مبـادرة «الأخبـار» حـول وادي سـيناء المقـدس استكمال لدائرة برنامج ناجح للسياحة الدينية بقلم جلال دويدار
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
السياحة الدينية يمكن ان تكون فتحا جديدا ضمن مخططات التنمية السياحية الشاملة إلي مصر. ارتباطا بهذه القضية فإن كل الدلائل التاريخية تؤكد ان هذه التوعية السياحية وما لها من تأثير روحي علي مئات الملايين من البشر ليست أمراً جديداً علي مصر. يأتي ذلك علي ضوء ما حظيت به من مباركة للمولي عز وجل الذي خصها بالذكر في كتابه المبين.
وقد تنبه الرئيس الراحل أنور السادات لاهمية هذه المكانة الدينية عندما فكر بعد انتصار أكتوبر المجيد عام ١٩٧٣ الي تحويل منطقة الوادي المقدس طوي بسيناء الي مزار لكل المنتمين للأديان السماوية الثلاث.. الاسلام.. المسيحية .. اليهودية. يأتي ذلك انطلاقا من أن الله تعالي تحدث فيها الي النبي موسي. ولقد شاءت الاقدار ألا تعطي هذا الزعيم الذي سبق عصره العمر لتنفيذ هذا المشروع الديني السياحي التنموي العظيم.
> > >
في هذا المجال لا يسعني سوي ان اشيد بمبادرة الزميل ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار حول عملية احياء هذا المشروع وتحويله إلي واقع. لم تقتصر هذه المبادرة علي تسليط الاضواء علي أهمية الاقدام علي هذه الخطوة وانما تواصلت الاجتهادات للجهاز التحريري بالأخبار لأخذ رأي الخبراء حول تحديد الموقع ومتطلبات تحويله إلي مزار. بقي ان تتجاوب أجهزة الدولة المسئولة بجدية مع هذه الدعوة التي جاءت من جانب صحيفة «الأخبار» التي تأتي في اطار تحركاتها الخلاقة دائما. وحتي تكون عملية التنمية لهذا الموقع المقدس علي المستوي اللائق فإنه يحتاج إلي ان يتولاه كيان اقتصادي كبير لديه امكانات الخبرة والتمويل. هذا الكيان مطالب بالعمل علي أعلي مستوي لاقامة منطقة تعميرية سياحية تسمح بالزيارات التي يمكن ان تتطلب قضاء بعض الايام للتعبد والراحة. لاجدال ان تنفيذ محور قناة السويس سيكون عاملا ايجابيا يشجع علي تنظيم هذه الزيارات السياحية.
> > >
استكمالا لدائرة السياحية الدينية القائمة علي ما تمتلكه مصر من مقومات دينية فريدة فإنه لا يفوتني الاشارة إلي ان مصر كانت ووفقا للتاريخ المسيحي الموثق ملجأ لفترة طويلة من الزمن للعائلة المسيحية المقدسة المكونة من السيدة مريم وابنها النبي عيسي. لم يعد غائبا عن احد معالم المسار الذي اتخذته هذه القافلة طوال فترة اقامتها بمصر. وقد احسنت وزارة السياحة في الفترة الاخيرة بالترويج لهذا المسار والعمل علي تسويقه سياحيا . حتي يأخذ كل انسان حقه فقد كان لرجل الاعمال السياحي منير غبور مبادرة اعداد دراسة مصورة عن هذا المسار منذ عدة سنوات، اعتقد انها كانت القاعدة التي اعتمدت عليها وزارة السياحة.
> > >
من ناحية أخري فقد شاءت الظروف ان يقوم المهندس محلب رئيس الوزراء بحضور الاحتفال بالانتهاء من تطوير مجمع الاديان الموجود في مصر القديمة منذ عدة قرون. انه يضم مواقع اسلامية ومسيحية ويهودية تاريخية تضم مسجدا الي جانب الكنيسة المعلقة بالاضافة إلي معبد يهودي، لا جدال ان وجود وادي سيناء المقدس ومسار القافلة المقدسة للدين المسيحي تمثل مقصدا دينيا متكاملا. تتوافر له كل مقومات التسويق والترويج السياحي الناجح لكل الاطياف الدينية علي كل مستوي العالم