المرجع اليعقوبي خلال لقاءه السفير الاندونيسي يؤكد ان الصراع الجاري في العراق انما هو صراع سياسي وليس صراعا سنيا شيعيا ولكن البعض يستغله لصالحه
النجف الاشرف – فراس الكرباسى
اعرب المرجع الديني سماحة الشيخ محمد اليعقوبي، الثلاثاء، عن امله في ان يكون طلبة العلوم الدينية الاجانب في العراق رسل سلام وقنوات تواصل حضارية مع بلدانهم وبمختلف المجالات.. جاء ذلك لدى استقباله السيد (سفزين نوردين) سفير جمهورية اندونيسيا في العراق بمكتبه في النجف الاشرف.
ونقل بيان للمكتب الاعلامي للمرجع اليعقوبي ان السفير الاندونيسي عبر عن شكره وامتنانه لإتاحة فرصة لقاء سماحة المرجع اليعقوبي والذي لطالما كان يقرأ ويتابع محاضراته قبل التشرف بلقائه ثم قدم موجزا عن جملة من نشاطات سفارة بلده في العراق ومنها تنظيمه لزيارة رئيسي الوقفين الشيعي والسني لأندونيسيا وتنظيم لقاءات مع نخبة من العلماء فيها.. من جانبه بارك سماحة المرجع اليعقوبي الجهود الرامية الى توحيد الكلمة واعلاء كلمة التوحيد وايصالها الى مختلف البلدان.
وأشاد المرجع اليعقوبي بالعلاقات العريقة التي تربط الشعوب الاسلامية بالشعب الاندونيسي المسلم والممتدة الى مئات السنين والتي ابتدأت بالقوافل التجارية التي كانت تصل الى اندونيسيا وبمن هاجر من المسلمين الى تلك البلاد طلبا للأمان من اضطهاد وملاحقة السلطات الظالمة المتعاقبة على حكم البلاد الاسلامية آنئذ، واستذكر سماحته ايام ثورة الشعب الإندونيسي ضد الاحتلال (الهولندي) وتفاعل الشعب العراقي مع تصاعد الروح الثورية له بقيادة الزعيم الراحل (احمد سوكارنو).
كما اثنى المرجع اليعقوبي على الدور الريادي الشجاع الذي اضطلعت به جمهورية اندونيسيا وما ترتبط به من علاقات طيبة وتأثير واسع في العالم الاسلامي والذي أهلها لرعاية انعقاد أول مؤتمر لدول المجموعة الافروآسيوية في منتصف خمسينيات القرن الماضي في مدينة باندونك والتي انتجت بعد ذلك كتلة عدم الانحياز في الامم المتحدة والتي مثلت النواة الاولى لحركة عدم الانحياز.
ودعا المرجع اليعقوبي الى عودة اندونيسيا (باعتبارها اكثر البلدان الاسلامية في عدد النفوس) الى عهدها السابق بقيادة المبادرات وبلورة المشاريع الناهضة التي تحفظ خصوصية البلدان وسيادتها واستقلالها وتدعم تحررها من جميع انواع الاحتلال وتسهم في حل النزاعات بطرق سلمية حكيمة.
وفي معرض تعليقه على فكرة سعادة السفير الإندونيسي بدعوة عدد من الشخصيات النخبوية العلمائية الإندونيسية لزيارة العراق ليقفوا على حقيقة ما يجري وكذب ما تروجه بعض الجهات عن طبيعة الصراع القائم ف العراق.
قال المرجع اليعقوبي: "لقد أكدنا مرارا ان الصراع الجاري في العراق انما هو صراع سياسي وليس صراعا سنيا شيعيا (طائفي) .. لكن بعض الساسة عملوا على استغلاله طائفيا لغرض التحشيد لمصالحهم الشخصية او لصالح الجهات التي يعملون لحسابها وقد عاش العراقيون لعقود طويلة بسلام من دون مشاكل من هذا القبيل ".
هذا وقد شكر سعادة السفير الضيف سماحة المرجع اليعقوبي على حسن ضيافته لطلبة العلوم الدينية الإندونيسيين في الحوزة العلمية للنجف الاشرف وتمنى ان يستمروا تحت رعاية واشراف وتوجيه سماحته.
من جانبه ثمن سماحة المرجع اليعقوبي مبادرة سعادة السفير الإندونيسي القيمة والتي لم يسبقه بها احد بزيارة وتفقد رعايا بلده من طلبة العلوم الدينية في النجف الاشرف واعتبرها مؤشرا ايجابيا على اهتمامه بهم وحرصه على رعايتهم.. وابدى المرجع اليعقوبي استعداده لرعاية الطلبة الإندونيسيين علميا واخلاقيا.