معايعة : العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي تضعف الحركة السياحية الى فلسطين
رام الله "المسلة" …. اتهمت وزيرة السياحة والآثار في حكومة التوافق الفلسطينية رولا معايعة، أمس السبت، الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذه رزمة من الممارسات التي تحد من ارتفاع نسبة السياحة الأجنبية للأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة).
وأضافت معايعة في تصريحات لـ"العربي الجديد"، تزامناً مع اليوم العالمي للسياحة: "إن الاحتلال يحكم سيطرته على المعابر سواء بين فلسطينيي الداخل والخارج، أو بين الضفة الغربية وقطاع غزة".
واعتبرت إن منع الاحتلال طواقم الوزارة، من تنفيذ عمليات ترميم للمرافق والمعالم السياحية في الضفة الغربية، سياسة جديدة لإضعاف الموسم السياحي، "بحجة أنها تقع في المناطق "ج" التي يسيطر عليها الاحتلال".
وأضافت معايعة : "إن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي، يضعف الحركة السياحية، وخير دليل العدوان الأخير على غزة، والذي ساهم في تدهور صناعة السياحة في القطاع، وهو مثال ينطبق على العمليات العسكرية في أية مدينة فلسطينية".
وأظهرت بيانات وأرقام صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أمس السبت، أن إجمالي عدد النزلاء المحليين والأجانب في الفنادق الفلسطينية، بلغ 357 ألف نزيل، خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي.
وبحسب البيانات التي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، فإن النزلاء أقاموا 855 ألف ليلة، خلال الشهور الستة الأولى من العام الحالي، حيث يأتي إصدار هذه الأرقام بالتزامن مع يوم السياحة العالمي أمس".
وارتفع عدد النزلاء خلال النصف الأول الماضي، مقارنة مع الفترة المناظرة من العام الماضي بنسبة 30%، لأسباب مرتبطة، بوجود استقرار نسبي في الأراضي الفلسطينية خلال هذه الفترة، بحسب حديث الباحث الاقتصادي محمد قباجة، الذي قال خلال حديث مع مراسل "العربي الجديد": "إن الأحداث الإقليمية أيضاً، ساهمت في ارتفاع نسب السياحة في الأراضي الفلسطينية، لكن تبقى هذه النسبة منخفضة مقارنة مع السياحة القادمة إلى مناطق الاحتلال الإسرائيلي" وأضاف: "لا تزال صناعة السياحة في فلسطين تقليدية، ولا توجد شبكة مرافق متكاملة في المناطق السياحية، لأسباب مرتبطة بمنع الاحتلال الإسرائيلي إقامة أية منشآت سياحية فيها، لوقوعها في المناطق المسماة ج (البلدات والمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية التابعة للسيطرة الإسرائيلية) أو تنفيذ أية عمليات ترميم للمعالم السياحية".
ومضى قائلاً، "إن الارتفاع في نسب السياحة لن يتحقق كل عام، في الوقت الحالي توجد بعض الأحداث الإقليمية، والتي تسببت في انتقال السياح من سورية ولبنان والعراق ومصر إلى فلسطين والأردن، لكن في السنوات المقبلة علينا الاعتماد على أنفسنا وقدراتنا في إقناع السياح للمجيء إلى فلسطين".
وأوضح بيان الإحصاء الفلسطيني، أن تركز تواجد النزلاء، كان في فنادق جنوب الضفة الغربية، حيث وصلت نسبتهم إلى %51 من مجموع النزلاء، يليها فنادق القدس بنسبة 31%، وفي وسط الضفة الغربية بلغت نسبتهم 14%، في حين بلغت نسبة نزلاء الفنادق في شمال الضفة الغربية 4%.
ويقصد بفنادق جنوب الضفة، العاملة في مدينتي بيت لحم والخليل، حيث تعد مدينة بيت لحم قبلة سياحية أساسية، خاصة للسياح الأجانب الذين يتوافدون سنوياً لإقامة الصلوات وزيارة كنيسة المهد، أقدم كنائس العالم.
ويعمل في 113 فندقاً في الضفة الغربية، نحو 3010 عاملين منهم 2742 ذكراً و736 أنثى.
وتوجد في فلسطين 5936 منشأة عاملة في القطاع السياحي، تشمل 3490 منشأة عاملة في مجال أنشطة المطاعم، و965 منشأة لتقديم المشروبات، و283 لبيع التحف والهدايا التذكارية، و229 عاملة في الصناعات التقليدية والتحف الخشبية، و270 لتأجير المركبات إضافة إلى 126 لتنظيم رحلات الحج والعمرة، و117 عاملة في مجال أنشطة الإقامة قصيرة المدى (الفنادق)، إضافة إلى 151 وكالة سياحة وسفر، فيما تتوزع 962 منشأة عاملة في مجال التسلية والترفيه والأنشطة الإبداعية والفنون وأنشطة سياحية أخرى.
وبلغت العائدات المالية من صناعة السياحة في فلسطين خلال عام 2012 (أحدث البيانات المتوفرة)، قرابة 326 مليون دولار أميركي، بينما بلغت العائدات السياحية لدى الاحتلال الإسرائيلي خلال نفس الفترة 8.8 مليار دولار أميركي.
وشهدت المواقع السياحية في الضفة الغربية، خلال النصف الأول من عام 2014 حركة زوار بلغت نحو 3.16 مليون زيارة إلى المواقع السياحية والحدائق والمتنزهات المختلفة، منها 1.69 مليون زيارة، نفذها السياح المحليون، مقابل1.47 مليون زيارة من قبل الزوار الوافدين.
وخلال عام 2013، بلغ إجمالي عدد النزلاء 600 ألف و362 في الضفة الغربية، فقد شكل النزلاء الفلسطينيون نحو 9% منهم، في حين كان لجنسيات الاتحاد الأوروبي العدد الأكبر من بين الجنسيات التي أقامت في الفنادق بنسبة بلغت نحو 83%، والولايات المتحدة وكندا نحو 9% من مجموع النزلاء.
وبلغ إجمالي عدد ليالي المبيت في فنادق الضفة الغربية والقدس المحتلة، نحو 1.467 مليون ليلة خلال عام 2013، حيث أمضى النزلاء الفلسطينيون ما نسبته 10% من هذه الليالي و40% منها قضاها نزلاء من دول الاتحاد الأوروبي، في حين أمضى النزلاء الوافدون من الولايات المتحدة وكندا ما نسبته 9% من هذه الليالي.
ومقارنة مع عام 2012، فقد تراجعت نسبة الوفود السياحية التي زارت فلسطين بنسبة 30% مقارنة مع عام 2012، وذلك لأسباب مرتبطة بتبعات عدوان "عمود السحاب" الذي نفذه الاحتلال الإسرائيلي، في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 على قطاع غزة، وتوقف المفاوضات وحالة عدم اليقين السياحي خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2013، بحسب الإحصاء الفلسطيني.