خطباء الجمعة في العراق يحذرون الغرب من رعاية الجماعات الارهابية ويطالبون بدعم الزارعة والصناعة في البلاد
العراق / فراس الكرباسي
اكد ائمة وخطباء الجمعة في العراق على ضرورة اعادة النظر في الموازنة ودعم الزراعة والصناعة وحماية المنتج المحلي، منددين بما نشرته صحيفة (شارلي ايبدو) الفرنسية واخرى دنماركية من صور مسيئة للرسول محمد، محذرين جميع الدول الغربية الداعمة للجماعات الإرهابية من الاستمرار في دعم تلك الجماعات.
فقد دعا ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني في كربلاء أحمد الصافي، اليوم الجمعة، إلى إعادة النظر بالموازنة المالية العامة لتتناسب مع الوضع الحالي، وأكد على ضرورة أن ترافق عملية "ضغط النفقات" دعم للزراعة والصناعة وحماية للمنتج المحلي، وفيما وصف المتصدين للمؤسسات الحكومية ب "العاجزين" في حل مشاكل البلاد، طالب بالاستفادة من الخبرات والعلماء العراقيين.
وقال الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحضرة الحسينية، إن "الظروف الاقتصادية الحالية للبلاد تستدعي أن يقف جميع المعنيين وقفة مسؤولة تتناسب من حجم المشكلة، لأن المعطيات الموجودة تنبأ عن مشكلة قد تحدث أن لم توضع المعالجات السريعة والجدية".
وأضاف الصافي أن "الميزانية العامة وضعت بناءا على سعر معين للنفط الذي هو المصدر الأساس لواردات البلاد ولكن سرعان ما انخفض السعر إلى درجات أدنى" مؤكدا أن المرجعية "لا تحبذ إقرارها بالشكل الحالي في وقت لا نريد تأخير إقرارها أيضا".
ودعا الصافي الحكومة إلى "إعادة النظر بالموازنة العامة وإعدادها بطريقة تتناسب مع الظرف الحالي للبلاد الذي قد لا ينتهي بوقت قريب" عادا "مسألة ضغط النفقات من قبل الحكومة بأنه أمر صحيح لأنه لابد من إيقاف الصرف على الأمور الكمالية والإبقاء على الضرورية منها ولكن يجب أن لا يمس الطبقات الفقيرة والمحرومة ".
وأنتقد الصافي "صرف الأموال على أمور ليست ذات جدوى ومنها سمة الأيفادات التي لا نعلم ما الفائدة التي انعكست منها على البلد" مطالبا "الحكومة بدعم الزراعة والصناعة وحماية المنتج المحلي بشكل حقيقي وتقليل الحاجة للاستيراد.
من جهته حذر الشيخ عادل الساعدي امام وخطيب جامع الرحمن ببغداد والتابع للمرجع الشيخ محمد اليعقوبي، من استمرار دعم جميع الدول الغربية للجماعات الإرهابية دون ان تفكر بالعواقب التي ستصيبها قبل غيرها وما حدث في فرنسا خير دليل ذلك.
وقال الساعدي "حذر المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي قبل فترة طويلة جميع الدول الغربية الداعمة للجماعات الإرهابية من الاستمرار في دعم هذه الجماعات الا انها استمرت في تقديم الدعم دون ان تفكر بالعواقب التي ستصيبها قبل غيرها وما نشاهده من احداث في فرنسا خير دليل على الرؤية العميقة للمرجعية وتشخيصها الدقيق للأحداث ".
واضاف الساعدي "وإذا اعتقدت تلك الدول الغربية إن دعم هؤلاء يصب في مصالحها، فإن ذلك وهم وعمره قصير حتى ينقلب السحر على الساحر ولا يعرفون حينئذ كيف الخلاص وقد جربوا ذلك حينما صنعوا القاعدة في أفغانستان ثم سخروا كل إمكانياتهم للقضاء عليها فلتراجع هذه الدول سياستها الداعمة لهؤلاء قبل أن تتورط في المزيد ".
وعلى صعيد اخر، ندد امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي بما نشرته صحيفة (شارلي ايبدو) الفرنسية واخرى دنماركية من صور مسيئة لرسول الله محمد، مؤكدا ان هذه الاعمال مقصودة هدفها استفزاز المسلمين وتسقيط الاسلام، مدينا عدم محاسبة هذه الصحيفة بسبب اساءتها من قبل الدولة، مطلبا سماحته بتجريم هذه الصحيفة ومحاسبتها قانونيا، مدينا كل الاعمال الارهابية.
وقال القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة السياسية في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف "اليوم العالم الاسلامي يحاول ضبط النفس امام هذه المأساة واننا ننتظر موقفا للحكومة الفرنسية والخروج عن صمتها ازاء هذه الاساءة.
اشار القبانجي الى عدة ملاحظات من رواتب الفضائيين ورواتب الحشد الشعبي، فيما اكد ان "مجاهدي الحشد الشعبي يستحقون الاعتراف الرسمي ويجب ان يوضع له مخصصات كاملة ولولا الحشد الشعبي لما امكن صد هجوم داعش".
ورحب القبانجي بزيارة الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي السيد اياد المدني واستقباله من قبل المرجعية الدينية، مؤكدا ان المرجعية الدينية ترحب وتؤمن بالوحدة الاسلامية.
وفي الكوفة، انتقد امام وخطيب مسجد الكوفة التابع للتيار الصدري الشيخ ناصر الساعدي وبشدة المسؤولين عن ملف النازحين في العراق من مؤسسات حكومية واعلامية وانسانية.
وقال الساعدي متسائلا في خطبته السياسية لصلاة الجمعة التي القاها امام اتباع السيد مقتدى الصدر في الكوفة "أين ذهبت الاسماء والمؤسسات الكبيرة التي أعلنت تصديها لملف النازحين. أين نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ولجنته الوزارية العليا للاغاثة؟ أين وزارة الهجرة والمهجرين واختها حقوق الانسان من معاناة النازحين ؟ ".
وانتقد الساعدي أيضا اللجان الوزارية والمحلية التي كانت تقول انها داعمة لهذا الملف، وقال "يبدو ان كل تلك اللجان الوزارية والمحلية والشعارات الاعلانية والحملات الاعلامية التي أطلقتها الحكومة ومؤسساتها الرسمية قد انتهت مه انتهاء المليارات التي خصصت للنازحين والتي كانت كفيلة بضمان جزء من حياة كريمة لهم، لو وزعت بشكل الصحيح والعادل قبل ان تدخل مستنقع الفساد الذي لم يذر ويبقي شيئا منها، حالها حال الموازنة 2014 التي أغلقت سجلاتها الختامية دون معرفة نفقاتها الانفجارية والخيالية ".
وشدد الساعدي على قناة العراقية وقال "على قناة العراقية رفع شعار النازحون مسؤولية أنفسهم بدل شعار الذي رفعته النازحون مسؤوليتنا واستفادت منه المليارات وعلى الحكومة التحقيق مع نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بسبب هدر المال العام على النازحين".
وتابع الساعدي "نستنكر الإساءة لشخص الرسول الأكرم مطالبين الحكومة العراقية باتخاذ المواقف المدافعة عن شخص رسول الإنسانية".