خبراء: الحوافز وراء عزوف المواطنين عن العمل بمجال السياحة
الدوحة "ادارة التحرير" …. انتقد عدد من خبراء السياحة والمواطنين ظاهرة تجاهل توظيف الشباب القطري وتشجيعه وتحفيزه للعمل في مجال السياحة والفندقة، باعتباره واحدا من المجالات المهمة حيث لوحظ خلال الآونة الأخيرة عزوف كبير من قبل الشباب القطري للعمل في مجال السياحة والفنادق.
وأكد عدد من المواطنين أنه لا يوجد أي نوع من أنواع الاهتمام بتوظيف الشباب القطري في هذا القطاع الهام، والذي من الممكن أن يدر دخلا اقتصاديا كبيرا على البلاد، مشيرين إلى أنه يجب أن يكون هناك حالة من التشجيع المادي والمعنوي والنفسي لانخراط الشباب القطري للعمل في مجال الفنادق والسياحة، خاصة أنهم الأولى في تعريف عادات وتقاليد البلد للسياح الأجانب والأفواج السياحية الكبيرة التي تزور البلاد على مدار العام.
وقال البعض لـ الشرق إن اهتمام التوظيف قد انصب فقط على قطاع المصارف والبنوك، وهذا كان ملحوظا وملموسا من خلال الأيام المهنية التي تنظمها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بين الفترة والأخرى، موضحين أنهم لا يروا أيام مهنية بشكل واضح لتشجيع الشباب القطري للانخراط للعمل في مجال الفنادق، وطالبوا بضرورة تغيير ثقافة مفهوم العمل في الفنادق لدى الشباب من خلال الدورات التدريبية وورش العمل المختلفة، كما أنه يجب غرس هذه الأفكار الايجابية نحو العمل في مجال السياحة منذ الصغر في المدارس المستقلة والاهتمام بهذا القطاع العام.
وقال البعض من خبراء السياحة إن المواطن القطري هو واجهة البلد ومن الأفضل أن يكون على رأس قائمة استقبال الوفود العربية والعالمية في المحافل والمؤتمرات الدولية والعربية فضلا عن أهمية تواجده في مطار حمد الدولي، لذلك يجب أن يتم العمل على إقامة دورات تدريبية تتبناها وزارة العمل لمن يرغب من الشباب للانضمام إليها، مطالبين بضرورة إنشاء معاهد وكليات متخصصة في قطاع السياحة مثل الموجودة في العديد من الدول العالمية، لتخرج جيلا واعيا ومسؤولا في مجال السياحة والفندقة ولتستقطب راغبي الدراسة في هذا المجال.
حراك بطئ
في البداية يقول الناقد والكاتب الدكتور حسن رشيد إن الفترة الحالية تشهد نوعا من حراك نحو قطاع السياحة ولكنه حراك بطئ، لأن المهنة جديدة على المجتمع القطري… ويرى أن التطور الحاصل في كل القطاعات بالدولة سيدفع الشباب للاتجاه لهذا العمل الممتع والفن الجميل، وطالب بضرورة إنشاء كليات ومعاهد متخصصة وشهادات معترف بها، حتى يكون الشباب المتخرجين حاصلين على التعليم الكافي الذي يؤهلهم للعمل بقطاع السياحة والفندقة، لافتا إلى أهمية تحفيز وتشجيع الشباب على العمل من خلال بدلات ورواتب تعادل مثيلاتها بالحكومة والقطاعات الأخرى، معربا عن أمله أن تكون أول خطوة في مطار حمد الدولي بأن يكون الشباب القطري متواجد في استقبال المسافرين والقادمين والإجابة عن أي أسئلة، وبذلك سوف يمثلون العنوان الرئيسي لبلدهم من خلال نماذج شبابية ومشرفة من الجنسين.
وأضاف الدكتور رشيد أن الشاب القطري استطاع وبكل جدارة وثقة أن يثبت نفسه في الكثير من مجالات وقطاعات الحياة المختلفة سواء في قطاع البنوك والمصارف أو مجال شركات البترول والغاز أو مجال التوظيف الحكومي، ولكن ما زال ينقصه التوظيف والتشجيع في احد قطاعات الحياة أهمية وهو مجال السياحة والفنادق ومما لا شك فيه أن توظيف الشباب القطري في هذا المجال سوف يعكس الصورة الحقيقية للبلد لجميع الأفواج الأوربية والسياحية التي تحضر إلى البلد، حيث إن المواطن هو أكثر دراية بآثار وتراث البلد، وكذلك بعاداتها وتقاليدها المختلفة ويستطيع توصيل كافة هذه الأمور إلى السياح بكل يسر وسهولة كما أنه يعتبر واجهة البلد.
حوافز تشجيعية
ويرى احمد حسين — مدير عام سفريات توريست — أنه في الآونة الأخيرة وخاصة بعد إنشاء هيئة السياحة، بدأ ميول القطريين يتجه لقطاع السياحة، لافتا إلى أهمية إعطاء الشباب حوافز وبدلات مثل الموجودة في القطاعات الأخرى لاستقطابهم، لأنه إذا كان هناك ما يشجع هؤلاء الشباب فإن ميولهم سوف تتغير خاصة بعد تخرجهم من الجامعات، فأصبحنا نرى الشباب القطري في المعارض وغيرها وهذا شيء جيد.
ويتابع قائلا: كلنا نعلم أن هناك عزوفا واضحا من قبل الشباب القطري للتوظيف في هذا المجال الهام، وقد يعود هذا الأمر لعدة أسباب وهي تركيز الشباب للعمل في قطاع الحكومة والبنوك وشركات البترول، ويرجع السبب في ذلك أن ثقافة التوظيف في مجال الفنادق والسياحة لدى الشاب أو المواطن القطري ضعيفة وتحتاج إلى التشجيع اللازم سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو النفسية، ويجب تعريف الشاب بأهمية هذا القطاع وليس هناك ما يمنع من تدريس مادة خاصة بسياحة البلد وآثارها وأهمية هذا القطاع وذلك من اجل تعزيز تنميته بالشكل المطلوب.
ويضيف حسين أنه في حالة الاهتمام بمجال السياحة فسوف يعود على الوطن من ورائه بالنفع والخير من خلال الأمور التي تدخل من وراء هذا القطاع، مشيرا إلى أن هناك البعض من الجنسيات الأخرى الذين يعملون في مجال الفنادق والسياحة ليس لديهم الخبرة الكافية والدراية الكاملة بعادات وأعراف البلد، لكي يقوم بتوصيله إلى الآخرين من الأوربيين أو العرب، لذلك فإن الأصلح للعمل في هذا المجال هو المواطن القطري وهذا يتطلب آليات جديدة وواضحة تنتهجها الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للعمل على حل هذه الإشكالية واستقطاب الشباب إلى التوظيف في هذا القطاع المهم.
أعداد بسيطة
أما سعيد الهاجري — مدير عام وكالة علي بن علي للسفر والسياحة — فيؤكد أنه بالفعل يوجد بعض الشباب في مجال السياحة ولكن بأعداد بسيطة جدا، معربا عن تمنيه في زيادة أعداد الشباب العاملين في قطاع السياحة والفندقة لأنه مجال كبير وله مستقبل مرموق وسوف يدر دخلا اقتصاديا كبيرا للبلد، ويرى أن هذا هو الوقت المناسب لتشجيع واستقطاب الشباب القطري في هذا المجال، مشددا على أن التشجيع المادي والمزايا المادية والمعنوية سوف تكون الحافز القوي لجذب الشباب القطري للعمل في مجال السياحة والفنادق، ويضيف قائلا: من المؤكد أن تولي الشباب مناصب معينة ووظائف محددة وهامة في هذا المجال سوف يكون عاملا مهما أيضا لجذب الشباب والمواطنين مع ضرورة تغيير ثقافة مفهوم التوظيف في السياحة والفندقة، لافتا أن الشاب القطري نجح في كافة المجالات التي عمل بها وهذا يعكس روح الإرادة والإصرار والعزيمة التي تمتع بها الشاب القطري، في إثبات النجاح المطلوب لذلك فإن نجاحه في قطاع السياحة والفنادق في حال توظيفه سوف يكون نابعا من نفس هذه العناصر، فالشاب القطري لا يعرف كلمة الفشل وعلى هذا الأساس فهو يسعى دوما للوصول إلى النجاح ثم إلى التميز، ولا بد من مد يد العون له والتي تكون في شكل التشجيع والتحفيز من قبل الجهات المعنية من أجل التوظيف والإقبال على هذا القطاع المهم.