مؤتمر السفر والسياحة لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي يبحث تجاوز تحديات التأشيرات السياحية
التصديق على دعم جهود التنمية السياحية المبتكرة والمستدامة في ختام أعماله –
اختتمت في مدينة فيكتوريا عاصمة جزر سيشيل فعاليات الدورة الأولى لفعاليات مؤتمر السفر والسياحة لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي (آي او آر ايه) والتي استمرت على مدار يومي 20 و 21 نوفمبر الجاري وشاركت فيها 15 دولة عضوة هي بالإضافة للسلطنة كل من أستراليا وبنجلاديش وجزر القمر والهند وأندونيسيا وكينيا ومدغشقر وماليزيا وموريشيوس وموزمبيق وجزر سيشيل وسريلانكا وجنوب أفريقيا وتنزانيا وتايلند بالإضافة إلى دولتين من الدول الشريكة في المباحثات والحوار هي المملكة المتحدة وفرنسا.
فعاليات المؤتمر الذي شاركت به السلطنة ممثلة بوزارة السياحة قسمت على مدى يومين متتاليين حيث خصص اليوم الأول لاجتماعات الخبراء والمختصين فيما خصصت فعاليات اليوم الثاني لاجتماع أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة في المؤتمر حيث ألقى معالي آلان سانت انجيه وزير السياحة والثقافة كلمة ترحيبية بمناسبة انعقاد هذا الاجتماع الوزاري قال فيها: بيننا كدول أعضاء في رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي العديد من العوامل المشتركة التي يجب استثمارها لتحقيق مصالح دولنا، نعم بالعمل المشترك بيننا نكون أقوى ونستطيع تحقيق العديد من الأهداف المشتركة التي نطمح إليها.
وتابع: نمتلك هذا التنوع الهائل في المقومات السياحية بين ثلاث قارات عالمية بالإضافة إلى هذا الثراء في الثقافات المحلية التي يجب الترويج لها كمنتج سياحي مشترك يتمكن من خلاله السائح في زيارة أكثر من دولة من دولنا وفق خطط واستراتيجيات عمل مشتركة تعززها قدرتنا على تطوير آليات الربط الجوي وخطوط الطيران من جهة والنقل البحري وخطوط ملاحة السفن السياحية العملاقة من جهة بالإضافة إلى تجاوز التحديات الآخرى المتعلقة بالتأشيرات السياحية المشتركة وغيرها بحسب عمان.
واختتم وزير السياحة والثقافة بجزر سيشيل حديثه بتقديم الشكر لجميع المشاركين وبإعلان تقدم جنوب أفريقيا بطلب استضافة الدورة الثانية من فعاليات مؤتمر السفر والسياحة لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي في مايو من العام القادم.
استعراض تجارب وخبرات الدول المشاركة
فعاليات اليوم المخصص لاجتماع أصحاب المعالي وزراء السياحة ورؤساء الوفود المشاركة شهد عروضا مرئية بالإضافة إلى استعراض عدد من التجارب والاستراتيجيات والجهود التي قامت بها الدول الأعضاء برابطة الدول المطلة على المحيط الهندي والدول المشاركة في الحوار والمباحثات.
معالي عبدالعزيز محمد نظري وزير السياحة والثقافة الماليزي استعرض تجربة وزارته في تطوير القطاع السياحي في ماليزيا انطلاقا من دمج قطاعي السياحة والثقافة في وزارة واحدة لأنهما جزء لا يتجزأ عن بعضهما البعض.
وتطرق الوزير الماليزي في كلمته إلى المبادرات التكاملية التي قام بها القطاع السياحي في ماليزيا لتطوير القطاع والمتمثلة في تعزيز الشراكة وتحديد المهام والاختصاصات بين القطاعات الماليزية ذات الصلة من جهة والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الآسيوية القريبة في تقديم منتج سياحي يتكامل مع المنتجات السياحية لهذه الدول وفي نفس الوقت يوفر خصوصية للمنتج السياحي الماليزي يراعي الحضارة والثقافة والمجتمع المحلي ويستقطب سياحة مسؤولة من الدول الإسلامية ومن بقية دول العالم.
ليندساي سكول المفوضة العامة لسفارة المملكة المتحدة في جزر سيشيل أشارت في كلمتها إلى السوق السياحية الأوروبية كونها سوقا غنية بالأفواج السياحية التي يمكن استقطابها حيث تتوفر في الدول المطلة على المحيط الهندي جميع المقومات التي تبحث عنها هذه السوق وتحديدا في فصل الشتاء. كما تناولت المفوضة العامة البريطانية في كلمتها سياحة قطاع السفن السياحية العملاقة حيث تعتبر السوق البريطانية إحدى اكبر الأسواق العالمية المصدرة لهذا النوع من السياحة والتي ستكون مهتمة بكل تأكيد في فتح خطوط ملاحة بين الدول المطلة على المحيط الهندي.
تطوير البنية الأساسية
في الكلمة المخصصة لوفد السلطنة المشارك في فعاليات مؤتمر السفر والسياحة لرابطة الدول المطلة على المحيط الهندي أكد السيد عادل بن المرداس البوسعيدي مستشار الشؤون السياحية بوزارة السياحة ورئيس الوفد المشارك أن السلطنة توجه اهتمامها نحو دعم خطط السياحة المسؤولة والسياحة الخضراء مع تطوير في البنية الأساسية للقطاع السياحي العماني من منطلق تعزيز جهود التنمية الشاملة المستدامة التي تتبناها حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.
وتناول رئيس الوفد المشارك في المؤتمر عددا من المشاريع التنموية التي ستسهم في تعزيز البنية الأساسية للقطاع السياحي بالتوازي مع التوسع في المشروعات الاستثمارية في قطاعات السفر والسياحة والفندقة كمشروع مطار مسقط الدولي في هويته ومنشآته الجديدة ومشروع مركز عمان للمؤتمرات والمعارض وغيرها.
وتطرق مستشار الشؤون السياحية بوزارة السياحة إلى الاستراتيجية العمانية للسياحة 2015-2045 والأهداف والنتائج المرجوة منها بالإضافة إلى حديثه عن مشروعات السياحية البيئية والسياحة الخضراء التي تهتم بها الوزارة وتدعم إقامتها للحفاظ على مقومات الحياة البيئية في المجتمعات الحاضنة لها كالجبل الأخضر مثلا.
وأشار السيد عادل البوسعيدي في كلمته إلى أن السلطنة من الدول المتفردة في منطقة الشرق الأوسط بانها دولة سياحية طوال العام حيث تستقطب السياحة الخارجية وتحديدا الأوروبية في الموسم السياحي الشتوي بالإضافة إلى استقطابها للسياحة البينية وتحديدا من دول منطقة الخليج العربي في الموسم السياحي الصيفي فيما اختتم كلمته بالتأكيد على دور السلطنة التاريخي والحضاري في المحيط الهندي على مدار القرون الماضية والعزم على تفعيل أوجه التعاون السياحية المشتركة مع بقية دول الرابطة في المجالات التي تسمح بذلك.