اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

ما بعد الربيع العربي: العبر والدروس المستفادة سياحيا بقلم د.مأمون حسين علان

ما بعد الربيع العربي: العبر والدروس المستفادة سياحيا بقلم د.مأمون حسين علان

 

 

بقلم : د.مأمون حسين علان


رئيس قسم الإدارة السياحية – الجامعة الأردنية 

 

 

 

بعد أن اتضحت أبعاد الأحداث الدراماتيكية التي اجتاحت الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، كان لا بد من التوقف على تداعياتها على صناعة السياحة في المنطقة. والربط بين السياسة والسياحة ليس ترفا في تلك الأحداث الحاسمة في منطقتنا، فالعلاقة جلية تماما ما بين التطرف والانحياز الأعمى من جهة وما بين انعدام فرص العمل والفقر من جهة أخرى. فلو احسن صناع القرار في المنطقة من حسن استخدام الموارد السياحية العملاقة في المنطقة لازدهر الاقتصاد وتعددت سبل العيش الكريم وقل عدد جيوش الشباب المنظم لحركات التطرف في المنطقة.  وعلى الحكمة المعروفة ري ضارة نافعة فقد خرجت الإدارات السياحية في المنطقة بالعديد من العبر والدروس المستفادة  للتعامل مع مثل هذه الأحداث والتي خلقت منطقة الثابت الوحيد فيها هو التغيير!

الدرس الأهم أن "السياحة العربية" والتي تشمل حركة السياح العرب البينية هي واحدة من عوامل التوازن السياحي والتي يمكن تطويرها والاعتماد عليه في السنوات القادمة. بالرغم من أن نسبها الحالية لا تتجاوز 42% من أجمالي حركة السياحة الكلية في المنطقة العربية، ألا  أن تسهيل حركة العرب وإجراءات السفر بين أقطارهم قادر على رفع هذه النسبة إلى المزيد.كل المؤشرات تشير إلى أن السائح العربي اكتر وعيا وتفهما بما يحصل في منطقته وانه يدرك أن العديد من الوجهات السياحية العربية ما تزال تنعم بالأمن والأمان. بينما السائح الغربي يشكل صور نمطيه كلية عن المنطقة بانها غير امنه و لا تصلح لقضاء تجربة سياحية مما يحرم الدول العربية الأمنة حاليا من السياحة الدولية.

الدرس الأخر يتضمن خلق أسواق سياحية جديدة وتوسيع أفق التسويق والترويج السياحي للدول العربية. ومن الدول المرشحة لتكون أسواق سياحية مستهدفة هي دول مجموعة بريكس والتي تشمل خمس دول من ذوات الاقتصاديات الناشئة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وتمتلك هذه الدول احتياطيات من العملة الصعبة تبلغ نحو 40% من مجموع احتياطيات العالم. وما يميز هذه الدول بأنها اقل تأثرا بوجهات النظر السياسية المبنية على عقائد الساسة في أمريكا وأوروبا. مما يجعلها دول مرشحة لتصدير السياح إلى المنطقة العربية بشكل مضطرد.

من جهة أخرى، أثبتت السياحة الداخلية أهميتها في المحافظة على توليد الدخل السياحي في الظروف الصعبة. وأهميتها الحيوية لخلق توازن سياحي يعوض جزء من الخسائر الناتجة عن ضعف التدفق السياحي الدولي إلى المنطقة. لذلك على الإدارات السياحية في الدول العربية تشجيع الإفراد والعائلات على قضاء إجازاتهم في أوطانهم وتوفير حزم مناسبة للأهالي للتمتع بتحارب سياحية في ربوع وطنهم.

وسائل الإعلام أيضا أثبتت دورها الاستراتيجي بخلق صور ايجابية عن الدول العربية غير المستهدفة بشكل مباشر بالإحداث السياسية والعسكرية في المنطقة. إذ أن نقل صور مشرقة والبعد عن تعظيم الاحتقانات المفترضة في الدول العربية الأخرى أسهم بشكل ايجابي في تحسن الحركة السياحية نسبيا. فالإعلام السياحي في مصر ساهمة بعودة السياح بشكل نسبي إلى مواقع السياحة الترفيهية فيها كشرم الشيخ والغردقة وطابا. والإعلام المغربي استطاع ترويج المغرب كواحة أمان واستقرار في شمال إفريقيا وجذب المزيد من حركة السياحة الإقليمية والدولية.

بخضم تداعيات إحداث ما يسمى بالربيع العربي استطاعت وجهات سفر خليجية  باستغلال الظروف الراهنة وخلق حركة عكسية للسياح إليها مما حول بعض دول الخليج العربي من  مصدر كثيف للسياح إلى مستقبل. فمدينة دبي استطاعت أن تكون المحطة السياحية الأبرز في المنطقة برمتها، كما ازدادت حركة السياحة إلى مدينة الدوحة القطرية  وطرأ تحسن ملموس على أعداد السياح الوافدين إلى قطر. وتبقى عناصر الاستقرار والأمن والأمان وتوفر البنى التحتية والفوقية الملائمة هي عوامل ازدياد الطلب السياحي على هذه المدن الخليجية.

تبقى الإحداث التي عصفت بالمنطقة دروسا معمقة للإدارات السياحية العربية للاستجابة لتداعيات تلك الإحداث والتصرف بحكمة ومرونة للمحافظة على تدفق السياح الدوليين والإقليميين. أن تعزيز دور وسائل الإعلام ووسائل التسويق والترويج السياحي التقليدي والالكتروني وتقديم منتجات متنوعة لمختلف أنماط السياح علامات فارقة في الاستجابة لتلك الأحداث.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله