تقرير … قرية "أصيلة" تاريخ بحري ومقصد سياحي
تعتبر قرية أصيلة الساحلية احدى أهم القرى السياحية الجميلة في ولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية حيث تبعد عن مركز الولاية حوالي55 كيلومتراً شرقاً، وتحدها من الجنوب نيابة الأشخرة، ومن جهة الشمال السويح والحدة والبندر الجديد والرويس والخبة والدفة، كما تبعد عنها نيابة رأس الحد حوالي 75 كيلومترا شمالا.
تقع قرية أصيلة الهادئة على بحر العرب والمحيط الهندي مستمدة منه نسيمه ورائحته التي تجول في أوساط حاراتها ذات العمران المميز الحديث لتشتهر بكثرة المنابر ذات المعالم الإسلامية التي تتميز بها القرية ويوجد بها عدد من القلاع التاريخية العريقة أخذت من الجبال مكاناً لها بناها الأجداد في الارتفاعات الشاهقة من القرية لتكشف من الغرب الصحراء الواسعة ومن الشرق البحر الممتد على مرأى البصر.
تعد قرية أصيلة من المقاصد السياحية ومصدر جذب سياحياً يقصدها السائحون من مختلف محافظات السلطنة ومن خارج السلطنة أيضا لما تتمتع به من جوَها المعتدل وهوائها العليل ولطافة طقسها طوال فصول السنة لاسيما فصل الصيف حيث تنخفض درجة الحرارة.
وتتميز أصيلة بشواطئها الذهبية المليئة بالأصداف الجميلة ويمارس فيها أبناء القرية والأجانب الأنشطة الرياضية المختلفة أشهرها رياضة الصيد والسباحة وركوب الأمواج وغيرها.
وتشهد أصيلة التي تكتسيها أشعة الشمس بألوانها الذهبية والقرى الساحلية المجاورة خلال الإجازات الرسمية وخاصة في فترة الصيف تزاحم الزوار والتخييم على طول شواطئها، وتتميز بموقعها البحري، وتتخذ القرية من السفينة الشراعية شعارا لها حفاظا واعتزازا بمهنة الأجداد باعتبار أن الصيد والبحر مصدر الرزق الرئيسي لأهالي هذه القرية.
وبلغ تعداد السكان لقرية أصيلة في سنة 2010 م أكثر من أربعة آلاف نسمة تقريبا ويمثل صيد الأسماك المهنة التقليدية الرئيسية في القرية ومصدراً طبيعيا مهماً من مصادر الدخل اليومي للفرد وللوطن حيث ساهم أهالي قرية أصيلة في المحافظة على هذه الحرفة من خلال ممارستهم لها وتعليمها لأبنائهم لصونها من الاندثار والعمل على تطويرها باعتبارها مهنة الأجداد ومصدرا مهما للدخل.
ويقوم الصيادون في قرية أصلية وكذلك في القرى المجاورة بدور بارز في تزويد الأسواق المحلية والخارجية بمختلف أنواع الأسماك، حيث كان شاطئ أصيلة قديما مرسى مهما لبعض السفن التجارية القديمة المختلفة التي تصدر البضائع والاسماك المجففة الى دول شرق آسيا وافريقيا، وكذلك الدول المطلة على المحيط الهندي.
ونالت قرية أصيلة كغيرها من القرى العمانية العديد من الخدمات التنموية التي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه-خلال مسيرة (44) عاما من النهضة المباركة شملت مدارس للبنين والبنات وإنشاء بعض المشاريع المهمة منها حماية شاطئ القرية وتوصيل المياه للمنازل، وانشاء الطرق الداخلية، وتقوية شبكات الاتصالات، وإعادة تأهيل مركز أصيلة الصحي وهو في طور الإنشاء.
وهناك مشاريع خدمية ذات مقومات سياحية ساهم المواطنون فيها بجهود مجتمعية، منها مبادرة إقامة مجالس أهلية وعمل استراحات على الشاطئ وتنظيم حملات دورية تنظيفية وتوعوية في القرية وغرس العمل التطوعي في نفوس أفرادها.
نقلا عن العمانية