النموذج التركي يستقطب رواد السياحة العرب
اسطنبول " المسلة " … نتيجة تحول تركيا إلى أحد أهم مراكز السياحة في العالم، تستقطب البلاد رواد هذه الصناعة من البلدان العربية الذين يبدون اهتماما كبيرا بالاستفادة مما حققه قطاع السياحة التركي من إنجازات.ويلفت الحضور العربي الأنظار في معرض السياحة الدولي الـ19 الذي افتتح بمدينة إسطنبول التركية الخميس الماضي يوم 22 يناير/كانون الثاني الجاري ويستمر أربعة أيام بمشاركة 4500 شركة من سبعين دولة، بينها السعودية ومصر والكويت ولبنان وليبيا وفلسطين.
ويظهر إقبال الزوار على معرض "إيميت" (شرق البحر الأبيض المتوسط للسياحة والسفر) الذي تنظمه وزارة السياحة التركية بالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات، رغبة العاملين في قطاع السياحة بتبادل الخبرات، والاطلاع على التجارب الرائدة في هذا المجال من وراء البحار. وسبق لوزير السياحة والثقافة عمر تشيليك أن أعلن قبل أيام بأن العدد الإجمالي للسياح الذين زاروا تركيا العام الماضي بلغ 36 مليوناً و837 ألف وتسعمائة سائح، مقابل 34 مليونا و910 آلاف سائح عام 2013.
أهمية المعرض
كما اكتسب المعرض أهمية إضافية نابعة من النجاح الكبير الذي حققه قطاع السياحة التركي العام الماضي، إذ نما القطاع بنسبة 5.5% عن العام الذي سبقه، بينما ترجح معطيات حكومية أن تتجاوز إيرادات السياحة عام 2014 سقف الـ35 مليار دولار. وكانت منظمة السياحة العالمية قد أعلنت أن نسبة النمو السنوي لقطاع السياحة التركي ناهزت 12% وهو أعلى معدل نمو عالمي، وقالت إن تركيا في طريقها لتنتقل من المرتبة السادسة إلى الخامسة عالميا من حيث اجتذاب السياح.
ووفقا لعدد من الخبراء والمختصين فإن تركيا تمتلك إمكانات ذاتية كبيرة تؤهلها لتتبوأ مكانة مرموقة على قائمة دول الجذب السياحي في العالم.
المواقع الأثرية وقال خير الدين روان (أحد المسؤولين بشركة روان التركية للسياحة والسفر) إن انتشار المعالم التاريخية والمواقع الأثرية أسهم في نهضة السياحة التركية.
وفي حديثه للجزيرة نت، لفت روان إلى أن السياحة التركية أخذت تنمو بسرعة في العقد الأخير بالتزامن مع حالة النهوض الاقتصادي الذي تشهده البلاد. وأوضح أن علاقة الجوار وحسن معاملة الأتراك لضيوفهم العرب باعتبارهم إخوانهم في الدين والتاريخ المشترك تشجع الناشطين بمجال السياحة العربية على الاحتكاك بالتجربة التركية.
ووفق معطيات رسمية تركية، فقد بلغ العدد الإجمالي للسياح الذين زاروا إسطنبول العام الماضي 11 مليوناً و821 ألف سائح بزيادة بلغت 12.73% عن العام الذي سبقه. وعزا روان هذا الأمر إلى الانتشار الكبير للمواقع الأثرية بإسطنبول باعتبارها العاصمة التي أدار منها عشرون سلطاناً الدولة العثمانية عدة قرون.
الحضور العربي
ووجدت بعض الجهات العربية في معرض إيميت فرصة لتنويع خيارات اقتصاد بلادها من جهة، ولدحض الروايات التي تحاول الإساءة لها من جهة أخرى. فقد أظهرت نافورة الماء ونبتة العنب والسيراميك المزدان بالنقوش على مساحة 120 مترا مربعا طراز البيت الليبي الجميل، ويقول المسؤولون عن الجناح الليبي بالمعرض إن الأهم هو أنهم يحاولون أن يوضحوا للعالم الحقيقة الجميلة للشعب الليبي.
ويشير مدير الجناح الليبي بالمعرض محمد شريف السائح إلى أن مشاركة الوفد -الذي يرأسه وزير السياحة بحكومة الإنقاذ الوطني مبروك الطارقي- تهدف لرفع العلم الليبي بيد واحدة في منطقة مهمة. وأضاف في حديث للجزيرة نت "نريد التشبيك ووضع خطط عمل مشتركة لتفعيل السياحة مع تركيا". وأوضح السائح أن بلاده تمتلك مقومات سياحية مهمة بالنظر لامتداد ساحلها على أكثر من ألفي كيلومتر، فضلا عن مزايا الشمس والصحراء والآثار الرومانية والتركية وتراث الليبيين.
السياحة بفلسطين
أما منسق الإعلام بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، فأشار إلى أن مشاركة وفد بلاده بالمعرض تهدف إلى تعريف الأتراك بمقومات السياحة بفلسطين، والتشبيك المباشر بين الشركات السياحية في البلدين. وأوضح جريس قمصية للجزيرة نت أن الوفد الفلسطيني يتطلع لاستقطاب أفواج السياح الأتراك لفلسطين من خلال السياحة الدينية، مشيرا إلى أهمية استثمار إعلان جمعيات السياحة التركية أن 2015 هو عام القدس لتحقيق هذا الهدف.
وأشار إلى أن فلسطين التي تشتهر بالسياحة الدينية باعتبارها مهد الديانات السماوية، تمتلك مقومات سياحية أخرى كالمواقع الطبيعية والتاريخية التي تشجع أنماط السياحة المختلفة كالسياحة الاستكشافية، والسياحة المعرفية والثقافية، وسياحة التضامن الرامية لمناهضة سياسات الاستيطان والفصل العنصري.
المصدر : الجزيرة