مطالب بفعاليات جاذبة للسياحة مع دخول الشتاء
الدوحة " المسلة " … يعتبر الشتاء الموسم الأفضل الذي يعكس جمال الطبيعة في قطر، حيث تمتزج الصحراء مع البحر والهواء النقي، كما يقصد الزوار عشرات المعارض التجارية والفنية والتراثية..، وتعتبر المناطق الطبيعية في قطر خصوصا الشواطئ والبرية من أهم وجهات السياحة الشتوية. ويعد فصل الشتاء أفضل الأوقات لقضاء الإجازة بمنطقة الخليج العربي، وتستقبل قطر زوارها بداية الموسم الحالي بمعالم سياحية فريدة طبيعية وتراثية، كما أن أوجه التراث وعددا من المشاريع المتنوعة بدأت تقام مؤخراً في الدوحة لاستقطاب السياحة في الشتاء مع ما يجده الزوار من حفاوة وترحاب.
عدد من المواطنين القطريين اعتبر في حديثه لـ «العرب» بأن الموسم الحالي أظهر رغبة الزوار في التعرف على الطبيعة القطرية إضافة إلى معرفة مدى التطور والحداثة التي ظهرت في عدد من المباني والمنشآت. متسائلين في الوقت عينه عن الخطط الاستراتيجية الكفيلة بوضع قطر على خارطة البلدان الأهم المستقطبة للسياحة الشتوية في العالم، حيث أثبتت عدد من المواقع السياحية القطرية جاهزيتها لاستقبالهم وأبرزت معنى الترحاب الحقيقي كما أثبت المسؤولون في هذه المواقع حسن الضيافة في مواقع متميزة بطبيعتها الشتوية الساحرة.
سياحة شتوية
تعتبر المواقع القطرية من أهم المواقع السياحية على مستوى الطبيعة والبيئة الخارجية. ويعتبر الإعلامي جبر صالح بأن سمعة قطر الطيبة هي من شجعت الزوار على تجربة قضاء موسم كامل في ربوعها، ويقول: بأن الدعاية للمواقع السياحية المتميزة فيها وعرض صور المحميات ومقاطع متلفزة في وسائل إعلام أجنبية هامة سيسهم أكثر في التعريف بالمحميات الطبيعية ومواقع الجزر وأماكن إقامة الفعاليات في قطر: «فالمواقع الطبيعية والمتميزة سواء على الشواطئ أو في البر القطري أو وسط البلاد بدأت تجذب اهتمام السواح كما يقول صالح، حيث بدأت عدد من الشركات تنظم رحلات سياحية ولعدة أيام إلى البر القطري وإلى الساحل القطري. مؤكداً على أهمية الترويج والدعاية للمواقع الطبيعية لقطر في الخارج هو الأهم بالنسبة للزائر».
مراكز الترفيه والمنتجعات
كما يعتبر جبر صالح بأن إبراز أهم الأماكن الطبيعية التي تعكس طبيعة الحياة قديماً، إضافة إلى الوسائل التقليدية المستخدمة في النقل والحياة العامة قديماً سيسهم في التعريف بقطر، كما أكد أن الجهد المبذول في التعريف بعدد من المواقع والمحميات الطبيعية في سفارات قطر بالخارج يجب أن يتطور إلى أفلام تسجيلية تعرض في أهم معارض السياحة في الخارج بما يناسب تطور هذا القطاع في قطر، حيث إن اختيار شركات الفنادق الدولية يقع على المواقع التي تجذب الانتباه سواء في المدن أو على الشواطئ. «ولا يخفى ما لشواطئ قطر من طبيعة رملية وهادئة في الشتاء. وما للبر القطري من أجواء مميزة أيضاً». ويعتبر صالح بأن سمعة قطر الخارجية كواحة للأمن والاستقرار واستضافتها لكثير من المؤتمرات الاقتصادية والفعاليات الرياضية جعل الكثير من زوار قطر السابقين يعودون للتعرف أكثر على طبيعتها، كما أن المعاملة الطيبة وتسهيل إجراءات الزيارة وحفاوة وترحاب القطريين أسهمت في زيادة أعداد الزوار والسواح والراغبين بالاستجمام شتاءً في قطر.
من ناحيته يرى الباحث الإعلامي ربيعة الكواري بأن إقامة الفنادق والمنتجعات قريباً من المواقع السياحية، وتنظيم زيارات للمتاحف وأماكن الصيد والغطس وسواها عوامل تسهم في جذب زوار قطر في الشتاء. متابعاً بأن الموقع الجغرافي والطبيعة والحياة الحديثة كلها أيضاً تسهم في زيادة أعداد السواح ولكن ما يسهم وبشكل فاعل في ذلك هو وضع استراتيجية متكاملة تبدأ من صفحات الإنترنيت للتعريف بمواقع قطر الطبيعية في أهم المواقع الإلكترونية وتمر بإجراءات من قبيل تسهيل النقل المواقع المختلفة لعمل جولات تعريفية بطبيعة البلاد، وتنتهي بتسهيل إجراءات الزيارة وتقديم مغريات كبيرة للزوار لتكرار التجربة.
مسابقات وأنشطة
انطلاق موسم التخييم وعدد من مسابقات الرياضة المحلية والعالمية كان فرصة للسياحة الداخلية والخارجية معاً ويقول المواطن جاسم الكعبي: بأن وجود الزوار الأجانب إلى جانب المواطنين في عدد من المسابقات والفعاليات أكسبها طابعاً تفاعلياً، كما أن المسابقات التي تقيمها الهيئة العامة للسياحة برأيه كمسابقة مواقع التواصل الاجتماعي كمسابقة أنشطة جولة قطر الشتوية والموجهة للجمهور في دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تلقت ما يقارب 1200 مشاركة تعتبر من أهم أنواع الترويج الرياضي والسياحي لقطر ضمن برنامج الهيئة العامة للسياحة التي أعلنت منذ عدة أسابيع إطلاق إعلان تلفزيوني ترويجي حول الجولة الشتوية في قطر بثلاث لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، تحت عنوان «باريس قادمة إلى الدوحة» بثت على عدد من الشبكات التلفزيونية حول العالم، وقامت بالترويج لدولة قطر للملايين من مشجعي أحد النوادي المعروفة في العالم.
الإعلامي ربيعة الكواري قال: إن الاستراتيجية المتكاملة التي تبدأ من اهتمامات السواح سواءً كانت رياضة أو طبيعة أو فنونا وحبا للمغامرة وغيرها من الاهتمامات تبدأ بعمل خريطة كاملة لأهم المواقع التي يمكن أن يجد فيها الزائر كل هذه الاهتمامات، وعدم الاقتصار على الأماكن الترفيهية على الشواطئ والمنتجعات لأن الزائر يرغب كما في أي بلد بمعرفة الحياة في المواقع الطبيعية لذلك يزداد نشاط هؤلاء الزوار الباحثين عن الاستجمام في البر ويزداد زوار المحميات الطبيعية ويتابع بأن افتتاح بعض المواقع في أماكن التخييم موسمياً وإغلاقها لا يفيد بل يجب افتتاح مراكز ترفيه وأسواق دائمة في مواقع مختلفة.
وحول الرياضات التقليدية كالغوص ومسابقات الصقور وغيرها والتخييم في الموسم الشتوي يقول المواطن عبدالله مسيفري: بأن توفير خريطة بهذه المواقع كفيل بالتعريف بطبيعة قطر في موسم الشتاء إضافة إلى نشر المخيمات الشتوية في عدد من المواقع القطرية الهامة. إضافة إلى تفضيل الزوار هذا بالنسبة للوسائل التقليدية كالجمال والخيول بدلاً من السيارات في التجول في وسط المحميات أو في البر القطري بالقرب من مواقع التخييم، مطالباً الشركات السياحية بتوفير رحلات تعريفية باستخدام وسائل نقل تقليدية للزوار للتعرف على المواقع الأثرية والطبيعية في قطر.
الشركات السياحية التي تعمل في مواقع التخييم أو على هامش بعض الفعاليات وتقوم بجولات قصيرة للزوار إلى أماكن البر المحميات مطالبة بتوسيع هذا النشاط كما يقول المواطن صالح الكواري. ويتابع «أعداد المواقع السياحية القطرية تزداد، كما أن أعداد الشاليهات التي تقع بالقرب من مواقع سياحية كمنتجعات شاطئية وغيرها تزداد أيضاً، ويجد بعضها في زيادة أعداد السواح في هذه المنطقة فرصة لتطوير واقع المطاعم السياحية أيضاً والتي تعاني من ندرة خارج الدوحة». كما أن المتاحف المتنوعة أسهمت في زيادة عدد الزوار بما أتاحته من فرصة أمام الزوار لمعرفة تاريخ وتراث قطر، وأن العديد من هذه المواقع المهمة تشهد إقبالاً كبيراً خصوصا تلك التي تحوي مخطوطات وآثارا عربية وإسلامية متنوعة كمتحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.
تخييم وجولات بالبر
أعداد أكبر من السواح الأجانب يتوافدن على قطر بداية كل موسم شتاءً وتأخذ الشركات السياحية العاملة في سيلين على عاتقها مهمة تعريفهم ببعض الفعاليات المقامة هناك كموسم الصيد وموسم الغوص وفعاليات رياضية تقام على هامش موسم التخييم. ويعتبر صالح الكواري بأن وجود المجموعات من السياح الأجانب بكثرة في موسم الشتاء وبالقرب من مواقع تحتوي على الكثير من رواد الرياضات التقليدية والتخييم من المواطنين يعكس مدى الحفاوة التي استقبل بها هؤلاء السواح في قطر.
العرب