خطباء الجمعة في العراق يشيدون بمواقف الجيش والحشد الشعبي ويطلقون مبادرة للحوار مع "المسيئين للإسلام" ويستنكرون التضامن الاوربي للإساءة
السيستاني يشيد بانتصارات المتطوعين واليعقوبي يمنع من مصادرة جهود العراقيين والصدر يطلق مبادرة للحوار مع "المسيئين للإسلام" والقبانجي يستنكر التضامن الاوربي لهتك واستفزاز المسلمين وتسقيط الاسلام.
العراق- بوابة السياحة العربية – خاص – فراس الكرباسي
اشاد ائمة وخطباء الجمعة في العراق، الجمعة، بالجهود العسكرية التي يبذلها الجيش العراقي وابطال الحشد الشعبي في تحرير المناطق الى سيطر عليها داعش، محذرين من مصادرة تلك الانتصارات من قبل بعض الجهات الخارجية، مستنكرين الاعتداء السافر على شخصية بني الاسلام محمد من قبل بعض وسائل الاعلام الغربية ومستهجنين وقوف الدول الاوربية وتضامنها للإساءة بالإسلام واستفزاز مشاعر المسلمين، داعين الى حوار جدي وحقيقي مع الذين اساءوا للإسلام وللنبي محمد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني السيد السيستاني في كربلاء إن "القوات المسلحة الباسلة ومن انضم إليهم من المتطوعين حققوا انتصارات رائعة في مناطق مهمة كان قد سيطرت عليها عصابات داعش الإرهابية وكان ذلك بفضل ما تحلوا به من روح معنوية عالية وحب للتضحية في سبيل العراق ومقدساته ".
واضاف الكربلائي "يعاني مواطنو ما تبقى من المدن والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة عصابات داعش من سلوكياتهم الإجرامية"، مؤكدا ان "المعول الأساسي في استرجاعها هو على تضحيات وبطولات أبناء القوات المسلحة بصورة عامة وأبناء هذه المناطق بالخصوص فإنهم أولى من غيرهم بهذه المهمة"، مطالبا "توفير الإمكانات اللازمة بإشراف الجهات المعنية لمن يسعى منهم بجد وإخلاص لتحرير مناطقهم من رجس الإرهابيين".
ومن جهته، ندد السيد صدر الدين القبانجي امام جمعة النجف، بالعدوان الاسرائيلي على محافظة القنطيرة السورية، مؤكدا ان هذه الجريمة تمثل استهتارا بقوانين المجتمع الدولي، معتبرا ان وراء نشر الصحيفة الفرنسية الرسوم المسيئة للرسول تضامانا اوربيا لأثارة مشاعر المسلمين، داعيا حكومة البحرين الى طي صفحة التخلف والاستماع لمطالب شعبها.
وقال القبانجي خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف اننا "نفتخر بالتقدم وتطهير عشرات القرى من سيطرة عصابات داعش الارهابية في اطراف بغداد واقتراب الجيش والمجاهدين في الحشد الشعبي الى الموصل"، داعيا "الى الاحتفاء بالجرحى وعوائل الشهداء لانهم هم من حرروا العراق من تلك العصابات الارهابية ".
وتساءل القبانجي عن الهدف وراء صمت الحكومة الفرنسية عن جرح مشاعر مئات الملايين من المسلمين بسبب ما نشرته صحيفة (شارلي ايبدو) في الوقت الذي يمثل الدين الاسلامي الثاني في دولتها، مؤكدا ان "المشكلة اخطر من ذلك والهدف وراء هذه الاساءة هو التضامن الاوربي لهتك واستفزاز المسلمين وتسقيط الاسلام والمسلمين بعين العالم وان الادانة نسجلها على الحكومة الفرنسية وليست الصحيفة فقط ".
ومن جانب اخر، حذر السيد رسول الياسري امام وخطيب جامع الرحمن ببغداد والتابع للمرجع الشيخ محمد اليعقوبي من مصادرة جهود العراقيين في قتال داعش من قبل جهات اجنبية، معتبرا ان الاساءة الى شخصية النبي محمد دليل لإفلاس وهزيمة تلك الجهات المسيئة لشخصيته، واصفا ان البني محمد بانه قد حرر الناس من القيود التعصب الاعمى للأشخاص والاحزاب وحتى المرجعيات الدينية.
وقال الياسري ان "المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي دعا الشعب العراقي الذي سطر الملاحم أن لا يسمح للأجنبي وعملائه آيا كان ممن وجد شبرا على أرض العراق المباركة وشارك بشكل أو بآخر في مواجهة الإرهاب العاتي أن يصادر انتصاراتهم وينسبها إلى نفسه وان كنا نقدر جهود كل الذين مدوا أيدي العون إلى العراقيين في هذه المحنة الكبيرة ".
وحول الاساءة الى النبي محمد مؤخرا من قبل وسائل اعلام غربية، اكد الياسري ان "هذه الأفعال من اساءة الى النبي محمد تشعرنا بالفخر والانتصار لأن صدورها من المسيئين يعني إفلاسهم وهزيمتهم وتدل على اعترافهم بانتصار الإسلام وتقدمه وغزوه لهم وفشل كل مشاريعهم للقضاء على حركته المباركة وإيقاف مدها إلى عقر دارهم ".
وتابع الموسوي "خرج المسلمين في دول العالم في تظاهرات واحتجاجات في بلدان إسلامية عديدة، وليعلم هؤلاء المحتجون أن من أهداف الاستكبار في إثارة هذه الأفعال المسيئة إنما هو ليستفزوا مشاعر المسلمين ويدفعوهم في الرد على هؤلاء الأعداء الذين يريدون منا التخلي عن هويتنا".
وبين الياسري ان "رسول الله محمد جاء ليحرر الناس من كل القيود والاغلال الفكرية والنفسية والاجتماعية ومن الأغلال النفسية هو التعصب سواء كان لأشخاص أو أحزاب أو قوميات أو طوائف أو حتى مرجعيات دينية لان هذه كلها تمنع الإنسان من اختيار الطريق الصحيح بحرية وإرادة وموضوعية ليصل الى الحق ويتعرف عليه فضلا عن التوفيق للعمل ".
وشدد الياسري "لو كان النبي محمد مدعيا بغير حق ويبتغي بدعواه الوصول الى السلطة والنفوذ وحيازة الدنيا لأستعبد الناس واستأثر بخيراتهم و لأبقاهم على قيود الجهل والغفلة والتخلف ليسيطر عليهم ويتمكن من مقدراتهم كما يفعل كل الطغاة والمستبدين وهذا معيار ينفع في تمييز القيادات الحقة في كل المجالات واولها القيادات الدينية التي يفترض انها تمثل نيابة المعصومين ".
وعلى صعيد متصل، اعلن السيد مهند الموسوي إمام جمعة مسجد الكوفة، عن أطلاق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مبادرة للحوار مع الشخصيات "المسيئة" للإسلام، وعدها بداية مبادرة للحوار مع الأديان، فيما أتهم عدد من الدول الغربية إلى مساندة إسرائيل للاستمرار بالإساءة لشخصية النبي محمد (ص).
ونقل الموسوي بيان الصدر والتي قال فيه، إنا "مستعد للحوار مع الصحف والشخصيات المسيئة للإسلام"، عادا "إياها بداية مبادة للحوار مع الأديان الأخرى بعيدا عن إي إرهاب وترهيب وتشويه سمعة".
وأضاف الصدر أن "بعض الدول الغربية تخطط ومن خلال مساندة الكيان الصهيوني، إلى استمرار الإساءة لشخصية النبي محمد (ص) وذلك ضمن مخطط له خلفيات سياسية وفكرية"، مطالبا "الاتحادات والجمعيات الحقوقية ونقابة المحامين أن يكون لهم موقف تجاه نبيهم من خلال ممارسة مهمتهم في رفض الإساءة إلى نبي الاسلام ".
وتابع الموسوي "علينا ان لا ننسى ان الغرب وخاصة امريكا والصهيونية العالمية يخططون لحرب الامام المهدي والقضاء عليه ولاشك ان جزء مهم من هذه الحرب يتحقق عبر محاولة النيل من النبي محمد وحرف المسلمين في الغرب عن الامام المهدي ويشنون العداء والحرب عليه لذا فان وحدة المسلمين في خطر ولابد من رص الصفوف وترك الخلافات جانبا ".
وشدد ان "امريكا تريد اشعال الحروب بين الديانات عموما وبين ابناء الديون الوحد في اسيا وافريقيا واوربا وسيكون الرابح الوحيد هي امريكا وحلفائها".