2.8 مليون زائر إلى قطر خلال 2014
28 مليار ريال مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني
المهندي: تعاون وثيق مع شركاء القطاعين العام والخاص
%15 نسبة الزائرين من أوروبا و28% من آسيا وأوقيانوسيا
لبدوحة " المسلة " … أصدرت الهيئة العامة للسياحة أمس التقرير السنوي لأداء القطاع السياحي لعام 2014، والذي يُظهر نموّاً مُتواصلاً في قطاع السياحة القطري. وقد بيّنت الأرقام الواردة في التقرير السنوي للهيئة تحسناً ونموا في جميع المؤشرات الرئيسية لقطاع السياحة مقارنة مع عام 2013.
وبحسب التقرير، فإن ّالقطاع السياحي، وبالرغم من أنّه لا يزال في مراحل التطوير الأولية، فهو يساهم حالياً وبصورة مباشرة بِقيمة 13.6 مليار ريال قطري (حوالي 3.7 مليار دولار أمريكي) في الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر خلال العام 2013، ما يمثل بدوره نسبة 4% من الاقتصاد الوطني غير النفطي. ويصل إجمالي مساهمة قطاع السياحة، إذا أخذنا في الاعتبار التأثيرات غير المباشرة، إلى 28 مليار ريال قطري (حوالي 7.6 مليار دولار أمريكي)، أي ما يمثل نسبة 8.3% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني غير النفطي. هذا ويؤثر قطاع السياحة وبشكل كبير على سوق العمل المحلي؛ حيث يوفر 61,000 وظيفة داعمة للقطاع بشكل مباشر.
وتوضح الأرقام الواردة في التقرير أن قطر استضافت أكثر من 2.8 مليون زائر في عام 2014، ما يشكل نمواً بنسبة 8.2% مقارنة مع معدل النمو خلال عام 2013. ومنذ العام 2009، ازداد عدد المسافرين من مختلف دول العالم إلى دولة قطر بنسبة 91% وبمعدل نمو سنوي متوسط بنسبة 13.8%. وقد شكلت نسبة الزائرين من الدول الخليجية نسبة 40% من إجمالي عدد الزائرين لعام 2014، بينما شكلت نسبة الزائرين من مختلف الدول الآسيوية وأوقيانوسيا 28%، ووصلت نسبة الزائرين من أوروبا نسبة 15% خلال نفس العام.
وقد نمت أعداد الزيارات إلى دولة قطر من مختلف أنحاء العالم خلال الخمس سنوات الماضية. فمنذ العام 2009، أظهر سوق الزائرين الآسيويين ومن أوقيانوسيا إلى دولة قطر نمواً بنسبة 107%، كما أظهر سوق الزائرين الخليجيين نمواً بنسبة 102%. هذا وشكل نمو سوق الزائرين الأوروبيين إلى دولة قطر نسبة 82% خلال نفس السنوات الخمس الماضية.
تنويع المنتجات السياحية
وتعليقاً على هذه النتائج، قال عيسى بن محمد المهندي، رئيس الهيئة العامة للسياحة: "ولا شك أن النتائج المشجّعة التي حققها القطاع السياحي عام 2014 ما كانت لتتحقق لولا العمل الشاق الذي قامت به الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع المعنيين في هذا القطاع والشركاء في القطاعين العام والخاص، والذي يستند إلى الأهداف والمبادئ التي وضعتها إستراتيجية قطر الوطنية لقطاع السياحة 2030.
وكلّي ثقة بأن القطاع السياحي قادر على تحقيق المزيد من الانجازات في العام الجديد إذا تضافرت الجهود للاستمرار في إطلاق المبادرات التي من شأنها إثراء القطاع السياحي وتنويع المنتجات السياحية، الأمر الذي سيؤدي إلى استقطاب السياح من كل أنحاء العالم، ويساهم في تحقيق أهداف الاستراتيجية التي تسعى إلى ترسيخ مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية تفتخر بجذورها الثقافية".
وأظهرت الفنادق في دولة قطر أداءً قوياً خلال العام 2014، حيث ارتفعت نسبة الإشغال في مختلف فئات الفنادق، ووصل متوسط معدل إشغال الفنادق إلى نسبة 73% في عام 2014، مقارنة بِنسبة 65% خلال العام 2013. ونال قطاع الفنادق ذات الخمس نجوم النصيب الأكبر من المنجزات، حيث ارتفع معدل الإشغال لديها من نسبة 61% خلال العام 2013 إلى نسبة 71% خلال العام 2014.
وقد انعكست هذه المنجزات على ارتفاع في عائدات القطاع بشكل عام. وارتفع متوسط العائد على الغرفة بنسبة 8.3% خلال العام 2014 بظهور الأداء القوي خاصة لدى الفنادق ذات الخمس والثلاث نجوم؛ حيث حققت الأولى نسبة عائدات على الغرفة وصلت إلى9.5% وحققت الثانية نسبة عائدات على الغرفة وصلت إلى 15.5%.
وقد أسهمت مجموعة متنوعة من الفعاليات والنشاطات التي شهدتها قطر عام 2014، بالإضافة إلى زيادة الحملات الترويجية في دول المنطقة والعالم عن قطر كوجهة سياحية، في نمو وازدهار قطاع الترفيه.
إنجازات القطاع
وحقق قطاع السياحة في قطر عدداً من الإنجازات عام 2014 من بينها:
ـ في مجال الحوكمة الرشيدة ووضع الخطط والسياسات والأنظمة الشاملة
> شهد العام 2014 تطوراً تاريخياً في مسيرة القطاع السياحي في قطر والذي تمثّل بإطلاق الإستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة في قطر 2030، التي تمّت صياغتها لتكون خارطة طريق لتطوير صناعة السياحة في العقود القادمة وإرشاد الهيئة العامة للسياحة في جهودها لجعل قطر "وجهة سياحية عالمية تفتخر بجذورها الثقافية". وتلعب الهيئة دورا رئيسيا في تنسيق تطوير قطاع سياحي مستدام في قطر وزيادة مساهمة قطاع السياحة في اقتصاد وطني متنوع.
> تعاونت الهيئة العامة للسياحة مع فريق من الخبراء من وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، ووزارة الداخلية، ومصرف قطر المركزي، ووزارة الاقتصاد والتجارة، ووزارة المالية، وذلك بهدف وضع نظام متبع عالمياً لقياس نسبة مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر؛ والمعروف بحساب السياحي الفرعي. وتساعد البيانات والمعلومات التي ينتجها هذا النظام على تحديد نسبة التقدم في التطور الاستراتيجي لدى الهيئة العامة للسياحة.
> وعلى صعيد اتفاقيات التعاون مع المنظمات السياحية العالمية، أطلقت الهيئة العامة للسياحة المرحلة الثانية من اتفاقية التعاون مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والهادفة إلى تقييم الأنظمة الإحصائية الحالية، وبناء القدرات على المستويين المحلي والإقليمي، وتوفير الدورات التدريبية لموظفي الهيئة العامة للسياحة، وتوفير الدعم الفني لأقسام الهيئة ولإستراتيجية تنمية الثروة البشرية في قطاع السياحة. وبالإضافة إلى ذلك، تجري الهيئة العامة للسياحة دراسة حول تسهيل منح التأشيرات بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية.
> وفي الرابع والعشرين من شباط/فبراير 2014 وقع عددٌ من المؤسسات الفندقية في قطاع السياحة القطري وثيقة التزام بالمدونة العالمية لآداب السياحة. ويعتبر القطاع الخاص في قطر من أوائل القطاعات الخاصة في المنطقة التي توقع هذه المدونة، وذلك بتشجيع من الحكومة.
> أعلنت الهيئة العامة للسياحة إجراءات ومعايير جديدة لترخيص القوارب السياحية وذلك بالتعاون مع وزارة الاقتصاد ووزارة الداخلية ودائرة النقل العام.
بناء قدرات
ـ في مجال بناء قدرات القطاع
> شهد العام المنصرم تخريج دفعة من المرشدين السياحيين الذين التحقوا ببرنامج ترخيص المرشدين السياحيين، وهو برنامج لتدريب المرشدين السياحيين برعاية الهيئة العامة للسياحة وبالتعاون مع جامعة ستندن الهولندية في قطر.
> رعت الهيئة العامة للسياحة العام الفائت دورات تدريبية على مستوى منطقة الشرق الأوسط حول إقامة الفعاليات الكبرى أقامها معهد جسور.
> أنهت الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية المرحلة الأولى من برنامج إقليمي لبناء القدرات، تمّ بموجبه تقديم ثلاثة فصول دراسية حول تطوير الاستراتيجية السياحية، وتطوير المنتج السياحي، والاستثمار السياحي، وذلك بمشاركة 200 فرد من القطاعين العام والخاص من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
> أقامت الهيئة العامة للسياحة، بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، دورة حول "تطوير الثقافة من خلال السياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والتي تهدف إلى مساعدة صناع القرار رفيعي المستوى، سواء على صعيد العمل الحكومي أو قطاع الأعمال، على تحديد العناصر الأساسية في عملية السياحة الثقافية والتي تشمل تخطيط وتنفيذ وتطوير المنتجات.
> أطلقت الهيئة العامة للسياحة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2014 برنامجا داخليا لموظفيها بعنوان "رحلة"، والذي يركّز على تحقيق التواصل الداخلي وإشراك العاملين في عمل الهيئة على نطاقات واسعة، ما ينسجم مع سياسة الهيئة في تطوير العنصر البشري لديها.
المؤتمرات
ـ مشاركة الهيئة العامة للسياحة في المؤتمرات الإقليمية والدولية
> شاركت الهيئة العامة للسياحة، في الاجتماع الـ 39 للجنة الشرق الأوسط لمنظمة السياحة العالمية، وبأعمال مؤتمر الأمن والسلامة السياحي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذي انعقد في القاهرة. وقد ناقش المؤتمر أهم القضايا المعاصرة في إدارة الأزمات، ودور تأسيس الأمن السياحي المتخصص في ازدهار صناعة السياحة، وكذلك دور التشريعات في إنعاش جذب الاستثمارات السياحية والسياح إلى المنطقة.
> شاركت الهيئة العامة للسياحة في الدورة السابعة عشرة للمجلس الوزاري العربي للسياحة الذي انعقد في شهر نوفمبر 2014 في القاهرة، والذي تمّ خلاله إقرار يوم 25 فبراير من كل عام للاحتفال باليوم العربي للسياحة.
> كما شاركت الهيئة العامة للسياحة في الاجتماع التأسيسي الأول للجنة الوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي، والذي انعقد في شهر أكتوبر 2014 في دولة الكويت.
تطوير الخدمات
ـ في مجال تنويع وتطوير مجموعة المنتجات والخدمات السياحية في قطر
> استضافة فعاليات ومؤتمرات ومعارض مثل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات 2014، ومعرض قطر الدولي الرابع للسيارات، ومؤتمر "السياحة في عالم الغد"
> اجتذاب المزيد من السياح من دول المنطقة من خلال تنظيم مهرجانات دورية مثل مهرجان قطر الدولي للأغذية، ومهرجان ربيع سوق واقف، والمهرجان الدولي الخامس للصقور والصيد، والفعاليات الترفيهية الحية للعائلات مثل سيرك إلواز وديزني لايف، وذلك بالإضافة إلى مهرجان الصيف الذي تمّ بالشراكة مع عدد من مؤسسات القطاعين الخاص والعام.
> استضافة مجموعة من الأحداث الرياضية عالية المستوى مثل بطولة قطر توتال المفتوحة للتنس ومسابقة قطر إكسون موبيل السنوية المفتوحة للتنس.
> إقامة مسابقات وفعاليات تقليدية عززت السياحة الإقليمية والمحلية والرحلات ومن بينها "تحدي قوافل الصحراء"، ومسابقات السنيار وبطولة القلايل التي شهدت مشاركة غير مسبوقة على المستويين المحلي والإقليمي. وينسجم التحدي مع أهداف الهيئة لجهة السعي إلى تقديم تجارب قطرية أصيلة لاستقطاب السياح من العالم.
> أطلقت الهيئة العامة للسياحة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2014 مشروعاً سياحياً جديداً بعنوان "سمانا"، بالشراكة مع هليكوبتر الخليج وشركة ريجنسي للسياحة. وتعتمد فكرة المشروع على تنظيم جولات جوية بواسطة طائرات الهليكوبتر لمشاهدة معالم مدينة الدوحة الساحرة.
الترويج السياحي
ـ في مجال الترويج عالميا للسياحة في قطر
> قامت الهيئة بافتتاح المزيد من المكاتب التمثيلية في الأسواق الرئيسية للسياحة العالمية. فقد افتتحت مكتباً تمثيليّاً لها في صيف عام 2014 في ألمانيا، وذلك بعد مكتَبَيْ لندن وباريس، بهدف الترويج لقطر كوجهة سياحية في الدول الأوروبية التي تتحدث اللغة الألمانية. كما افتتحت في شهر نوفمبر مكتباً تمثيليّاً لها في المملكة العربية السعودية مع فرعين في مدينتي جدّة والرياض، وذلك لاستقطاب السياح في دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيّما البحرين، والكويت، وسلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، والسعودية. أما في ديسمبر، فقد افتتحت مكتباً تمثيلياً خامساً لها في سوق جنوب شرق آسيا المتسارع النمو، بتركيز خاص على سنغافورة وماليزيا وهونغ كونغ.
> حرصت الهيئة العامة للسياحة على المشاركة في المعارض السياحية الترويجية على الصعيدين الإقليمي والعالمي، مثل سوق السفر العربي، ومعرض IMEX في فرانكفورت، ومعرض ITB برلين، معرض الخليج لسياحة الحوافز والأعمال والمؤتمرات GIBTM في مركز أبو ظبي، ومعرض سوق السفر الفرنسي (توب ريزا) الدولي، ومعرض ITB آسيا في سنغافورة، لِتعريف الجمهور العالمي على دولة قطر كوجهة سياحية رائدة.
> في مطلع العام رحبت الهيئة العامة للسياحة بفريق وإداريي نادي باريس سان جرمان لكرة القدم الذين حضروا إلى قطر في جولتهم الشتوية السنوية وإقامة معسكر تدريبي ولعب مباراة ودية مع فريق ريال مدريد الإسباني.
> أطلقت مجموعة تلغراف للإعلام في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الفائت تطبيقاً سياحياً إلكترونياً للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية موجّه إلى السيّاح البريطانيين الراغبين في زيارة قطر. ودولة قطر هي الوجهة السياحية الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تطلق "التلغراف" تطبيقاً إلكترونياً يوفّر معلومات قيّمة عن القطاع السياحي فيها.
وتصدر الهيئة العامة للسياحة تقارير نصف سنوية وسنوية حول أداء القطاع السياحي، والتي تساعدها على تقييم نقاط القوة والضعف في الخطط والمبادرات التي قامت بها في الفترات السابقة، والاستفادة من التجارب والخبرات الماضية للمضيّ بثقة نحو الأمام وتطوير قطاع سياحي عصري ومستدام يسهم في دعم اقتصاد المعرفة ورفد السوق المحلي بالمزيد من الفرص المختلفة، ما يُسهم في تأمين مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
Al Raya