السياحة.. أزمة غير قابلة للحل
بقلم: فارس الحباشنة
المنشآت السياحية عانت خلال الأعوام الماضية، وتعايشت بإرهاق وعناء مع أزماتها، وبحسب قدرات وإمكانات كل واحدة منها فإنها تكيفت بطريقتها للاستمرار والبقاء، والحديث عن إنعاش قطاع السياحة في الاردن ينتظر ترجمة عملية للنوايا الحكومية الايجابية.
وبحسب توصيف رئيس نقابة عمال الخدمات العامة والمهن الحرة خالد أبو مرجوب فان أزمة قطاع السياحة تغذيها مخاوف من فقدان الاردنيين العاملين في القطاع لوظائفهم، وتزداد مخاوف أبو مرجوب الذي لا يبدي أي تفاؤل، رغم الارقام الايجابية الرسمية التي تؤشر الى انتعاش واردات مداخيل القطاع السياحي.
غير أن مخاوف النقابي أبو مرجوب مشوبة بالحذر والقلق، وفي انتظار ترجمة عملية لاعادة النظر في مجمل السياسة الحكومية المتبعة في القطاع السياحي، فكل ما يحصل لاطراف الانتاج في قطاع السياحة يضخم معاناتهم ويفاقمها، وعلى حد تعبير أبو مرجوب فان «حسن النوايا الحكومية لا يكفي «.
وفي ظل ما نسمع من أصوات مغايرة للتصريحات الحكومية، أصوات من المعنيين في القطاع من نقابة عمال الخدمات العامة وجمعية الفنادق والمطاعم السياحية الذين يؤكدون بان السياحة «تعاني « وتمر بأعتى الازمات، وكغيرها من القطاعات الاخرى في البلاد تعاني أيضا من ارتفاع كلف التشغيل وغياب الاهتمام الرسمي، وتلكؤ الجهات الحكومية المعنية في رسم سياسات ناجعة قادرة على مواجهة الازمات وتحدياتها.
والاهم من ذلك، بنظر أبو مرجوب غياب أي استراتيجية لانقاذ الاردنيين العاملين في القطاع وحماية وظائفهم، ويبدو أن الرتابة ستفجر أزمة عمالية في قلب القطاع الذي يشغل نحو مئة الف عامل، من بينهم 60 الف عامل أردني.
وما تلامسه بأصوات المعنيين بقطاع السياحة فزعهم من تبلد التعامل الحكومي مع المقومات السياحية الثرية في بلادنا، وعدم القدرة على استغلالها، مع وجود حقائق واقعية عن إمكانات هائلة في الثروة السياحية، لكنها تحتاج الى إرادة تنموية جادة لا أكثر.
مقاسات المعاناة في قطاع السياحة لا تستثني أحدا من عمال وأصحاب مطاعم وفنادق ومكاتب سفر وشركات نقل سياحي وأدلاء سياحيين ومؤسسات سياحية أخرى، الكل يشكو من المعاناة التي بدأت مؤخرا تتفجر دون مواربة أمام الحكومة التي ضاقوا ذرعا بتجاهلها لمطالبهم.
الصورة كما هي جلي قاتمة، ولا يمكن بكل الاحوال تلميعها بأي الوان براقة، وتصريحات نقابة عمال الخدمات العامة والمهن الحرة وأطراف أخرى في قطاع السياحة يزيد من مخاوف متبادلة ومتقاطعة حول إغلاق منشآت سياحية، وحال ذلك ما وقع في مدينة البتراء، حيث توقفت 7 فنادق سياحية عن العمل، وترتب عن ذلك فقدان العاملين بها لوظائفهم.
نقلا عن الدستور