متحدثون يؤكدون أهمية تعزيز القطاع السياحي في القدس
أكد متحدثون في برنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء امس الاثنين الحاجة لتغذية روافد المنتج السياحي المقدسي لصلته اللصيقة بقطاعات اقتصادية وخدمية مؤثرة في حياة المقدسيين تدعم صمودهم وثباتهم على أرضهم، وتعزز مواردهم ومقدراتهم في ظل سياسات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية عبر اجراءات ممنهجة تحرمه من النمو وتضع أمامه العراقيل والعقبات.
وقال رئيس التجمع السياحي المقدسي رائد سعادة، ان مدينة القدس من عواصم العالم القديم ولها قيمة دينية معروفة لدى جميع الأديان، مشيرا الى الأبعاد التاريخية والحضارية والثقافية والانسانية للمدينة بحسب السبيل.
وقال ان السياحة المسيحية للمدينة هي الأكثر حضورا وتواجدا، وبالتالي فرضت نوعية التعامل الخدماتي والسياحي الذي وجد لخدمة هذا النوع من السياحة.
وأوضح ان السياحة في القدس محليا تواجه العزل، فالاحتلال يمارس سياسة التشتيت ويقوم بعزل المدينة عن محيطها، أما خارجيا فالانطباع لدى السائح يرتبط بالوضع السياسي، لافتا الى أن أغلب السياحة المسيحية موسمية ولا تتعدى شهرين في السنة هما نيسان وتشرين الأول، أما البرنامج السياحي الاسلامي فهو غير مستغل.
وبين سعادة أن الوكالات والمكاتب السياحية الاسرائيلية هي صاحبة الغلبة في استقطاب السياح الأجانب الى الأراضي المقدسة وتجتذب ما يعادل 90 بالمئة من حجم السياح لقدرتهم في تسويق السياحة الدينية والثقافية والطبيعية، فيما الجهد السياحي الفلسطيني محصور بالأماكن الدينية.
ودعا العرب الى التعامل مع المنتج السياحي الفلسطيني، في ظل عدم السماح للسلطة الفلسطينية بالعمل في القدس لتطوير السياحة، ومنعها من تنظيم القطاع السياحي في المدينة الذي يقع تحت سطوة وزارة السياحة الاسرائيلية.
واوضح سعادة ان هذا الواقع اضطر الفلسطيني الى التأقلم مع الواقع المحاصر به، ودفعه لابتكار انواع سياحية اخرى من خلال ايجاد برامج تتيح للسائح الاطلاع على الواقع المعيشي للفلسطينيين، أو ما يسمى بالسياحة السياسية، الأمر الذي أوجد حالة تعاطف كبيرة من قبل السياح واستشعار حجم الظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني، من خلال زيارة أماكن كالمخيمات والجدار العازل والقرى وبعض المناطق التاريخية المحاصرة كالحرم الابراهيمي ومنطقة بيت لحم، مشيدا بالدعم المالي والقانوني واللوجستي الأردني لحماية المقدسات.
وقال فهمي النشاشيبي مستشار جمعية الفنادق العربية ورئيسها السابق، ان اهم معالم القدس السياحية هي المعالم الدينية، وأكثر زوار المدينة يأتون لأسباب دينية سواء أكانوا مسلمين ام مسيحيين او يهودا، والغالبية التي تزور المدينة حاليا هم من مسيحيي غرب أوروبا وأميركا، واخيرا بدأت افواج اسلامية من أندونيسا واوروبا واميركا بالمجيء الى القدس لعدم وجود عوائق بالنسبة لهم.
وأضاف النشاشيبي ان حجم السياحة القادمة من الأردن تقدر بحولي 300 الف سائح بمن فيهم المسلمون، مشيدا بالفتوى الي صدرت من العلماء بجواز زيارة القدس لتعزيز صمود أهلها، وان الزيارة ليست تطبيعا.
وأشار الى تراجع كبير في عدد الفنادق العربية في القدس ليصل الى 20 فندقا فقط فيما كانت ضعف العدد الحالي، مقابل 60 فندقا اسرائيليا في القدس الغربية وأربعة فنادق ضخمة في القدس الشرقية، لافتا الى ان الجدار العازل حرم العرب في مناطق السلطة الفلسطينية من زيارة القدس ما زاد الأوضاع سوء.