تقرير.. ساعة الصفر تقترب لهجوم القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي على داعش في جبال حمرين
العراق – بغداد – تقرير ل فراس الكرباسي
شدد مجلس محافظة ديالى (57 كم شرق بغداد)، الجمعة، على ضرورة مسك الارض بصورة كاملة في ناحيتي جلولاء والسعدية قبل البدأ بالهجوم على مناطق جبال حمرين وتحريرها من داعش الارهابي.
وقال عضو المجلس قاسم المعموري وفي تصريح صحفي ان "القوات الامنية والحشد الشعبي تحاصر بشكل شبه كامل مناطق جبال حمرين الذي يحتمي به عناصر داعش الاجرامية"، كاشفا ان "ساعة الصفر باتت قريبة لاقتحام هذه المناطق".
واضاف ان "المعنويات العالية التي تتمتع بها قواتنا الامنية اسهمت بشكل كبير في الانتصارات التي تحققت، منوها الى الدعم الكبير الذي تلقته هذه القوات من قبل ابناء العشائر في هذه المحافظة.
وتشهد محافظة ديالى ومركزها بعقوبة، أعمالا مسلحة شبه يومية في مناطق شمال شرق بعقوبة التي سيطر عليه "داعش"، وغالبا ما تستهدف المدنيين والقوات الأمنية، في وقت تقوم تلك القوات بعمليات دهم وتفتيش تقوم خلالها باعتقال عشرات المطلوبين بتهم إرهابية وجنائية.
بينما اكد عضو مجلس محافظة الانبار اركان خلف، ان زمر داعش السلفية تحاول جمع قواتها المنهزمة من مناطق العراق للانقضاض والسيطرة على مركز محافظة الانبار.
وقال خلف "بعد الهزيمة التي تلقتها هذه الزمر في مناطق العراق المختلفة من جرف النصر إلى ديالى ومناطق صلاح الدين وبيجي تحاول جاهدة جمع قواتها المندحرة للهجوم على مركز مدينة الرمادي للتقليل من خسائرها الفادحة التي تلقتها على يد ابناء قواتنا الامنية والحشد الشعبي".
واضاف خلف ان "الحكومة العراقية قامت خلال اليومين السابقيين بارسال الكثير من الاسلحة والعتاد الى قاعدة الحبانية لتجهيز ابناء عشائر هذه المناطق لمساندة القوات الامنية في التصدي لأي هجوم محتمل والتقدم لتحرير مدينة هيت والبغدادي".
من جهته اكد المتخصص بشؤون الارهاب هشام الهاشمي، انه لا يمكن لدولة مثل العراق أن تنجز النصر على تنظيم داعش الارهابي من دون أن تنهض بملف المصالحة الوطنية.
وقال الهاشمي، ان "لغة التحاور بين الفرقاء السياسيين هي المصالحة الجادة"، مشيرا الى ارتفاع نسبة أصوات الذين يشتكون من عدم جدية الجهة التنفيذية للمصالحة وعلى الاعضاء في اللجنة البرلمانية المختصة تشخيص الخطأ بسرعة ".
وكشف الهاشمي عن ان المشاريع الأقل اهتماما في ملف المصالحة الوطنية هي المصالحة نفسها، والمواضيع الأكثر جاذبية والأكثر اهتماما هي عقد المؤتمرات ومجالس الاسناد العشائرية ومناقشة فساد الصحوات الهاربة "، موضحا ان" هذا الملف لم نر له وجود منذ شهرين سوى تعيينات وعقود لعشرات الشخصيات في مكتب نائب رئيس الجمهورية و مكتب رئيس الوزراء والمستشار في مكتب رئيس البرلمان !! ".
وعلى صعيد متصل، اكد القيادي في تحالف القوى الوطنية النائب ظافر العاني، ان قوات البيشمركة تستحق ان تسلح بالاسلحة الثقيلة، لما حققتها من انتصارات في محاربة داعش.
وقال العاني في تصريح صحفي ان "قوات البيشمركة تقاتل تنظيم داعش وتعمل على بسط الامن والاستقرار في العراق"، مضيفا أن "هذه القوات تستحق التسليح وبمختلف الاسلحة ومنها الثقيلة".
واوضح العاني أن "البيشمركة هي جزء من المنظومة الدفاع العراقية وهي الان تقاتل تنظيم داعش"، مشيرا الى أن "العلاقات السياسية والامنية بين بغداد واربيل جيدة الان وتساعد على هذا التسليح".
وبخصوص الاوضاع في موصل فقد اغتال مسلحون مجهولون المسؤول الإداري لتنظيم داعش في محافظة نينوى جنوبي الموصل.
وقال مصدر امني في حديث صحفي إن "مسلحين مجهولين أقدموا على اغتيال المسؤول الإداري لتنظيم داعش، المدعو عامر إبراهيم عابد والملقب ب (أبي همام) في قرية الحود ضمن ناحية القيارة 60 كلم جنوبي الموصل".
وأضاف أن "المسلحين المجهولين أمطروا سيارة أبو همام بوابل من الرصاص من أسلحة خفيفة واردوه قتيلا قبل أن يلوذوا بالفرار".
ورجح المصدر أن "تقف كتائب الموصل خلف الحادثة".
ويدعم اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب العراقي السابق كتائب الموصل.
وسيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل في العاشر من حزيران الماضي قبل أن يوسع سيطرته على مناطق شاسعة منها في الثالث من آب الماضي.
من جهته، دعا وزير المالية العراقي هوشيار زيباري لإجراء إصلاحات عميقة للقضاء على الفساد في صفوف القوات المسلحة، وفيما شدد على ان أن القوات الأمنية تستحق الدعم للتصدي لتنظيم "داعش"، بين إن من الضروري فرض ضوابط أكثر صرامة.
وقال زيباري في تصريح صحفي "من المؤكد أننا سنوصي بشدة بضرورة إجراء إصلاحات عميقة في المؤسسة الأمنية العسكرية لمكافحة الفساد وسوء الادارة"، مضيفا "في الوقت نفسه يجب تطهير الجيش من هذه الارقام. أرقام الجنود الوهميين وغير ذلك من سوء الادارة".
واضاف زيباري "بكل تأكيد لا بد من وجود ضوابط، لابد من مراجعة كل التشكيلات من حيث الاعداد. يجب ألا يكون هناك جنود وهميون في صفوف الجيش"، مبينا أنه يجب محاسبة المسؤولين عن عدد أفراد الوحدات والأسلحة والمرتبات والذخيرة والغذاء "وهذه أمور أساسية لا تحتاج لعبقري "لفهمها.
وفيما يتعلق بالمواجهات مع تنظيم "داعش" قال زيباري إن التنظيم لم يعد بإمكانه الصمود في معارك مع القوات العراقية لأن طول فترة القتال يجعله عرضة للضربات الجوية الأمريكية، لكنه حذر من أن التنظيم مازال يتمتع بفعالية شديدة في صنع القنابل وزرعها على الطرق وتلغيم البيوت، كما أنه مازال شديد الخطورة لأنه يمكنه الجمع بين الحرب التقليدية وأساليب حرب العصابات وفرق القتل الانتحارية.
وقال زيباري "بعد كل هذه السنوات لا أحد يريد رؤية خلافة كراهية. لم يعد هؤلاء يشكلون خطرا على وجودنا. لكنهم يشكلون خطرا جسيما جدا جدا"، مضيفا "كم من الوقت سيستغرق ذلك؟ لست أملك كرة بلورية لأقول لك. سيستغرق الامر بعض الوقت. وأعتقد أننا نكسب وهم يخسرون ".