الجزائر تطلق الموسم السياحى الصحراوى
الجزائر "المسلة" …. افتتح أمس، رسميا موسم السياحة الصحراوية في الجزائر، في الوقت الذي يتشاءم فيه الفاعلون في القطاع وأصحاب الوكالات السياحية بسنة عجفاء إثر الأوضاع الأمنية المشتعلة على الحدود الجنوبية والغربية وتهديدات التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى عزوف السائح الجزائري عن زيارة مناطق الجنوب الكبير التي بقيت حكرا في سنوات خلت على السياح الأجانب، وجاءت التحذيرات الغربية الأخيرة من السفر إلى الجزائر بعد تصفية رهينة فرنسي على يد التنظيم الإرهابي ”جند الخلافة” الموالي لتنظيم داعش، ليضاف إلى متاعب السياحة الصحرواية في الجزائر عبء آخر إثر إعلان عدد من الدول آخرها فرنسا وبلجيكا وقبلهم إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية منطقة الجنوب الجزائرية كمنطقة حمراء تشكل خطرا على حياة الأجانب المتواجدين فيها.
من جهتهم، أبدى أصحاب الوكالات السياحية مخاوفهم من شبح موسم سياحي أبيض في الجنوب الكبير، وقالوا إن مؤشرات ذلك أصبحت ماثلة في جانب عدم تلقيهم أي إشارة من قبل وزارة السياحة تدعوهم إلى تحضير أنفسهم لافتتاح الموسم، وصرح ناجم باصودي، صاحب الوكالة السياحية ”واليان” بتمنراست لـ«البلاد”، إنه ”إلى غاية اليوم لم يتم الإعلان عن أي شيء، ولم يتم إطلاع الوكالات السياحية بأي جديد.
كما لا توجد لدينا طلبات هذا العام”، في إشارة إلى أن وزارة السياحة لم تقم بالترتيبات التي دأبت عليها كل سنة لترتيب تحضير الموسم السياحي مع الوكالات السياحية، وأكد المتحدث أن أغلب الوكالات السياحية تعاني من خطر الإفلاس بعد أن تراكمت الديون عند بعضها إلى ما يفوق 500 مليون سنتيم وبخصوص المسالك السياحية المغلقة أبلغت مديرية السياحة لولاية تمنراست كافة الوكالات السياحية بأنها ستبقى مغلقة، وأن النشاط سيتواصل على مستوى المواقع المفتوحة فقط ”الأهڤار”، و"أسكرام”. وهو ما انتقده المتحدث، مؤكدا أن تقييد حرية السياح في منطقة واحدة أو منطقتين ينفر الأجانب من زيارة الجزائر أكثر من المخاطر الأمنية نفسها.
وزيادة على ذلك، أكد ناجم باصودي أن قرار إغلاق المسالك السياحية الساري المفعول منذ 2010 أدى إلى إحالة المئات من المرشدين السياحيين على البطالة مما يؤدي إلى تسرب العديد منهم نحو العمل ضمن نشاطات غير شرعية، على غرار التهريب، وعلى الرغم من توجه الوزارة الوصية إلى تشجيع السياحة الوطنية نحو الجنوب، إلا أن هذه الخطوة تبقى غير كافية حسب المتحدث، حيث يبرز مشكل ارتفاع تذكرة السفر بالنسبة للسياح الوطنيين الذي يعد أهم عائق يثبط إرادة هؤلاء للتوجه نحو هذه المنطقة. إلى جانب ذلك، طالب ناجم بتكثيف الحملات الدعائية التي تشجع المواطنين في الشمال على السياحة نحو الجنوب، وتلح الوكالات السياحية من خلال ممثلتها النقابية في كل مرة على السلطات الوصية إصدار قرار ”بمسح الديون المتراكمة على الوكالات السياحية نتيجة الضرائب، على غرار ما تم اتباعه مع بعض القطاعات التي كانت منكوبة في وقت ما كالفلاحة مثلا.
وباعتراف السلطات المحلية، فإن الإقبال على السياحة الصحراوية في تراجع مستمر، حيث وإذا أخذنا على سبيل الذكر لا الحصر عاصمة الأهڤار مدينة تمنراست فلم يتعد عدد السياح الوافدين إليها 900 سائح خلال الموسم المنصرم، مقابل 1807 سائح زاروا المنطقة خلال العام الذي سبقه.