Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السياحة والتسويح! بقلم: د. عبد العزيز حسين الصويغ

السياحة والتسويح!

 

بقلم : د. عبد العزيز حسين الصويغ

هناك فرق بين "السياحة" .. و "التسويح".- فالسياحة، كما تُعرفها منظمة السياحة العالمية (التابعة لهيئة الأمم المتحدة) هي نشاط السفر بهدف الترفيه أو التطبيب أو الاكتشاف، وتوفير الخدمات المتعلقة بهذا النشاط. والسائح هو ذلك الشخص الذي يقوم بالانتقال لغرض السياحة لمسافة ثمانين كيلومتراً على الأقل من منزله.

– أما "السواحة" .. لمن لا يعرفها، أو لم يُجرب يوماً ما أن يتم "تسويحه"، فكل ما عليه هو زيارة بعض الدول التي تستهدف السائح كلقمة سائغة أو هدية هبطت عليهم من السماء لا يتوانون عن نهشها وتنتيف ريش السائح الضحية بحيث تكون تجربته السياحية هذه هي أول وآخر ما يقوم به لتلك الدولة أو المنطقة! وهناك قصص عديدة للتسويح الداخلي والخارجي لا مجال لعرضها هنا.

***
أهم ما ينبغي أن تستهدفه السياحة هو تنمية الشعور بالبهجة والمتعة والإقامة في مناطق ذات طبيعة خلابة" .. فإذا افتقدت ذلك افتقدت الغرض منها. ورغم ما يتعرض له بعض السياح هنا وهناك من حوادث، وتجارب مؤلمة فإن لها بريقاً خاصاً مرتبطاً بحب الإنسان في المعرفة وتخطي الحدود. فقد تمكنت السياحة من تجاوز كل الأزمات وأثبتت التجارب أنها صناعة لا تنضب ولا تندثر بل تنمو عاماً بعد عام .. وسوق السفر والسياحية، رغم دخول دول كثيرة فيها في الفترة الأخيرة، لا زالت سوقاً تستطيع استيعاب العالم كله.. إذا ما هيَّأت لها الدول البيئة المناسبة لها وتعاملت معها كمصدر هام للدخل الوطني.

***
بلادنا – ولله الحمد – لا تفتقد لمحفزات السياحة وأماكنها. فهذا القارئ (مواثيقmawatheek ) يُعلق على مقال سابق لي عن السياحة بالتأكيد على أن هناك مناطق في بلادنا لا تقلُّ جمالاً وروعة عن الخارج، لكن المشكلة هو تطويرها حتى تصبح في ملقف السياح ومصدراً كبيراً يعود على بلادنا بدخل مرموق. والسياحة، كما يقول القارئ محمد الدوسري، "مثلها مثل أي صناعة حتى تنجح يجب أن يقتنع المستهلك المحلي بجودتها فإذا لم يقتنع المستهلك بها فمن الصعوبة أن تقنع الآخرين بها". بل ويؤكد أن مدينة الطائف التي تعتبر عاصمة السياحة المحلية في بلادنا "نجد أنها في الواقع تهرول بسرعة للخلف … وما يحدث فيها من منغصات من سوء في السكن وعدم وجود مناطق الترفيه … بالاضافة الى مطاردات ومضايقات هيئة الأمر بالمعروف" تجعل من مدننا مدناً طاردة للسياحة.

***
ما ينقصنا إذاً ليس فقط تطوير وتنمية المناطق السياحية بل تغيير "العقلية" التي نتعامل فيها مع قطاع السياحة حتى يُصبح مقنعاً للسعوديين قبل من يأتي من الخارج. ولولا الحج وزيارة الحرمين لما أتى أحد للسياحة في المملكة .. إلا مضطراً!!

نقلا عن المدينة

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله