تعالوا على الدفا .. كرنفال سياحي في العقبة
العقبة " المسلة " … يكتسب الحديث مع رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة د. هاني الملقي أهمية خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المنطقة الاقتصادية الخاصة في ظل ما يحمله الرجل من خبرات و افكار علمية و عملية لاسيما بعد أن تراجع تصنيف المنطقة الخاصة من الرابعة عالمياً قبل 5 سنوات الى المرتبة العشرين خلال السنوات الماضية وفقاً للملقي .. ما يعني أن منظومة المنطقة الخاصة و أذرعها الاقتصادية و التنموية قد أصابها شيء من الخلل و الوهن على المستوى المحلي و الاقليمي و العالمي ليعيد د. هاني الملقي خلال 65 يوماً أبحر فيها بالخليج الدافئ دون كلل أو ملل .. دارساً أحوالها و همومها و قضاياها .. مستمعاً الى أبرز نقاط الضعف و القوة التي عاشتها المنطقة خلال الفترة الماضية ليرسم خريطة طريق جديدة للمنطقة عنوانها (النظام و القانون ) أولاً مساراً لتعظيم الحالة الاقتصادية و السياحية في العقبة الخاصة اضافة الى معالجة كافة التجاوزات و الاخطاء و الاجتهادات التي عاشتها العقبة على مدار عقد و نيف من الزمن وصولاً الى ملف أخضر جديد يعيد العقبة الاقتصادية الخاصة الى مكانتها الاولى من خلال اطلاق حزمة من المبادرات السياحية و التنظيمية و الاستثمارية و المجتمعية تصب كلها في خدمة رؤية حقيقية أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لمدينة تجمع كل مكونات العالمية بالتكامل مع محيطها الاقليمي ، معتبراً ان القدرات السياحية و القدرات اللوجستيه هما المشغلان الرئيسان للعقبة الخاصة نحو عاصمة اقتصادية و سياحية في منطقة البحر الأحمر .
وفي التفاصيل أكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة د. هاني الملقي في حديث صحفي شامل .. أن العقبة الخاصة بصدد اطلاق و انشاء شركة تسويق للعقبة تشارك فيها سلطة العقبة الخاصة و شركة تطوير العقبة و مدينة العقبة الصناعية و المشاريع الاستثمارية الكبرى لافتا ان هذه الشركة ستكون المرآة الجميلة للعقبة الخاصة داخليا و خارجيا و تحت بند المساءلة و المحاسبة فيما تقدمه و تنجزه للعقبة على كافة المستويات مستقبلا في اشارة واضحة الى عدم قناعتة بالاساليب التسويقية و الترويجية التي كانت تمثل اجتهادات فردية دون نتائج ملموسة .
و شدد الملقي على مبدأ التكامل و التنسيق في المنطقة لتعظيم و دفع مشروع المنطقة الخاصة من خلال اهمية التكامل مع مشروع قناة السويس الحالي الذي يساهم في حركة بحرية و تجارية كبيرة تخدم العقبة الخاصة إضافة الى التكامل والتعاون مع مدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز الاقتصادية في المملكة العربية السعودية و مدن دبي و دقم و البصرة و غيرها لمزيد من التكامل و التعاون مع العقبة الخاصة اقتصاديا و سياحيا و تجاريا نظراً لتأثير كل واحده على الاخرى من الناحية الايجابية .
واعلن د. الملقي عن اطلاق كرنفال و مبادرة تاريخية بالتعاون مع القطاع الفندقي لجذب الزائر المحلي تتمثل في حوافز و امتيازات و اسعار خيالية على مدار شهر كامل في فنادق العقبة السياحية تنافس في اسعارها و خدماتها أرقى المنتجعات العالمية و العربية منوهاً ان هذه الاسعار التاريخية في العقبة تشمل تذاكر الطيران و الاقامة و الطعام و الشراب و استخدام المنتجعات اضافة الى حزمة من المحفزات السياحية الجديدة تشمل السيرك العالمي و الباص المكشوف و منطقة اثار ايلة و قلعة العقبة و غيرها ليتمكن من خلالها الزائر المحلي من قضاء 5 ايام في المدينة السياحية باسعار تاريخية لاتزيد على 100 دينار للفرد الواحد تحت عنوان (تعالو على الدفا ) مؤكدا ان الهدف من ذلك تعريف المواطن الاردني على ان العقبة اصبحت مقصده السياحي الاول و المدينة المفضلة لقضاء اجازته بأسعار منافسة منوها في الوقت ذاته الى ان هذه الحملة سيتم تكرارها خلال شهر رمضان القادم للمواطن الاردني و اذا ماحققت النجاح المطلوب سننطلق الى دول الجوار لتنشيط الحركة التجارية و السياحية في مختلف مناطق العقبة و كشف الملقي عن مرحلة ثانية من المبادرات التي تخدم و تعظم انجازات العقبة الخاصة تتمثل في دعم الاستثمار و المستثمرين و كافة المرافق و المشاريع التي تعظم انجازات العقبة الخاصة .
و اكد الملقي ان الاستثمار في المملكة عامة و العقبة خاصة هو هدف رئيس للمستثمرين و الرساميل العالمية نظرأ لما تتمتع به المملكة من الامن و الاستقرار ما يمنحها ميزة اضافية مقارنة بالمناطق الاخرى مشيرا الى حديث احد المستثمرين العرب الكبار في ان القضاء الاردني دائما تنصف المستثمر مهما كانت الظروف لذلك فان أي استثمارات خارجية في المملكة هي استثمارات آمنه و تحظى بالاحترام و التقدير و رعاية القانون من الجميع .
وقال الملقي انه يعمل حالياً ضمن خطة و برامج واضحة المعالم و الاهداف و التمويل في اشارة الى ان احد اسباب فشل بعض المشاريع في العقبة يعود الى عدم وجود خطة ادامة متكاملة تشمل جوانب القوى البشرية و المالية و المستقبلية مؤكدا انه لا يوجد نجاح لأي مشروع لا يعمل ضمن خطة ادامة الأمر الذي يحتم على السلطة حاليا دراسة أية اقتراجات أو افكار تحتاج الى تنفيذ .
وقال الملقي ان احد اهم الاسباب الرئيسة لعدم وجود ماركات عالمية في العقبة و تزايد البضاعة الرديئة في اسواق المدينة و احتجاب اصحاب الوكالات العالمية عن عدم فتح مقرات لهم بالعقبة هو ضريبة 9% التي تؤدي الى تساوي الأمر في العقبة و عمان مؤكدا انه يعمل حاليا بالتنسيق مع الجهات المعنية على الغاء اعفاء 9% داخل العقبة وذلك لتشجيع وجود الماركات العالمية و تحسين نوعية البضائع في المدينة .
و بين الملقي انه بالتعاون مع الجهات المعنية في العقبة تمكن من التأسيس لحالة مثالية من النظام و القانون لاسيما في المجالات التنظيمية و التجارية شملت ازالة و تصويب مئات المخالفات و الاعتداءات و العشوائيات معتبرا في الوقت ذاته ان هناك ملفين كبيرين هما المنطقة الرابعة و منطقة الحفاير مازالت بحاجة الى جهود الجميع لنتمكن من معالجتها ضمن الرؤية الثاقبة للمنطقة الخاصة مؤكدا في الوقت ذاته ان التحديات كبيرة في العقبة الخاصة لكن الفرص المتاحة اكبر
و كشف د. الملقي عن توجه لإنشاء ستاد رياضي دولي في مدينة العقبة بمتابعة و اشراف من سمو الامير علي بن الحسين لخدمة قطاع الرياضة و الشباب في المدينة اضافة الى تطوير و تحديث سوق الخضار الرئيس في العقبة و اعادة تأهيل البنية التحتية في المدينة التي اصاب شوارعها كثير من الضرر نتيجة الحفريات و الموافقة على بناء سينما صيفية و التفكير ببناء مركز عالمي للغات و التدريب في العقبة لخدمة السياحة و التشغيل بكوادر بشرية مؤهلة للعمل في كافة المجالات .
و أضاف الملقي ان منظومة التعليم العالي و الصحة في العقبة تحتاج الى ايلائها مزيدا من الاهتمام و الرعاية مؤكدا على ضرورة قيام الجامعة الاردنية الأم بدعم فرعها في العقبة و اعتبارة احد كلياتها العلمية و رصد موازنة خاصة لها في موازنه الجامعة لافتا في الوقت ذاته الى ان دور السلطة و المؤسسات الاخرى في تقديم الرعاية اللوجستية و التسويقية لفرع العقبة مشيرا الى استعداده لتقديم كافة الحوافز و الامكانات للمستثمرين في قطاع المستشفيات و الصحة لبناء صروح طبية في العقبة تخدم الاقليم برمته .
الى ذلك اكد د. الملقي أن مشروع مطحنة العقبة و مشروع الراية في طريقهما للعودة مجددا للعمل بعد زيارات و لقاءات متتالية منوها الى ان مطحنة العقبة للحبوب ستقوم بإنتاج 200 طن يوميا عوضا عن 50 طن عند انشائها سابقا ، لافتا الى ان مبادرة قادمة تتعلق بالاستثمار سيتم طرحها خلال الاشهر المقبلة لمناقشة و بحث نقاط القوة و الضعف و المشاكل والحلول .
واكد الملقي ان العقبة الخاصة تحظى بدعم و اهتمام غير مسبوق من كافة المستويات الحكومية ، مشيرا الى انه يتحمل المسؤولية كاملة لإنجاح هذه الرؤية بفضل دعم حكومي يقدم كل اسباب العون و المساعدة في القرارات و الانظمة و القوانين موضحا ان العقبة يجب أولا و أخيرا ان تحظى بإعجاب و تقدير ابناء الوطن زوارا و مواطنين حتى يتم تسويقها خارجيا لنقول للجميع عندئذ أن العقبة قادرة على خدمتكم و ترفيهكم .
الدستور