي ودبي والإمارات بشكل عام .
ما نسبة المبيعات للشركات السياحية في مقابل المبيعات للأفراد من ذوي الملاءة المالية؟
تتركز معظم مبيعاتنا على الأفراد وليس الشركات، مع أننا نرى ارتفاعاً ملموساً لمبيعاتنا الخاصة بالشركات في بعض أسواقنا العالمية وفقاً لطبيعتها . وعلى سبيل المثال مصنع جلف كرافت في جزر المالديف يتلقى العديد من الطلبيات من فنادق وشركات سياحية نظراً لطبيعة المنطقة التي تتكون من عدة جزر وبالتالي الحاجة إلى يخوت وقوارب فخمة لتنقل السياح وضيوف الفنادق الراقية .
من الملاحظ أن وجود مراسٍ في مكان ما يضيف للعقارات الموجودة في هذه المنطقة، ماذا تقول؟
إن وجود المراسي الكافية يدعم بالتأكيد قطاع السياحة البحرية، وهذا القطاع يدعم القطاع السياحي بشكل عام خصوصاً وأن معظم أصحاب اليخوت هم من الأثرياء القادرين على ضخ الأموال والمساهمة في انتعاش الأسواق . وإذا تحدثنا عن الأعداد لا بد أن نذكر أن نقص عدد المراسي بات أمراً واضحاً، وأخشى ما أخشاه أن تكون مشكلة المشترين المحتملين في المستقبل هي وجود المرسى قبل أي شيء آخر خاصة بالنسبة لليخوت الفخمة الكبيرة (سوبر يخت) التي بدأ المشترون يتوجهون إليها بشكل أكبر الآن . لذلك لا بد من العمل الجاد ووضع استثمارات كافية في هذا المجال لنحافظ على نمو قطاع الترفيه البحري والصناعات البحرية .
هل ترى أن نمو القطاع العقاري له تأثيره، وهل هناك اهتمام من قبل الشركات العقارية بإنشاء مراسي جديدة بالاتفاق مع الحكومة؟
إن بناء المراسي الجديدة لا بد أن يكون ثمرة لتضافر جهود الحكومة مع أقطاب القطاع العقاري والقطاع السياحي، من أجل تحديد حجم الطلب والعمل على تلبيته بالطريقة المناسبة .
أسعار الرسو مناسبة
هناك مشكلات تتعلق بأسعار الرسو في الكثير من مراسي الدول الأوروبية وهل هذا موجود لدينا؟
لا أعتقد أن لدينا مشكلة في الأسعار بقدر المشكلة في نقص المراسي ليس في الإمارات بل هو تحد في كل دول العالم . أعتقد أن الأسعار مناسبة في الإمارات ومعظم الشكاوى نسمعها من الملاك حول توفر المراسي لا أسعارها .
كيف ترى نمو قطاع السياحة في الوقت الحالي، وخاصة في دبي على قطاع اليخوت والقوارب الفاخرة؟
هو نمو كبير وملحوظ يرتبط بشكل مباشر بالنمو الاقتصادي ونمو السوق العقاري إلى جانب قطاع الخدمات والبنية التحتية . لكن يجب ألا ننسى أن دولة الإمارات بالنهاية سوق صغير، لذا قمنا في جلف كرافت بالتوسع في السوق العالمية .
ماذا عن الحصة السوقية للشركة من القوارب؟
بالنسبة للقوارب (دون اليخوت) تبلغ حصتنا السوقية في الدولة نحو 60%، وأكثر من 50% في السوق الكويتية .
هل هناك منافسة محلية في قطاع القوارب واليخوت؟
في البداية، نؤمن في جلف كرافت بأن المنافسة ضرورية جداً للنمو والتطور في أي قطاع اقتصادي، لأنه بدون المنافسة لن نملك المعايير الكافية التي يمكن أن نقيس فيها مستوانا ونحدد تميزنا ونثبت أداءنا وجودة منتجاتنا . أما بالنسبة للمنافسة في سوقنا المحلية، أعتقد أن جلف كرافت تنافس بشكل رئيسي مع الشركات العالمية على السوق المحلية والعالمية، إذ إننا ننافس كبرى الشركات الأوروبية مثلاً على الأسواق الأوروبية كما ينافسونا في سوقنا المحلية .
انطلاق مؤتمر اليخوت اليوم
قال خبراء في القطاع الملاحي إن مشاريع الواجهات البحرية الجديدة وحلول التصميم الإبداعي والاستثمارات في المرافق المعيشية والسياحية المحاذية للبحر، من شأنها أن تسهم في تشكيل ملامح قطاع الملاحة الترفيهية في دولة الإمارات، لا سيما مع الإعلان عن العام 2015 عاماً للابتكار في الدولة . ومن المقرر أن يركّز "مؤتمر الشرق الأوسط لليخوت 2015"، الذي ينعقد على هامش معرض دبي العالمي للقوارب في نادي دبي الدولي للرياضات البحرية بالميناء السياحي، على مشاريع المراسي والتصاميم الذكية لليخوت، مقدّماً منصة مثالية تجمع خبراء ومختصين ملاحيين عالميين وممثلين عن هيئات ملاحية، لمناقشة أحدث التوجهات والتقنيات والخطط والتشريعات المؤثرة في قطاع الملاحة الترفيهية في دبي والمناطق المجاورة .
ويقام مؤتمر الشرق الأوسط لليخوت اليوم الاثنين في فندق ويستن الميناء السياحي، ويتناول بالبحث والنقاش قضايا تشمل مشاريع الواجهات البحرية والابتكار من خلال التصميم والأفكار الذكية، وأهمية منطقة الشرق الأوسط لبُناة اليخوت الفاخرة . وتضم قائمة المتحدثين الذين سيستعرضون رؤاهم وأفكارهم بشأن القطاع، عامر علي، المدير التنفيذي لسلطة مدينة دبي الملاحية، وماثيو تشات-كولينز، رئيس قسم تصميم اليخوت لدى شركة أندرو وينش البريطانية للتصميم، وإيمانويل ديليريو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "نيو ديزاين أسوشييتس" في الصين والخبير بتصميم المراسي وهندستها المعمارية في المنطقة، ويضمّ المؤتمر جلسة حوارية يُشارك فيها ممثلون عن شركتي "فيدشب" و"أوشيانكو" ويديرها نبيل فرحات، رئيس تحرير مجلة عالم اليخوت والمراكب .
أعلى نسبة أثرياء
تتسم منطقة الخليج بأجوائها المشمسة على مدار العام وبارتفاع مستوى المعيشة وانتشار نمط الحياة الراقية، مع وجود أعلى نسبة أثرياء من أصحاب الملايين في العالم، وهي مهيّأة بذلك لتكون وجهة مفضلة للملاحة باليخوت . ومن المنتظر أن تواصل الاستثمارات المتنامية في مشاريع الواجهات البحرية والمراسي عالمية المستوى في المنطقة تعزيز الإقبال على نمط الحياة الملاحية الترفيهي، لا سيما في سوق القوارب الصغيرة والمتوسطة الحجم، وفقاً لخبراء .
وفي هذا السياق، توقّع نوفل الجوراني، مدير إدارة الاتصال لدى سلطة مدينة دبي الملاحية، أن تشهد مبيعات اليخوت طفرة خلال السنوات الخمس المقبلة، مع قرب اكتمال مشاريع الواجهات البحرية . ورجّح الجوراني، الذي يشارك في مؤتمر الشرق الأوسط لليخوت متحدثاً عن الاتجاهات الملاحية الاستراتيجية في إمارة دبي، أن تشهد المنطقة ارتفاعاً في مبيعات القوارب من الأحجام الصغيرة والمتوسطة، مع زيادة إقبال الناس على نمط الحياة الملاحية في ضوء دخول المنطقة في منافسة قوية مع وجهات ملاحية عالمية معروفة .
الخليج