Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

هل الانترنت مصدر موثوق للمعلومات..?! بقلم د محسن العبيدى الصفار

هل الانترنت مصدر موثوق للمعلومات ..?!


بقلم – د محسن الصفار


لاشك أن الإنترنت اليوم من أهم مصادر المعلومات لكل من يبحث عنها ونادرا ما تجد من يراجع كتابا أو مكتبة عامة للحصول على معلومة خصوصا الجيل الجديد الذي يستسهل الإنترنت لسرعته واتساع الخيارات فيه.


وهذا في المحصلة أمر جيد حيث إن سهولة وسرعة الوصول للمعلومات تؤدي الى انتشارها والاستفادة منها للجميع سواء كانوا طلبة مدارس أو باحثين متخصصين أو اعلاميين، وما كان يحتاج الى ساعات من تقليب صفحات الكتب للعثور عليه أصبح بالإمكان إيجاده خلال ثوان بواسطة مواقع البحث الإلكتروني على الإنترنت.

ولكن الأمر ليس بهذه الوردية فللأسف إن الإنترنت – خصوصا مواقع التواصل الاجتماعي – أصبح مليئا بالمعلومات الخاطئة والمقولات المزيفة مما يجعله مصدرا غير موثوق به لأية معلومات ما لم تكن منقولة مباشرة عن مواقع موثوق بها وصحة معلوماتها.


فمنذ فترة ألاحظ مقولات منسوبة لشخصيات أدبية وعلمية وسياسية معاصرة أو تاريخية لا تتناسب مع خطها الفكري ولا الزمن الذي كانت تعيش فيه وللأسف فإن هذه المقولات تنتشر كالنار في الهشيم من حساب لآخر ومن موقع لآخر دون وجود أي سند يثبت صحتها وهو ما ينطبق للأسف على بعض الأحاديث المنسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم في مواقع التواصل فتجد نفس المقولة منسوبة الى عشرين شخصية إسلامية وفي نهاية المطاف يتضح انها ليست لاي منهم اطلاقا.

وكتجربة شخصية فأن عدة قصص من تأليفي ومن وحي خيالي تم تناقلها وتداولها على الانترنت بشكل موسع على انها قصص وحوادث حقيقية لاشخاص فعليين وهو ما يجانب الحقيقة تماما.

إن هذا الأمر يشكل ظاهرة سلبية من ناحية إفساد المعلومة في العقول الشابة حيث إنها ستتشبع بمقولات وقصص وأحداث مزعومة لا اساس لها من الصحة خصوصا فيما يتعلق بمسائل السلامة والصحة والأمراض والأدوية وكذلك فيما يتعلق بالمسائل الشرعية والفقهية حيث تعرض دينهم كله للخطر اما من ناحية كرههم للدين بسبب الخرافات او انجذابهم للتطرف والإرهاب بسبب الروايات والاحاديث المزورة التي تروج لها الجماعات الارهابية لتجنيد الشباب.

وللأسف فإن منع هذه المعلومات مستحيل عمليا وتقنيا وبإمكان اي شخص ان يبث يوميا مئات المعلومات الخاطئة على الإنترنت دون حسيب او رقيب.


إن الطريقة الوحيدة للتغلب على آثار هذه الظاهرة هي تشجيع الشباب على تقصي الحقيقة فيما يحصلون عليه من معلومات عن طريق الإنترنت سواء بالبحث عن مصدرها الحقيقي في الكتب او السؤال من اهل العلم والاختصاص والمعرفة عن مدى صحتها وإمكانية الاستناد عليها من عدمه.

مع الأسف فإن الاعتماد على الإنترنت كمصدر معلومات يتجاوز الشباب وصغار السن إلى بعض المحترفين من اعلاميين او محققين حيث يبنون تقاريرهم استنادا على ما يحصلون عليه من الانترنت وهو ما قد يكون مجانبا بشدة للواقع والحقيقة وهو أمر يجب التنبيه عليه لكل الاعزاء تفاديا لنشر المعلومة الخطأ وللحرج لدى انكشاف زيفها.

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله