قطاع الطيران حول العالم المستفيد الاكبر من انخفاض أسعار الوقود
يشكل الوقود واحداً من بنود الصرف الكبيرة بالنسبة لقطاع الطيران وشركات التوصيل السريع مثل، فيدكس ويو بي أس حول العالم، ما يجعلها تستفيد بشدة من انخفاض أسعار النفط، كما ترحب بهذا الانخفاض أيضاً شركات صناعة السيارات والمزارعين، بيد أن استمراره ربما تصاحبه بعض المخاطر لبعض الشركات الأميركية.
وألقى تراجع أسعار النفط بآثاره على بعض الشركات الأميركية العاملة في مجال النفط والتي زادت من نشاطها خلال السنوات القليلة الماضية، ومن المرجح امتداد دائرة التأثير لتشمل الشركات الصناعية التي تعمل على تمويل قطاع الطاقة، ويساعد هذا الانخفاض أيضاً، على تقليص فاتورة الوقود للشركات العاملة في حقل المواصلات، وللمستهلكين أيضاً الذين من المرجح أن ينفقوا بعض مدخراتهم، ما يساهم في إنعاش الاقتصاد حسبما ذكرت «وول ستريت جورنال» والاتحاد.
وربما تكون شركات الطيران التي يشكل الوقود أكبر بنود الصرف بالنسبة لها، أكبر المستفيدين من هذا التراجع، حيث ناهز إجمالي ما أنفقته شركات الطيران الأميركية في السنة الماضية نحو 51 مليار دولار، وتشير تقديرات مجموعة أيرلاينز فور أميركا التجارية، إلى أن كل تغيير بزيادة أو نقصان فلس واحد في سعر الجالون، يساوي نحو 190 مليون دولار في النفقات السنوية لقطاع الطيران الأميركي، وذلك قياساً على أسعار الاستهلاك الحالية.
وانخفضت الأسعار الفورية لوقود الطائرات بنسبة قدرها 16% منذ بداية سبتمبر الماضي، الشيء الذي يؤدى إلى خفض فاتورة الوقود المتوقعة للعام المقبل بنحو 5 مليارات دولار، وذلك قبل التراجع الأخير في أسعار النفط. وبناء على نفس الأسباب، تستفيد شركات التوصيل السريع يو بي أس وفيدكس، بالإضافة إلى شركات النقل التي تمثل 69% من حركة الشحن في البلاد، ويعوَض انخفاض الأسعار بالنسبة لهذه الشركات، ارتفاع الأجور الناجم عن نقص السائقين.
وفي العموم، تتقاسم شركات التوصيل السريع العائدات التي تجنيها من انخفاض أسعار الوقود مع عملائها بطريقة غير مباشرة، كما لا تقتصر استفادة المزارعين على قلة الإنفاق على وقود الجرارات، حيث تعني زيادة الاستهلاك إنعاش الطلب على الإيثانول المستخلص من القمح.
ويساعد انخفاض أسعار البنزين شركات صناعة السيارات، على تشجيع العملاء لشراء المزيد من السيارات العائلية والمركبات الصغيرة، التي تدر أرباحاً أكثر من السيارات الخصوصية العادية، وفي غضون ذلك، ارتفعت أسعار سيارات شيفروليه سبيربان العائلية ذات الدفع الرباعي من جنرال موتورز، بنسبة 16% خلال العام الحالي حتى الآن، بينما ارتفعت هذه الفئة من السيارات لشركة فورد بنحو 9,5% في أكتوبر الماضي.
ويبدو أن انخفاض أسعار النفط سلاح ذو حدين، ففي حالة شركات صناعة السيارات تطالبها الحكومة بزيادة كفاءة استهلاك الوقود للوصول إلى 54,5 ميل للجالون بحلول 2025. وبتحقيق هذا الهدف، يمكن لشركات صناعة السيارات، بيع المزيد من السيارات الصغيرة والتي تعمل بالكهرباء والسيارات الأكبر حجماً المصنوعة من مواد خفيفة تساهم في خفض استهلاك الوقود.
وحذر مسؤولون في فورد، من إمكانية إغراء انخفاض الأسعار للمستهلكين بعدم الإقبال على شراء السيارات التي تتميز بانخفاض الانبعاثات الكربونية المزودة بتقنيات أكثر تكلفة. ومن المرجح أيضاً تأثير انخفاض أسعار النفط على قطاع الكيماويات الأميركي، الذي يستثمر مليارات الدولارات في إنشاء المحطات الجديدة للبتروكيماويات المستخلصة من الغاز الطبيعي الرخيص.
ويمكن إنتاج بعض المواد البتروكيماوية خاصة البولي إيثيلين المستخدم في صناعة البلاستيك ومواد أخرى، من الغاز أو النفط.
وتستخدم الشركات الأميركية العاملة في صناعة البولي إيثيلين الغاز الطبيعي لانخفاض أسعاره، ما يساعدها في منافسة الشركات الأوروبية التي تستخدم النفط، لكن عند انخفاض أسعار النفط تفقد الشركات الأميركية هذه الميزة ومن ثم تتقلص أرباحها.
ولا تخلو الفوائد من المخاطر أيضاً بالنسبة للشركات العاملة في صناعة المحابس والمضخات والأنابيب وغيرها من المعدات المستخدمة في قطاع النفط، وتستفيد هذه الشركات من انخفاض أسعار الترحيل، لكن ربما يتراجع معدل الطلب في واحد من أكثر قطاعات البلاد انتعاشاً.
وأصبح قطاع السكك الحديد الذي يتولى مهمة ترحيل النفط الأميركي، من بين أكثر الرابحين وأكثر الشرائح نمواً، حيث ارتفعت عائداته من 25,8 مليون دولار في 2008، إلى 2,15 مليار دولار في عام 2013.