حزب الوفد يكرم الدكتور ريحان بدرع الوفد وشهادة تقدير فى احتفالات عيد الميلاد
القاهرة "المسلة" …. منحت اللجنة النوعية للثقافة والفنون بحزب الوفد والتى يرأسها الدكتور وفيق الغيطانى درع الوفد من الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب وشهادة تقدير لخبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان لمجهوده فى إثراء أعمال اللجنة بمحاضرة شهدت لفيف من العلماء والإعلاميين بعنوان " دير سانت كاترين بوتقة تسامح الأديان " السادسة مساء الأربعاء 7 يناير بالمقر الرئيسى لحزب الوفد فى احتفالات الحزب بعيد ميلاد السيد المسيح .
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان فى الندوة المبادئ الذى جاء بها الإسلام لاحترام أصحاب الديانات والثقافات المختلفة ومبادئ الحرية الدينية وحسن المعاملة موضحاً آيات القرآن الكريم التى تدعو إلى ذلك ومنها دعوة الإسلام للاعتراف بكل الأديان والرسالات السماوية السابقة (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ) سورة البقرة آية 4 وعدم إكراه أى شخص على ترك دينه (ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) سورة يونس 99 ,ومجادلة أهل الكتاب بالحسنى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتى هى أحسن)سورة العنكبوت 46 .
ومجاهدة المشركين حتى لا يعتدوا على أهل الملل المختلفة فيهدموا أماكن عبادتهم (الذين أخرجوا من ديارهم بغبر حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرّن الله من ينصره إن الله لقوى عزيز) سورة الحج 40 ويوضح د. ريحان أن الصوامع جمع صومعة وهى قلاّية الراهب والبيع جمع بيعة وهى كنيسة النصارى والصلوات هى كنائس اليهود .
وأشار د. ريحان للعهدة النبوية المحفوظة صورة منها بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهى أول عهدة فى التاريخ أرست مبادئ الحرية الدينية وقد جاء فيها "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته " وأرست مبادئ حماية المقدسات المسيحية وجاء فيها (ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله) كما دعت إلى معاونة المسيحيين فى ترميم كنائسهم (ويعاونوا على مرمّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم) وأمرت بمجادلتهم بالحسنى والدفاع عنهم (وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه ولا يجادلوا إلاّ بالتى هى أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه)
وأكد الدكتور ريحان أن هذه المبادئ كانت الأساس فى معاملة المسيحيين حين فتح مصر فقد أعطى عمرو بن العاص رضى الله عنه المسيحيين أماناً جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص) وكان دائما يوصى فى خطبه المسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلاً لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيراً).
كما أرسل لبطريرك الأقباط اليعاقبة بنيامين (609- 648م) الذى كان هارباً من الحاكم البيزنطى قيرس وعاد البطريرك وأكرمه عمرو بن العاص وأمر له أن يتسلم الكنائس وأملاكها ولقد ساعد عمرو بن العاص المصريين فى بناء الكنائس وترميمها التى تهدمت إبان حكم البيزنطيين ولم تتدخل الحكومات الإسلامية المتتابعة فى الشعائر الدينية عند أهل الذمة وكان الأمراء والخلفاء يحضرون مواكبهم وأعيادهم وكان أبناء مصر من المسلمين يشتركوا مع الأقباط فى هذه الاحتفالات ولقد بنيت الكنائس والأديرة فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد 47-68 هـ وحتى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى كان عدد كنائس مصر وأديرتها قد وصل إلى 2084كنيسة ، 834 دير .