وزيرة الثقافة تشارك فى تدشين أولى رحلات طيران الخليج من البحرين إلى موسكو
المنامة "المسلة" …. استكمالاً لمساعي مملكة البحرين في نسج الألفة والروابط الثقافية والفكرية مع جمهورية روسيا الاتحادية، وتشجيعاً للتبادل الثقافي، السّياحيّ والحضاريّ بين البلدين، شاركت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة اليوم الثلاثاء في تدشين أولى الرحلات الجويّة المباشرة إلى جمهورية روسيا الاتحاديّة، وذلك على متن الخطوط الجويّة لطيران الخليج.
وأوضحت الوزيرةكما اوردت وكالة " بنا" أن البحرين تسعى دائما لصياغة جسور تواصل مع العالم، مبينة أن تدشين الرحلات الجوية ما بين المنامة وموسكو يأتي في سياق التجسيد الحقيقيّ لتفعيل الاتفاقيات المشتركة ما بيّن مملكة البحرين وجمهورية روسيا الاتحاديّة، وقالت: "إن الجسر الجوي يكمل جسراً ثقافياً عززته الزيارة الأخيرة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى روسيا".
كما أكدت بأن مثل هذه الرّحلات ستساهم في تفعيل التبادل السياحيّ والثقافيّ والحضاريّ بين البلدين، وأردفت: (الثّقافة لغتنا في التّواصل، وخطابنا الإنسانيّ كي نصل إلى الآخر. اليوم نملكُ خيارنا في أن نصنع تقاربنا بالطّريقة التي نريد، والتي نكرّس فيها الجمال والاختلاف الثّقافيّ كي تتقارب قارّاتنا وأوطاننا).
البحرين ومن خلال وزارة الثّقافة، تمكّنت من نسجِ ألفةٍ وروابط ثقافيّة وفكريّة عديدة، شجّعت على التّبادل ما بين البحرين وروسيا، وأدت إلى صياغة سلسلة من المنجزات المشتركة ومشاريع التّعاون، التي أسهمت بشكلٍ فعّال بالتّعريف عن الإرث الحضاريّ والتّاريخيّ لهذه الشّعوب، وعزّزت من التّواصل في نقلٍ لأجمل النّتاجات الإنسانيّة من فنون، تراث، روافع تاريخيّة وحضاريّة وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثمرت السّنوات الأخيرة عن العديد من صيغ التّعاون والمساعي المشتركة ما بين مملكة البحرين وجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة، التي اتّخذت شكل اتّفاقيّات، ندوات، معارض متنقّلة، لقاءات مستمرّة ما بين المسؤولين وزيارات ما بين البلدين.
ففي العام 2012 تم توقيع اتّفاقيّة بين وزارة الثّقافة البحرينيّة ومتحف الأرميتاج بسانت بطرسبورغ في جمهوريّة روسيا الاتّحاديّة تتضمّن إقامة العديد من التّبادلات الثّقافيّة.
كما شاركت مملكة البحرين في اجتماعات الدّورة السّادسة والثّلاثين للجنة التّراث العالميّ التّابعة لليونيسكو، والتي انعقدت بمدينة سانت بطرسبورغ بالجمهوريّة الرّوسيّة برئاسة وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة، حيث أثمر هذا الاجتماع عن إدراج مشروع (طريق اللّؤلؤ: شاهدٌ على اقتصاد الجزيرة) على قائمة التّراث الإنسانيّ العالميّ، بحضور ممثّلين عن حوالي 180 دولة على مستوى العالم، وكذلك تم خلال العام 2012 تدشين معرض (تايلوس: رحلة ما بعد الحياة) في أحد أهمّ المتاحف العالميّة (الأرميتاج) بمدينة سانت بطرسبورغ الرّوسيّة. وقد افتُتِح برعاية الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدّى ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة . ومن خلاله تمّ تقديم معروضات أثريّة تعود إلى تايلوس في الفترة منذ القرن الثّاني قبل الميلاد وحتّى القرن الثّالث بعد الميلاد، وقد انتقل بعدها هذا المعرض إلى متحف موسكو في بداية انطلاقه حول العالم.
وفي ذات العام أقيمت أيّام الثّقافة الرّوسيّة بالمنامة، بالتّنسيق مع السّفارة الرّوسيّة بمملكة البحرين. حيث تضمنّت على إقامة معرض (فضاء) الذي قدّمه المتحف الدّوليّ ومركز المعارض روسفوتو الحكوميّ وبدعمٍ من الاتّحاد لروّاد الفضاء الرّوسيّ ووزارة الثّقافة الرّوسيّة، حيث شمل المرعض التقاطات فنّيّة للكرة الأرضيّة من الفضاء الخارجي، تشرح بطريقة الصّورة تركيبة البلدان، القارّات، الجبال والأنهار الجليديةّ والمدن، كما أقيم معرض (الحِرَف التّقليديّة الرّوسيّة لشمال أوسيتيا – ألانيا) الذي قدم تأمّلات بصريّة شملت تشكيلةً من الملابس التّقليديّة الوطنيّة الجميلة والحلي المشغولة يدويًّا والمستدرجة من ثقافة الكوبان في اشتغالهم الحِرَفيّ على البرونز، بالإضافة إلى مشغولات مختلفة من الخشب والفخّار. وعكست المجموعة التّعامل الفنّيّ والحِرَفيّ مع هذه المقتنيات والخصوصيّة التّاريخيّة والمهنيّة لروسيا الاتّحاديّة. كما أقيمت خلال الأيام مجموعة من الحفلات الموسيقيّة لـ (أوركسترا القرن الرّوسيّ) على خشبة الصّالة الثّقافيّة برفقة الأوكسترا، التي استعادت نمطًا موسيقيًا يعود إلى ما قبل 250 عامًا.
وحظي الروسي خلال العام بفرصة تدشين أولى حفلات حفلات مسرح البحرين الوطنيّ بعرضٍ ساحرٍ ومبهر، حيث استعاد الحفل الذي أُقيم للَيلَتَيْن في التّاسع والعاشر من شهر ديسمبر 2012م عددًا من الرّوائع الكلاسيكيّة التي انسجمت فيها أجيال الباليه الحديثة بتراث هذا الفنّ ورقصاته.
أما العام 2013 فكان امتداداً لذلك التعاون الثقافيّ والسياحيّ، حيث شهد على سلسلة من الأنشطة الثقافية المتبادلة، إذ تم خلاله توقيع مذكّرة تعاون ثقافيّة أخرى بالتّنسيق ما بين وزارتيّ الثّقافة البحرينيّة والرّوسيّة والسّفارتين الرّوسية والبحرينيّة في كلا البلدين،
وعلى صعيد الزيارات الثقافية الرسمية، قامت وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بزيارة للعاصمة الرّوسيّة موسكو لتنسيق سلسلة من صيغ التّعاون الثّقافيّ والسّياحيّ. وقد شملت الزّيارة جولة لغاليري الفنّان الرّوسيّ الكبير (زوراب تسيريتيلي)، متحف الأديب العالميّ ليو تولستوي بالإضافة لحضور الجولة النّهائيّة من مسابقة مسرح البولشوي للباليه الرّوسيّ تلبيةً لدعوة وزارة الثّقافة الرّوسيّة. كما حظيت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بتكريم من قِبَل سعادة البروفيسور زوراب تسيرتيلي رئيس الأكاديميّة الرّوسيّة للفنون ومستشار الرّئيس الرّوسيّ للشئون الثّقافيّة، حيث منح معاليها العضويّة الفخريّة لأكاديميّة الفنون الروسيّة تقديرًا لدورها الملموس وجهودها في دعم الفنون والمحافظة على التّراث الإنسانيّ العالميّ في مملكة البحرين، ودورها المميّز في توطيد العلاقات الثقافيّة و الفنيّة بين مملكة البحرين و روسيا الاتحاديّة.
أما على صعيد المشاركات الروسية في الحراك الثقافي المحلي في البحرين، فقد شاركت الدّكتورة غالينا أندريفا، خبيرة ثقافيّة ونائب سابق لمدير التّعاون الدّوليّ بوزارة الثّقافة الرّوسيّة في عضويّة لجنة التّحكيم المختصّة بتقييم الأعمال المشاركة في معرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة في نسخته التّاسعة والثّلاثين. كذلك شهدت مدينة نخّول استضافة مجموعة من المثقّفين والفنّانين الرّوسيّين للمشاركة في فعاليّات مدينة نخّول بمهرجان صيف البحرين السادس عبر مجموعة من ورش العمل والبرامج العائليّة.
وإضافة إلى ذلك فقد استعرضت البحرين نتاجها الثقافي والحضاري من خلال مجموعة معارض في روسيا، كمعرض (اللّؤلؤ في الخليج العربيّ) بمتحف الفنون الشّعبيّة التطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو بجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة الذي استدرج جماليّات البحر وقصص البحّارة والغوّاصين عبر العديد من النماذج الجميلة والحضاريّة التي استدعت من خلالها الثّقافة ملامح التأريخ البحرينيّ بحقبه المختلفة: دلمون، تايلوس وحتى الفترة الإسلاميّة. كما احتضنت روسيا معرض الفنّ التّشكيليّ (الرّسّامون المعاصرون للبحرين: آفاق جديدة) الذي أُقيمَ في غاليري فنون زوراب تسيريتيلي بمشاركة كلّ من: الشّيخ راشد بن خليفة آل خليفة، الفنّانة بلقيس فخرو، الفنّان عبدالرّحيم شريف، الفنّان خليل الهاشمي ود. أحمد باقر. وقدّم المعرض بصريّات فنّيّة ونحتيّة تقتبس ملامح الفنّ الحداثيّ والمعاصر، والاتّجاهات المغايرة التي يعاين من خلالها فنّانو البحرين أفكارهم، وذلك من خلال أكثر من 20 عملاً فنّيًا بعضها من مقتنيات متحف البحرين الوطنيّ وبعضها خاصّة بالفنّانين أنفسهم. وأقيمت (أيّام البحرين الثّقافيّة) بجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة من خلال متحف الفنون الشعبيّة التطبيقيّة ومتحف البحرين الوطنيّ، وذلك لتعزيز التّواصل الثّقافيّ. وقدّمت البحرين أثناء مشاركتها لمحة عن التراثّ الإنسانيّ الثّقافي، واقتباسات فنّيّة بصريّة بالإضافة إلى مجموعة منتقاة من الموسيقى الشعبيّة والإيقاعات المحليّة.
أما البحرين فبدورها رحبّت بمعرض النّسيج الرّوسيّ: القطن المطبوع من الزّخارف التّقليديّة إلى التّصاميم الدّعائيّة السوفيتيّة: الذي أقيم بمتحف البحرين الوطنيّ كثالث معرض يُقام بالتّعاون مع متحف الفنون الشّعبيّة التّطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو، ضمن المذكّرة الثّقافية التي وُقّعت ما بين البلدين بالتّنسيق ما بين وزارتيّ الثّقافة البحرينيّة والرّوسيّة والسّفارتين الرّوسية والبحرينيّة في كل بلد.
أما العام 2014م فشهد على لقاء جمع الوكيل المساعد للسّياحة الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة مع وفد من جمهوريّة روسيا الاتّحاديّة برئاسة الدكتور ديميتري أمونتس وكيل الشّؤون السّياحيّة لوزارة الثّقافة والسّياحة الرّوسيّة، وذلك لمناقشة أهمّ الموضوعات المتعلّقة بتطوير التّعاون السّياحيّ بين البلدين، خصوصًا بين شركات السّفريات الموجودة في كلا البلدين لتسهيل تنقّل السوّاح وتقديم الخدمة الأفضل لهم على كافّة المستويات، بالإضافة لتشجيع الاستثمارات السياحيّة في البلدين، والخطوط العريضة للاتّفاقيّة السياحيّة التي سيبرمها البلدان.
وللعام الثاني على التّوالي، واصل مجموعة من الفنّانين الرّوسيّين مشاركتهم في مدينة نخّول بمهرجان صيف البحرين السادس عبر مجموعة من ورش العمل والبرامج العائليّة، كما قدّم مسرح بيرم تشايكوفسكي للرّقص والباليه مسرحيّة (كسّارة البندق)، إحدى أشهر المسرحيّات الاستعراضيّة في العالم. و تمّت الاستعانة بخبير المسرح السّيّد ألكسندر بولانيتشكو للمساهمة في تطوير عمل وإدارة مسرح البحرين الوطنيّ، والاستفادة من الخبرة الواسعة للمسرح الرّوسيّ.